البرناوي.. "والي" البغدادي على غرب أفريقيا

صورة نشرها ناشطون لأبي مصعب البرناوي

أبو مصعب البرناوي نيجيري التحق وهو فتى بجماعة بوكو حرام التي أسسها والده، فصار قائدا عسكريا فيها فناطقا باسمها، ثم أعلِن في أغسطس/آب 2016 اختياره قائدا عاما للجماعة و"والياً على غرب أفريقيا".

المولد والنشأة
ولد حبيب بن محمد بن يوسف البرناوي (المعروف بأبو مصعب البرناوي) عام 1991 تقريبا، وهو الابن الثاني لعائلته التي تنتمي إلى قبائل البورنو الناطقة بلغة الهاوسا والمستوطنة لشمال شرقي نيجيريا.

التجربة القتالية
انخرط البرناوي مبكرا في صفوف جماعة بوكو حرام التي أسسها والده محمد بن يوسف البرناوي عام 2002 في مايدوجوري (عاصمة ولاية بورنو)، وحين قـُتل الأخير أواخر يوليو/تموز 2009 واصل نشاطه في الجماعة -التي تشكل قبيلته العمود الفقري لها- تحت قيادة خليفة والده أبو بكر شيكاو البرناوي.

ومنذ يناير/كانون الثاني 2015 بدأ البرناوي يظهر في أشرطة فيديو بصفته متحدثا باسم بوكو حرام، فكان يتولى الإعلان عن مواقفها وعملياتها العسكرية، رغم تأكيد قائد الجماعة أبو بكر شيكاو مرات أن المتحدث "الرسمي" باسمها هو "أبو زنيرة".

وفي مرات ظهوره الإعلامي المسجل كان أبو مصعب البرناوي يتحدث بلغة الهاوسا، فيشدد على مواقف جماعته الرافضة للديمقراطية ومناهج التعليم الغربي، ويحذر من أن المدن والقرى التي ترفض الخضوع لدولة بوكو حرام "الإسلامية" ستُسوى بالأرض.

وقد نشب خلاف بين شكاو والبرناوي بسبب بعض توجهات وتصرفات الجماعة خاصة "قتل المدنيين"، وذلك بعد أشهر من إعلانها في مارس/آذار 2015 مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية بزعامة أبو بكر البغدادي، وتغيير اسمها إلى "جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد"، وإطلاق اسم "ولاية غرب أفريقيا" على مناطق سيطرتها.

وأدى هذا الخلاف إثر تصاعده إلى انشقاق البرناوي -مدعوما من قيادة تنظيم الدولة- بمجموعة من مقاتلي الجماعة تدعى فصيل "الأنصار"، أصبحت تنظر إليه على أساس أنه "أمير الجماعة الشرعي"، وترى ضرورة التركيز على محاربة الجيش النيجيري بدلا من مهاجمة الأهداف المدنية.

وفي أغسطس/آب 2016 أعلن تنظيم الدولة الإسلامية أن جماعة بوكو حرام اختارت أبو مصعب البرناوي "قائدا جديدا" لها، دون التطرق إلى مصير قائدها سابقا أبو بكر شيكاو المختفي منذ أغسطس/آب 2015، والذي أعلن الجيش النيجيري مرات قتله.

فقد جاء في مقابلة مع البرناوي أجرتها مجلة "النبأ" العربية الأسبوعية التابعة لتنظيم الدولة ونشرتها على صفحتين في عددها رقم (41) المؤرخ بيوم الثلاثاء 2 أغسطس/آب 2016، ما يلي: "في حواره الأول مع صحيفة ‘النبأ‘ بعد تكليفه والياً على غرب أفريقيا، يتحدث الشيخ أبو مصعب البرناوي عن تاريخ الجهاد في هذه المنطقة".

وقال البرناوي -في هذا الحوار- إن جماعته "لا تزال قوة يحسب لها حساب في المنطقة..، وتجذب مجندين جددا"، وأكد مواصلتها القتال ضد حكومات دول في غرب أفريقيا واصفا ذلك بأنه "حرب المسلمين ضد المرتدين والصليبيين"، لكنه تعهد بوقف الهجمات على المساجد والأسواق التي يستخدمها المسلمون.

وقد ظهر -بُعيد إعلان تعيين البرناوي وفي نفس اليوم- تسجيل صوتي مدته عشر دقائق منسوب إلى شيكاو يقول فيه إنه "يجب أن يعرف الناس أننا ما زلنا موجودين. لن نُوقِع فتنة بين الناس، وسنسير وفق أحكام سنة النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن..، هذا هو موقفنا، وما زلنا نحن جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد".

ويرى محللون أن تعيين البرناوي يمثل نجاحا لفصيل "الأنصار" داخل جماعة بوكو حرام الذي كان يأخذ على شيكاو قتل المدنيين، ويفضل شن هجمات موجهة بدقة أكبر ضد الأهداف الحكومية.

ويصفون البرناوي بأنه "معبر وواضح جدا" في ما يتعلق بالالتزام بسياسة تنظيم الدولة وأهدافه، ولذلك أرادت قيادة التنظيم أن يكون بديلا عن شيكاو لـ"تبييض سمعة بوكو حرام بين الجهاديين".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية