فرهادي.. إيراني فاز بالأوسكار وغاب عن حفله

Iranian director Asghar Farhadi arrives for the Golden Globes Foreign Language Nominees Symposium in the forecourt of the Egyptian Theatre in Hollywood, California, USA 07 January 2017. Farhadi's film 'The Salesman' is nominated in the Best Motion Picture-Foreign Language category.

سينمائي ومخرج إيراني، قدم عدة أعمال متميزة تدور أحداثها حول المجتمع الإيراني، نال بها جوائز عالمية على غرار الأوسكار وغولدن غلوب. قاطع مهرجان الأوسكار في فبراير/شباط 2017 احتجاجا على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخاص بحظر السفر.

المولد والنشأة
ولد أصغر فرهادي يوم 7 مايو/أيار 1972 بمحافظة أصفهان في إيران.

الدراسة والتكوين
حصل فرهادي على البكالوريوس في الفنون الدرامية من جامعة طهران، ثم شهادة الماجستير في نفس التخصص من جامعة "تربية مدرس".  

التجربة السينمائية
بدأ اهتمامه بعالم السينما من خلال جمعية الشباب السينمائية بأصفهان عام 1986، واستطاع خلال تلك الفترة أن ينتج للتلفزيون الإيراني أفلاما قصيرة ومسلسلين اثنين، وفي نفس الوقت توجه للتأليف حيث كتب سيناريو فيلم " ارتفاع البريد " من إخراج مواطنه إبراهيم حاتمي.

 أخرج فرهادي عام 2003 أول فيلم طويل له وهو "الرقص مع الغبار"، لتتوالى أعماله لاحقا من خلال التأليف والإخراج، حيث جادت قريحته بالأفلام التالية: "أطفال المدينة الجميلة" (2004) ثم "عرس النار" (2006) فـ "عن إيلي" (2009) ثم "الانفصال" (2011).

وعام 2013، أخرج فيلم "الماضي" الذي صور في فرنسا، ثم "البائع" عام 2016.

يتميز فرهادي بأعماله البعيدة عن السياسة، حيث يركز على الأسرة والحياة الزوجية، انطلاقا من قناعته بأن الأسرة هي المرآة التي تنعكس عليها وبها كل القضايا الاجتماعية التي يعاني منها المجتمع الإيراني. ويقول "لو أمضيت بقية حياتي في عمل أفلام عن الموضوع لما انتهيت".

كما أن هذه "الشرعية الزوجية " تساعده كذلك على تجاوز كل أنواع الرقابة الفنية والسياسية التي يعاني منها المبدعون الإيرانيون.

ففيلم "انفصال" الذي حصد جوائز عدة، يتناول حكاية انفصال زوجين عن بعضهما بعد اختلاف بالرؤية كعادة أسباب الطلاق غالبا، لكن الإبداع الذي جسده المخرج في عمله السينمائي جعل الكثير من النقاد غير قادرين على تجاهل الإشادة بقوة وجمال هذا العمل المميز.

وفي نفس الموضوع، تدور أحداث "الماضي" حيث يعود "أحمد" من طهران إلى باريس بعد أربع سنوات من الغياب لإنهاء إجراءات الطلاق بناء على رغبة زوجته "ماري" لكن الماضي الذي بينهما يحضر معه ليتوازى مع العلاقة المعقدة التي تقيمها زوجته السابقة برجل آخر.

الجوائز والأوسمة
يعتبر فرهادي من أكثر المخرجين الإيرانيين الذين حصدوا جوائز عالمية مثل الأوسكار، فقد حقق أهم نجاحات للسينما الإيرانية بنيله أوسكار أفضل فيلم أجنبي عن "انفصال نادر وياسمين" عام 2012.

ونال "انفصال" العديد من الجوائز كأفضل فيلم أجنبي بمهرجان غولدن غلوب السنوي، وجائزة العنقاء البلورية لمهرجان فجر السينمائي الدولي، بالإضافة جائزة الدب الذهبي عن مهرجان برلين السينمائي بطبعته الـ 61.  

كما فاز "البائع" يوم 27 فبراير/شباط 2017 بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، خلال حفل توزيع الجوائز في هوليود، وهو الحدث الذي غاب عنه فرهادي احتجاجا على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب منع رعايا سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة منها إيران.

والأوسكار جوائز خاصة بعالم السينما تمنح سنويا، ويحظى حفل توزيعها بمتابعة إعلامية عالمية، ويكون بالواجهة أفضل الأفلام التي صدرت في العام، وما تعلق بها من تقنيات تصوير وإخراج ومونتاج ومؤثرات وسيناريو.

واختار فرهادي إيرانيين أميركيين أحدهما مهندسة والآخر عالم سابق بإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) لتمثيله في حفل توزيع جوائز الأوسكار.

ونقلت المهندسة أنوشه أنصاري عن فرهادي قوله "ينبع غيابي من احترام شعب بلدي وشعوب الدول الست الأخرى التي لم يحترمها قانون غير إنساني يحظر دخول المهاجرين إلى الولايات المتحدة".

وأضاف "هذه الحروب تحول دون قيام الديمقراطية وحقوق الإنسان في دول كانت ضحية عدوان. يمكن لصناع الأفلام أن يحولوا كاميراتهم لتصوير مزايا إنسانية مشتركة وكسر الأفكار النمطية حول جنسيات وديانات مختلفة. وهم يولدون التعاطف بيننا وبين الآخرين وهو ما نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى".

ووقع ترمب يوم 27 يناير/كانون الثاني 2017 أمرا تنفيذيا يقضي بتعليق السماح لـ اللاجئين بدخول الولايات المتحدة لأربعة أشهر، وحظر الدخول لتسعين يوما على مواطني سوريا والعراق وإيران والسودان وليبيا والصومال واليمن، مما أثار ضده انتقادات داخلية وخارجية، وسط اتهامات له بتبني سياسات عنصرية، ولا سيما تجاه العرب والمسلمين.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية