الشاذلي القليبي

Chedli Klibi الشاذلي القليبي - الموسوعة - المصدر قناة الوطنية التونسية

سياسي وأكاديمي تونسي، شغل منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية عشر سنوات، واستقال منه احتجاجا على غزو العراق عام 1990.

المولد والنشأة
ولد الشاذلي القليبي يوم 6 سبتمبر/أيلول 1925 في العاصمة تونس لعائلة مناضلة في إطار الحركة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي.

الدراسة والتكوين
بدأ تعليمه الثانوي في المدرسة الصادقية بالعاصمة، حيث تلقى تعليما مزدوجا يجمع بين أصول اللغة العربية ومبادئ الإسلام وبين الثقافة الفرنسية والرياضيات العصرية، وحصل عام 1944 على الثانوية العامة في شعبة الفلسفة.

سافر إلى فرنسا لمواصلة دراسته العليا والتحق بكلية الآداب في جامعة السوربون في باريس وحصل منها على الإجازة في اللغة والآداب العربية سنة 1947.

الوظائف والمسؤوليات
بدأت حياته المهنية بالتدريس في المعاهد الثانوية في تونس ثم التحق بالتدريس في المعاهد العليا حيث كلف بإلقاء دروس في معهد الدراسات العليا بتونس، وفي سنة 1957 تفرغ للتدريس الجامعي.

تم تعيينه سنة 1958 مديرا عاما للإذاعة والتلفزة التونسية، وفي سنة 1961 أسندت إليه مهمة إنشاء وزارة الشؤون الثقافية التي تولى حقيبتها وأسس خلال فترة إدارتها مهرجان قرطاج الدولي عام 1964.

أسند إليه الرئيس بورقيبة منصب رئيس الديوان الرئاسي في عام 1974، ثم أسندت إليه وزارة الثقافة من جديد في 1976 وفي عام 1978 عين وزيرا للإعلام.

كان رابع مسئول يشغل منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية عندما كان مقرها في تونس من 1979 وحتى 1990 تاريخ استقالته منها بسبب رفضه الشديد للغزو الأجنبي للعراق.

التوجه الفكري
ساهم في رسم ملامح السياسة الثقافية التونسية منذ الاستقلال، وقد تميز بثقافته العربية العميقة وانفتاحه على الثقافات الأخرى، وكان يعتبر الفعل الثقافي أداة مهمة في التحرر الحضاري، ويرى الثقافة ضمانا للحيوية والتجدد في المجتمعات، والمحدد لفعالية الشعوب والأفراد، وليست مجرد واجهة أو زينة للاستعراض.

انصبَّ اهتمامه في كتبه ومقالاته على واقع العرب، معتبرا أن عبارة "الأمة العربية" دعوة قومية جديدة نادت "بجمع شتات العروبة في كيان سياسي واحد"، بعدما كان مصطلح الأمة يقصد به ومنذ فجر الإسلام جميع المسلمين.

توقع أن تندثر شعوب عديدة بسبب العولمة التي تتجاوز تأثيراتها الحدود وتصل لكل بيت عبر أنماط كل تفاصيل الحياة، مما سيؤثر في الثقافة العربية سلبا بعدما أصبحت اللغة العربية عاجزة عن الاضطلاع بدورها الحضاري، لأنها لم تستعمل لقرون في مختلف العلوم.

أكد أن حالة العجز العربية الإسلامية دليل على وجود أزمة حضارة جعلت المجتمعات العربية والإسلامية عاجزة عن التعامل مع نوازل التاريخ، وأن الانحصار بين فورات الغضب والاستكانة والرضا بالدون نتج عنه فشل في إعداد أنظمة اجتماعية وتربوية قوية متماسكة.

التجربة السياسية
انخرط الشاذلي القليبي في الحياة السياسية مع الحزب الحرِّ الدستوري التونسي، وانتخب عضوا في اللجنة المركزية للحزب عام 1964، وجدد انتخابه في كل مؤتمر منذ ذلك العهد.

كما اختير عضوا للديوان السياسي للحزب نفسه منذ يوليو/تموز 1968 حتى سبتمبر/أيلول 1979، وانتخب نائبا في البرلمان.

راكم تجربة سياسية ومعرفة بالواقع السياسي للعالم العربي خلال فترة قيادته للجامعة العربية التي كانت حافلة بالأحداث العربية والقضايا الإقليمية، وعرفت ستة مؤتمرات قمة غير عادية.

بسبب الصداقة القوية التي جمعته بالوزير السابق أحمد بن صالح صاحب تجربة التعاضدية في تونس والتي انتهت بالفشل، واجه القليبي بعض العراقيل من بعض المسئولين في عهد الحبيب بورقيبة الذي عينه سفيرا لمصر ثم تراجع عن ذلك.

لكن حظوته عند بورقيبة مكنته من أن يسترجع ثقته ليعينه بعد ذلك مديرا لديوانه السياسي بين 1968 و1979 التاريخ الذي تمّ انتخابه فيه أمينا عاما لجامعة الدول العربية التي قضى فيها 11 عاما وحاول خلالها تطوير إستراتيجية الجامعة.

وأثناء تلك المرحلة انتخب عضوا للديوان السياسي للحزب الحر الدستوري التونسي وشغل هذا المنصب من 1968 حتى 1979.

وقبيل غزو العراق في 2 أغسطس/آب عام 1990 قدم القليبي استقالته من جامعة الدول العربية رفضا للحرب على العراق عقب الهجوم الذي شنه الجيش العراقي على الكويت في فترة حكم الرئيس الراحل صدام حسين.

المؤلفات
نشر مقالات سياسية وأبحاثا في المجالات الأدبية واللغوية والثقافية، وألف عدة كتب منها "العرب أمام قضية فلسطين"، و"من قضايا الدين والعصر"، و"أمة تواجه عصرا جديدا"، و"الشرق والغرب، السلام العنيف اليوم وغدا" وهو حوار أجرته معه الصحفية الفرنسية جينيفياف مول.

وبعد الثورة التونسية وتحديدا عام 2012 صدر له كتاب بعنوان "الحبيب بورقيبة: كشف إشعاعي لعهد" يحكي فيه مذكراته عن مسيرة الحبيب بورقيبة.

 الجوائز والأوسمة
نال الشاذلي القليبي عددا كبيرا من الأوسمة العربية والأجنبية، منها: وساما الجمهورية والاستقلال.

المصدر : الجزيرة