روبرت مردوخ.. إمبراطور الإعلام

Executive Chairman of News Corp and Chairman and CEO of 21st Century Fox Rupert Murdoch arrives on the red carpet during the second annual Breakthrough Prize Awards at the NASA Ames Research Center in Mountain View, California November 9, 2014. REUTERS/Stephen Lam (UNITED STATES - Tags: ENTERTAINMENT SCIENCE TECHNOLOGY)

رجل أعمال يحمل الجنسيتين الأميركية والأسترالية، يمتلك مجموعات إعلامية أميركية وعالمية، توصف بأنها "لوبيات" مؤثرة في السياسة الداخلية والخارجية لـ بريطانيا والولايات المتحدة، ولا يخفي مردوخ دعمه لـ إسرائيل وعداءه للعرب والمسلمين.

المولد والنشأة
ولد كيث روبرت مردوخ يوم 11 مارس/آذار1931 بمدينة ملبورن بولاية فكتوريا الأسترالية، من والديْن ينحدران من أصول إسكتلندية، عمل أبوه صحفيا خلال فترة الخمسينيات، تزوج ثلاث مرات، وله ستة أولاد.

الدراسة والتكوين
التحق بإحدى مدارس مدينة "جيلونغ" بولاية فكتوريا الأسترالية، ثم درس العلوم السياسية والاقتصاد والفلسفة في "ويرسستر كوليج" التابعة لجامعة أوكسفورد بإنجلترا، كما حصل بعد ذلك على بكالوريوس في الفنون والعلوم، وماجستير في الفنون من نفس الجامعة.

المسار المهني
بدأ مردوخ حياته المهنية في الصحف والتلفزيونات الأسترالية، وورث عن والده في أستراليا عام 1952 شركة "نيوز ليمتد" التي كانت تضم صحيفتين، وهيمن على عدد من الصحف في أستراليا ونيوزيلندا عام 1960.

انتقل إلى بريطانيا عام 1969 حيث عمل في صحيفة "ديلي إكسبريس" في لندن، ثم اشترى صحيفتي "نيوز أوف ذو وورلد" و "ذو سان" وركز فيهما على مواضيع الإثارة، فحقق أرباحا مكنته من اقتناء مجموعة صحف "ذي تايمز" العريقة بعد أن وافقت له على ذلك بصفة استثنائية رئيسة الوزراء آنذاك مارغريت تاتشر، باعتبار أن القانون البريطاني يمنع احتكار شخص واحد لعدد من الصحف.

وعام 1973، انتقل إلى الولايات المتحدة، حيث اشترى صحيفة "سان أنطونيو إكسبرس" ثم أسس صحيفة "ستار وسوبير ماركيت تابلويد" لينتقل عام 1976 للهيمنة على صحيفة "نيويورك بوست".
 
بعد حصوله على الجنسية الأميركية عام 1985، بدأ الاستثمار في المحطات التلفزيونية فأسس الشركة القابضة "نيوز كوربوريشن" التي تتبع لها قناة "فوكس نيوز" الإخبارية المعروفة بدعمها لمواقف المحافظين الجدد بأميركا، وولائها لإسرائيل، ويترأس مجلس إدارتها، كما اشترى صحيفة "وول ستريت جورنال" عام 2007.

undefined

محطات
تعرضت شركة مردوخ الأسترالية عام 1991 لأزمة مالية، بسبب الخسائر التي تسببت له في بدايتها الشبكة الفضائية التلفزيونية "سكاي" Sky Television، لكنه تجاوزها، وتمكن بعدها من السيطرة على تجارة وصناعة التلفزيون في بريطانيا المعروفة بـBritish Pay Tv Market، من خلال الهيمنة على شبكة البرامج الأرضية المدفوعة، واحتكار حق بث ونقل مباريات الدوري الممتاز الإنجليزي لكرة القدم، وكذا سوق الإعلانات.

نجح أيضا في الولوج إلى سوق الإعلام في العالم العربي، وفي منطقة الشرق الأوسط من ضمنها تركيا، كما توسعت قنواته الفضائية إلى مناطق آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية لتصبح مجموعته "نيوز كوربوريشن" عام 2000 تمتلك أكثر من ثمانمئة شركة في ما يزيد على خمسين بلدا، بصافي أرباح يصل إلى خمسة مليارات دولار.

مواقف
أعجب مردوخ في فترة شبابه ببعض الأفكار اليسارية، لكنه تنكر لها عندما دخل عالم الأعمال حيث واجه النقابات في بريطانيا، وطرد عددا كبيرا من العمال في الصحف التي امتلكها، حيث أصبح وفيا لانتمائه اليميني، ويغلب في ذلك مصالحه الشخصية والعقائدية.

يعتبر من أكثر الداعين للعولمة، ويؤمن بالدعوة إلى كسر الحدود الحضارية والثقافية، والتغلغل في قلب المجتمعات من أجل تحديثها، ومن ثم اشترى الموقع الاجتماعي" ماي سبيس" بنصف مليار دولار لكنه اضطر لبيعه بعد ذلك بـ35 مليونا فقط لعدم جدواه المادية.

عرف مردوخ بولائه ودعمه الشديد لإسرائيل في سياساتها وحروبها في المنطقة. وتستثمر مجموعته داخل إسرائيل من خلال شركة تعمل في مجال التكنولوجيا الرقمية والاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية.

ودعم مردوخ أيضا تيار المحافظين الجدد في أميركا في حربه ضد العراق، كما تبنى معاداة فرنسا ومحاربة نفوذها من خلال حملات في وسائل إعلامه.

يتعامل مع الأحداث والأخبار في وسائل إعلامه كبضاعة يقوم بتسييسها وتسويقها لتحقيق التأثير السياسي والربح المادي في وقت واحد دون اعتبار للجانب الأخلاقي.

تقدر ثروته بـ12.7 مليار دولار مما جعل مجلة "فوربس" تضعه عام 2015 بالمرتبة الـ35 ضمن أقوى شخصيات العالم، والمرتبة الـ77 ضمن مليارديرات العالم، والمرتبة الـ33 ضمن هذه الفئة بالولايات المتحدة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + وكالات