سلوبودان برالياك.. جنرال كرواتي تجرع السم

وفاة قائد لكروات البوسنة بتجرعه السم بمحكمة لاهاي

قائد عسكري سابق لكروات البوسنة، حكمت عليه محكمة الجنايات الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة بالسجن 20 عاما لارتكابه جرائم حرب ضد مسلمي البوسنة، وأنهى حياته بتجرعه السم داخل المحكمة في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2017.

المولد والنشأة
ولد الجنرال سلوبودان برالياك يوم 2 يناير/كانون الثاني 1945 في مدينة تشابلينا في جنوب البوسنة والهرسك، عمل والده في الاستخبارات السرية ليوغسلافيا السابقة.

الدراسة والتكوين
تخرج من كلية الهندسة الكهربائية والحوسبة بجامعة زغرب عام 1970 بدرجة مهندس كهرباء، ومن كلية زغرب للعلوم الإنسانية والاجتماعية عام 1971 تخصص فلسفة وعلم الاجتماع، وفي عام 1972 تخرج من أكاديمية زغرب للفنون المسرحية.

الوظائف والمسؤوليات
عمل برالياك في بداية حياته المهنية مديرا لمختبر إلكترونيات في العاصمة الكرواتية زغرب، ثم انتقل للمجال الفني عام 1972 للعمل كفنان مستقل، فمدير مسرح في زغرب، وأدار مسلسلات وبرامج  تلفزيونية.   

ورغم أنه لم يكن صاحب خلفية عسكرية، إلا أن برالياك انضم عام 1991 طوعا إلى القوات المسلحة الكرواتية التي أنشئت حديثا وقتذاك، وشكل وحدة تتألف من فنانين ومثقفين في العاصمة الكرواتية زغرب.

شغل عددا من المسؤوليات في وزارة الدفاع الكرواتية، وكان واحدا من 14 عضوا في ما سمي مجلس الدفاع الوطني الكرواتي، إضافة إلى شغله منصب الممثل السامي لوزارة الدفاع، وممثل الوزارة في الجمهورية الكرواتية في البوسنة والهرسك.

وترقى برالياك بعد ذلك في المناصب حتى أصبح  القائد العسكري لكروات الابوسنة والهرسك، أثناء الحرب بين عامي 1992-1995.

واندلعت حربٌ دامية في تلك المنطقة استمرت من عام 1992 إلى 1995 وخلَّفت آلاف القتلى والمشردين والنازحين غالبيتهم الساحقة من المسلمين، وأنتهت الحرب بموجب معاهدة دايتون" التي وقعها قادة صربيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك في عام 1995، وقسَّمت البوسنة إلى دولتين هما: جمهورية صرب البوسنة وفدرالية البوسنة والهرسك وتضم المسلمين وكروات البوسنة.

وبعد انتهاء الحرب، أصبح  برالياك رجل أعمال، لكن الجرائم التي ارتكبت في عهده ضد مسلمي البوسنة ظلت تلاحقه، حيث ورد اسمه باعتباره واحدا من المسؤولين عن تدمير الجسر العثماني في مدينة موستار.

وفي 5 أبريل/نيسان 2004 سلم للمحكمة الجنائية الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة في لاهاي، وحكم عليه عام 2013، بالسجن 20 عاما لإدانته بارتكاب جرائم حرب في مدينة موستار خلال فترة الحرب.

وحكم على على القائد السابق لكروات البوسنة بالسجن لدوره في أعمال قتل وترويع للسكان المسلمين والقتل والاغتصاب وتدمير الممتلكات المدنية بهدف إنشاء "كرواتيا الكبرى"، وذلك في مدينة موستار.

الوفاة
في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أيد قضاة المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة الحكم الصادر بحق القائد العسكري لكروات البوسنة والهرسك، لكن هذا الأخير وبُعيد إصدار المحكمة لحكمها أقدم على تجرع مادة من زجاجة قال إنها سمّ. 

ونقلت شاشات العالم على الهواء مشهد  برالياك وهو يقول لهيئة المحكمة إنه بريء ويرفض الحكم، ويقول "شربت السم، لست مجرم حرب وأعارض هذه الإدانة"، قبل أن يتجرّع السائل. وتوفي عقب نقله إلى مستشفى في مدينة لاهاي بهولندا.

ويذكر أنها ليست المرة الأولى التي يقع فيها حادث من هذا القبيل في المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة، ففي عام 2006، انتحر زعيم الكرواتي الصربي السابق، على ميلان بابيتش داخل سجن المحكمة الجنائية بعد الحكم عليه بالسجن 13 عاما بتهمة ارتكاب انتهاكات خلال الحرب.

ويشار إلى أن محكمة الجزاء الدولية ليوغسلافيا سابقا، التي أنشأها مجلس الأمن الدولي عام 1993، كُلفت بمحاكمة المسؤولين عن عمليات الإبادة كالجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ارتكبت أثناء حرب البوسنة والهرسك.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية