هما عابدين.. "الابنة الثانية" لهيلاري كلينتون

EAST HAMPTON, NY - AUGUST 30: Huma Abedin attends the Perfect Earth Project Family Picnic and Concert on August 30, 2014 in East Hampton, New York.

مسلمة من أصول هندية، ولدت في أميركا وترعرعت بالسعودية، ودرست في جامعة جورج واشنطن، واشتغلت في الإدارة الأميركية إلى جانب هيلاري كلينتون التي تعدها في مقام ابنتها، ولا تكاد تفارقها في أنشطتها العامة.

هاجمها إعلام جماعات الضغط بسبب اسمها وأسرتها، فاتهمها بالعلاقة مع الإخوان المسلمين، لكن باراك أوباما دافع عنها، ووصفها جون ماكين بالمواطنة الأميركية والموظفة العمومية المخلصة.

المولد والنشأة:
ولدت هما محمود عابدين في 28 يوليو/تموز 1976 في كالامازو بميتشغان لوالدين هاجرا إلى الولايات المتحدة ثم انتقلا إلى جدة بالمملكة العربية السعودية عندما كان عمرها سنتين؛ الأب محمود عابدين هندي شغل منصب أستاذ في جامعة الملك عبد العزيز بالسعودية في أوائل السبعينيات، والأم باكستانية اسمها صالحة، عملت أستاذة مشاركة في علم الاجتماع في كلية دار الحكمة في جدة.

الدراسة والتكوين:
بعدما أنهت هما دراستها الثانوية بأحد المدارس العالمية بجدة، تدربت لمدة قصيرة في صحيفة "عرب نيوز"، وقررت بعدها العودة للولايات المتحدة لإكمال دراستها الجامعية في جامعة جورج واشنطن.

الوظائف والمسؤوليات:
عملت عابدين في البداية موظفة في معهد شؤون الأقليات المسلمة (IMMA)، وفي 1996 التحقت بفريق السيدة الأولى في البيت الأبيض هيلاري كلينتون أثناء رئاسة زوجها بيل كلينتون، ورافقتها إلى مجلس الشيوخ، وعملت نائبة رئيس الموظفين لديها عندما شغلت هيلاري منصب وزيرة الخارجية الأميركية.

كما شغلت هما منصب رئيسة الموظفين المتنقلة والمساعدة الشخصية لهيلاري أثناء حملتها للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2008، وعينتها نائبة رئيس حملتها في ربيع 2015 عندما أعلنت الترشح للرئاسيات عام 2016.

التجربة المهنية:
ارتبط جل مشوار هما عابدين المهني بوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون منذ 1996 وإلى لحظة إعلانها الترشح لرئاسيات 2016، حيث عملت معها بالبيت الأبيض ومجلس الشيوخ، وحملتها الانتخابية عام 2008 ووزارة الخارجية، وما تزال مرافقة لها حيث تعد من دائرة المقربين إليها.

اعتبرتها مجلة تايم عام 2010 ضمن لائحة جيل جديد من القادة المدنيين تحت الأربعين سنة، ومن النجوم الصاعدة في السياسة الأميركية، وقالت عنها هيلاري في العام نفسه في حفل زواجها بعضو الكونغرس أنتوني وينر "لدي ابنة واحدة فقط، وإذا كان لي ابنة ثانية، لكانت هما". كما زارت والدتها بمدينة جدة بالسعودية عام 2011، مما أكد العلاقة الودية الكبيرة التي تجمع المرشحة الرئاسية بهما.

لكن بعد عام 2011، سلط إعلام جماعات الضغط وسياسيون أميركيون الضوء على هما عابدين، ووجهت لها اتهامات بأن لديها خلفية أصولية، ولمزوها بوجود علاقة بين أسرتها (والدتها ووالدها وشقيقه) وجماعة الإخوان المسلمين، وطولب نائب المفتش العام في وزارة الخارجية بفتح تحقيق في هذا الشأن، ومدى تأثير هذه العلاقة المفترضة على سياسة وزارة الخارجية.

لكن أعضاء من مجلس الشيوخ من الديمقراطيين والجمهوريين استبعدوا ذلك ودافعوا عن عابدين، وقال جون ماكين "هذه الادعاءات ليست أكثر من هجوم لا مبرر له ولا أساس له على امرأة شريفة متفانية وموظفة عمومية مخلصة".

كما دافع عنها الرئيس باراك أوباما، في حفل إفطار رمضاني أقيم بالبيت الأبيض، قائلا "أميركا تفتخر بمسلمات من طالبات ومعلمات ومحاميات ومقاولات ومجندات، بينهن عابدين"، وأضاف "عملت من دون كلل في البيت الأبيض ومجلس الشيوخ ووزارة الخارجية، حيث نفذت عملا استثنائيا في تمثيل أميركا والقيم الديمقراطية، لذا تستحق امتنان الشعب الأميركي".

وما كادت هما عابدين تخرج من دوامة الحملة الإعلامية والسياسية ضدها، حتى انفجرت في وجهها فضيحة أخلاقية لم يكن بطلها سوى زوجها أنتوني وينر -الذي يدين باليهودية- فعاد اسمها من جديد للواجهة الإعلامية، بعد أن تم الكشف عن إرسال وينر صورا ورسائل قصيرة لمغازلة سيدات عبر موقع تويتر، مما اضطره لتقديم استقالته من مجلس الشيوخ.

وقد عرف زوجها بمساندته إسرائيل، ومطالبته بفرض عقوبات على المملكة العربية السعودية عقب أحداث سبتمبر/أيلول 2001، وبتأييده غزو العراق عام 2003.

استقالت هما في فبراير/شباط 2013 من منصب نائبة رئيس الموظفين لدى هيلاري كلينتون، لكنها بقيت مساعدة لها، ثم عينتها بعد إعلانها في ربيع 2015 الترشح لرئاسيات أميركا 2016 في منصب نائبة رئيس حملتها الانتخابية.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية