الصعل.. أطفال برؤوس صغيرة

الصعل (Microcephaly) تشوه خلقي يكون فيه رأس الطفل أصغر من الحجم الطبيعي كما هو عند الأطفال في نفس العمر والجنس، وغالبا ما يكون لدى الطفل المصاب بالصعل دماغ صغير، وقد لا يتطور وينمو بشكل طبيعي.

وأثناء الحمل ينمو رأس الجنين الطبيعي لأن دماغه ينمو ويكبر، وفي الصعل يبقى الرأس صغيرا لأن دماغه لم ينمُ بشكل طبيعي أثناء الحمل، أو لأنه توقف عن النمو بعد الولادة.

وقد يحدث الصعل لوحده أو يترافق مع حدوث تشوهات خلقية أخرى، وفقا للمراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية منها.

وسبب الإصابة بالصعل ليس واضحا، فبعض الأجنة تصاب به نتيجة حدوث تغيرات في الجينات، والبعض الآخر نتيجة تعرضهم لمؤثرات أثناء الحمل، مثل:
• بعض أنواع العدوى، مثل الحصبة الألمانية وداء المقوسات والفيروس المضخم للخلايا.
• سوء التغذية الحاد.
• التعرض للمواد الضارة، مثل الخمر وبعض الأدوية والمواد الكيميائية السامة.
• حاليا يدرس العلماء علاقة محتملة بين العدوى بفيروس زيكا لدى الأم الحامل، والصعل لدى الطفل.

وقد يكون ممكنا تشخيص الطفل بالصعل أثناء الحمل عبر الفحص بالأمواج فوق الصوتية في نهاية الثلث الثاني من الحمل أو بداية الثلث الأخير، أو يتم تشخيصه بعد الولادة.

ويواجه الطفل المصاب بالصعل مشاكل متعددة تعتمد على مدى صغر الرأس واستفحال الحالة، وتشمل:
• نوبات (Seizures).
• تأخر النمو.
• صعوبات عقلية، مثل تراجع القدرة على التعلم.
• مشاكل في الحركة والتوازن.
• مشاكل في الأكل، مثل صعوبات البلع.
• فقدان السمع.
• مشاكل في البصر.

ولا يوجد علاج للصعل، وهو ظرف دائم يبقى مرافقا للطفل المصاب حتى آخر عمره، وتهدف العلاجات إلى مساعدة الطفل على تخطي المضاعفات السابقة.

حول الصعل وزيكا

في فبراير/شباط 2016 أعلنت منظمة الصحة العالمية أن عدوى زيكا تمثل حالة طوارئ دولية تهدد الصحة العامة بسبب ارتباطها بآلاف من حالات تشوه الأجنة (الصعل) في البرازيل.

وكان وزير الصحة البرازيلي مارسيلو كاسترو صرح يوم الثامن من فبراير/شباط الجاري لرويترز بأن الباحثين البرازيليين لديهم قناعة بأن زيكا هو السبب في 3700 حالة مؤكدة أو مشتبه فيها لصغر حجم الرأس لدى حديثي الولادة في البرازيل.

وقالت رئيسة المنظمة مارغريت تشان إن التخوف الأول والأهم يتعلق بالتشوه الخاص بصغر حجم الدماغ وعدم اكتمال نمو المخ لدى المواليد.

وأشارت إلى وجود اشتباه قوي في الارتباط بين فيروس زيكا وتشوه الأجنة، لكن الصلة بينهما لم تتأكد علميا بصفة قاطعة.

وقال الخبير في المنظمة أنطوني كاستيلو إنها تبذل قصارى الجهد لمكافحة تشوه الأجنة في أميركا اللاتينية المرتبط بالفيروس.

وأضاف أن المنظمة التابعة للأمم المتحدة تعكف على وضع تعليمات للنساء الحوامل، مع اللجوء إلى الخبراء لوضع تعريف لحالة صغر حجم الرأس، مع تحديد مقاييس معيارية لأبعاد رأس المواليد.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية