كريستيان شينو.. صحفي فرنسي اختطف بالعراق 124 يوما

الموسوعة - Christian Chesnot

كريستيان شينو، صحفي فرنسي، تخصص في شؤون الشرق الأوسط وملفات قضاياه الشائكة، وهو متحدث جيد باللغة العربية. تنقل كثيرا بين أقطار المنطقة التي عمل مراسلا صحفيا فيها، وتعرض للخطف بـالعراق صيف عام 2004 رفقة زميله جورج مالبيرنو.

المولد والنشأة
وُلد كريستيان شينو يوم 24 أبريل/نيسان 1966 في العاصمة الفرنسية باريس. 

الدراسة والتكوين
تخرج في كل من معهد الدراسات السياسية في باريس (عام 1987) ومركز تكوين الصحفيين (عام 1989).

التجربة المهنية
سافر عام 1989 إلى مصر في إطار تعاقده مع الدولة الفرنسية لإنجاز الخدمة الوطنية، فعمل متعاونا مع مجلة "الازدهار المصري" الناطقة بالفرنسية. وبدأ أثناء مقامه هناك في اكتشاف المنطقة العربية، واستيعاب خصوصيات وتعقيدات هذا الفضاء الثقافي والديني المختلف تماما عن موطنه الأصلي فرنسا.

تعلم شينو اللغة العربية التي يُعد متكلما جيدا بها، وهي صفة نادرة بين الصحفيين الفرنسيين الذين يُعاب على معظمهم انغلاقهم على لغتهم الأم، وجهلهم باللغات الأخرى ما عدا معرفة محدودة ونادرة بالإنجليزية. 

تعاون في القاهرة مع صحف فرنسية بصفته مراسلا لها بالشرق الأوسط، ومن ثم اكتسب معرفة جيدة واهتماما واعيا بقضايا المنطقة، لا سيما أنه عايش فيها أحداثا كبرى مثل سقوط جدار برلين 1989، والانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987، وغزو العراق لـالكويت 1990، وانهيار الاتحاد السوفياتي 1991. 

غادر مصر عائدا إلى بلاده عام 1992 حيث عمل فترة وجيزة متعاونا مع صحف فرنسية، ثم تولى منصب رئيس تحرير "هيدرو بلوس" (المجلة العالمية للماء) حتى 1999، وهو تاريخ عودته إلى الشرق الأوسط حيث أقام بالعاصمة الأردنية عمّان مراسلا لعدد من وسائل الإعلام الفرنسية. ومن أبرز المؤسسات الإعلامية التي راسلها إذاعة فرنسا الدولية وصحيفة "لاتريبيان دي جنيف".

اشتهر شينو بالمنطقة العربية إثر خطفه هو وزميله الفرنسي مالبيرنو يوم 20 أغسطس/آب 2004 بالعراق بينما كانا في الطريق من بغداد إلى مدينة النجف لإنجاز تغطية صحفية. 

تبنى خطفهما تنظيم "الجيش الإسلامي في العراق" الذي طالب بتراجع السلطات الفرنسية عن قانون منع الرموز الدينية في المؤسسات التعليمية، المتضمن منع ارتداء الحجاب بالثانويات والجامعات الفرنسية. 

استمر اختطافهما 124 يوما انتهت بتسوية لم يُعرف من تفاصيلها إلا ما ذكرته آنذاك صحيفة "تايمز" من دفع السلطات الفرنسية 15 مليون دولار مقابل حرية الصحفييْن.

أجرى شينو -بعد الإفراج عنه- عدة مقابلات مع منابر إعلامية عربية فتحدث عن معاناته وزميله ومرافقهما السوري، وأكد أن الخاطفين عاملوهم برفق وناقشوا معهم مآخذهم على الحكومة الفرنسية والحكومات الغربية بشكل عام بانفتاح وأريحية. 

المؤلفات
ألف شينو وشارك في تأليف عدة كتب تناولت بمجملها قضايا الشرق الأوسط فضلا عن قضايا عالمية تمس المنطقة  منها قضية الماء التي خصها بكتاب "حرب المياه في الشرق الأوسط" عام 1993 

وساهم في تأليف كتاب آخر بعنوان "الفلسطينيون 1948-1998.. من الكفاح المسلح إلى الحكم الذاتي" وعرض فيه لتطور القضية الفلسطينية في ضوء اتفاقية أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية وقيام السلطة الوطنية. 

واشترك مع مالبيرنو في تأليف كتابين عن العراق، تناولا فترة حكم الرئيس الراحل صدام حسين وحزب البعث، وجوانب شخصية في حياة صدام. وعام 2000 ألفا كتاب "مذكرات رهينتين" الذي ضمناه تفاصيل اختطافهما بالعراق. كما اشتركا في تأليف "دروب دمشق.. الملف الأسود للعلاقات الفرنسية السورية".

الجوائز والأوسمة
نال عام 2015 الجائزة الكبرى للصحافة الدولية في مجال الإذاعة، وذلك عن مجمل أعماله الصحفية خاصة التقارير والتحقيقات والتغطيات الإذاعية للأحداث في الشرق الأوسط.

المصدر : الجزيرة