غصن.. لبناني تربع على عرش رينو ونيسان وميتسوبيشي

Carlos Ghosn, Chairman and CEO of the Renault-Nissan Alliance, speaks during an interview with Reuters at Nissan's global headquarters in Yokohama, Japan, February 23, 2017. REUTERS/Toru Hanai

كارلوس غصن رجل أعمال يعد نموذجا فريدا في مجال تصنيع السيارات، ولد في البرازيل ودرس بلبنان وفرنسا، ويحمل جنسية الدول الثلاث، اقتحم مجال صناعة السيارات عبر شركة ميشلان لتصنيع الإطارات المطاطية، ثم سرعان ما شغل مناصب قيادية -في وقت واحد- بشركات عالمية رائدة في المجال، وهي رينو ونيسان وميتسوبيشي.

المولد والنشأة
ولد كارلوس غصن في مدينة بورتو فيلو بالبرازيل يوم 9 مارس/آذار 1954 لأبوين هاجرا من لبنان، وعندما كان عمره ست سنوات عاد برفقة أمه للعيش في بيروت بعد مشاكل صحية عانى منها في البرازيل.

الدراسة والتكوين
أتم غصن دراسته الأساسية والثانوية بلبنان، ثم انتقل إلى باريس لمواصلة دراسته في التخصص التقني بمعهد البوليتكنيك وتخرج فيه عام 1974، وواصل دراسته العليا في مدرسة المناجم بباريس وتخرج فيها عام 1978.

التجربة الوظيفية
مباشرة بعد التخرج بدأ غصن مساره المهني في شركة ميشلان أكبر شركة أوروبية لصنع الإطارات المطاطية، وعمل بفروع الشركة في فرنسا وألمانيا.

وفي 1981 اختير رئيسا للمشروع بمدينة لو بوي أون فالي بفرنسا، وفي 1984 عين رئيسا لقطاع البحوث والتطوير بشركة ميشلان.

اختير كارلوس غصن بعد ذلك بعام رئيسا لعمليات ميشلان في أميركا الجنوبية، حيث عاد إلى ريو دي جانيرو ونجح في تثبيت أقدام الشركة بالمنطقة، وهو ما دفع رؤساءه إلى اختياره لرئاسة قطاع عمليات ميشلان في أميركا الشمالية عام 1989.

عام 1996 نجحت شركة رينو الفرنسية للسيارات في استقطاب كارلوس غصن للعمل لديها، وعينته في منصب نائب رئيس تنفيذي مكلف بتطوير عمل الشركة وفتح أسواق جديدة لها، كما كلف أيضا برئاسة قطاع الشركة في أميركا الجنوبية.

وعندما نشأ تحالف بين شركتي رينو ونيسان عام 1999 حافظ غصن على منصبه في رينو، لكن عين أيضا رئيس قطاع عمليات بنيسان، ثم اختير عام 2001 رئيسا تنفيذيا.

وتمكن غصن عبر سياسة خفض الكلفة من تحويل مجموعة نيسان التي كانت على وشك الإفلاس إلى شركة رابحة بلغ رقم أعمالها السنوي نحو مئة مليار يورو، مما أكسبه احتراما كبيرا في المنطقة، حتى أن رئيس أكبر شركة منافسة "تويوتا" أكيو تويودا وجه إليه تحية، معبرا عن الأمل "في مواصلة الاستفادة من قدراته للمضي قدما في تطوير صناعة السيارات".

ويعتبر كارلوس غصن رابع شخص غير ياباني يرأس الشركة اليابانية الشهيرة نيسان، ونجح في إعادة هيكلة الشركة التي كانت على وشك الإفلاس في أواخر التسعينيات.

في 2005 عين كارلوس غصن رئيسا لشركة رينو، مع احتفاظه بمنصب الرئيس التنفيذي للشركة، ومنصبه على رأس نيسان، مما جعله أول شخصية تترأس شركتين من هذا الحجم في العالم، وذلك في وقت واحد.

وعام 2006 رفض غصن عرضا من شركة فورد للسيارات لرئاستها وإعادة هيكلتها من جديد، وذلك بعد أن رفض المسؤولون تمكينه من منصب رئيس الشركة ومديرها التنفيذي.

وإلى جانب مناصبه في رينو ونيسان شغل كارلوس غصن عدة وظائف في شركات كبرى للسيارات، بينها شركة أفتو فاز الروسية.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2016 أتمت نيسان سيطرتها على 34% من شركة ميتسوبيشي، وأصبح غصن بذلك رئيسا لثلاث شركات عالمية.

وفي فبراير/شباط 2017 قرر كارلوس غصن التنحي عن الإدارة المباشرة لنيسان، على أن يبقى رئيس مجلس إدارتها من أجل التركيز على التحالف مع شركتي رينو وميتسوبيشي موتورز الذي يطمح لحمله إلى قمة صناعة السيارات العالمية.

وقال غصن في مقر شركة نيسان في يوكوهاما بضواحي طوكيو في تصريحات صحفية "لقد آن الأوان لتسليم الإدارة لشخص آخر، لقد عبرت على الدوام عن رغبتي في أن يخلفني ياباني، وكنت أجهز سايكاوا-سان (الذي سيخلفه) منذ سنوات". 

وأضاف أن "هذا التغيير المبرمج سيتيح لي أن أكرس وقتا أكثر وطاقة لإدارة التغير الإستراتيجي للتحالف وكذلك توسيعه".

وكانت المتحدثة باسم نيسان كيكو هوشينو قالت إن هذا التغيير على رأس الشركة سيتيح لغصن "التركيز على تحالفات المجموعة" مع شركة رينو الفرنسية وميتسوبيشي اليابانية وليس مرتبطا بأي أمور أخرى.

وسيبقى برنامج عمل كارلوس غصن مكثفا ويقسم وقته بين اليابان وفرنسا والأسواق الأساسية للسيارات (الولايات المتحدة والصين خصوصا).

ففي اليابان، ومع الأخذ بالاعتبار نجاح مجموعة نيسان (152 ألف موظف) سيعمل كارلوس غصن على إنجاح ميتسوبيشي موتورز (ثلاثون ألف شخص) التي غرقت عام 2016 في فضيحة فساد.

وفي فرنسا، لا يزال غصن يمسك برئاسة شركة رينو (120 ألف موظف)، والتي حدد لها سقفا جديدا مع هدف الوصول إلى رقم أعمال يبلغ سبعين مليار يورو بحلول العام 2022.

والتحالف الذي يقوده كارلوس غصن يشمل إلى جانب رينو ونيسان وميتسوبيشي أكبر شركة روسية مصنعة للسيارات أفتو فاز (لادا) التي تواجه صعوبات كبرى، وقد أنتج هذا التحالف عام 2016 قرابة عشرة ملايين سيارة (9.86 ملايين) ليقترب بذلك من الأميركية جنرال موتورز (عشرة ملايين وحدة) التي تحل خلف فولكسفاغن الألمانية (10.3 ملايين سيارة)، وتويوتا اليابانية (10.18 ملايين سيارة).

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالات