هل ينتقل كورونا عبر العرق؟ وهل مرضى كوفيد-19 لهم رائحة خاصة؟

هل ينتقل فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19 عبر العرق؟ وهل هناك رائحة خاصة لمرضى كوفيد-19؟ الأجوبة هنا، مع تقنية جديدة لتشخيص المرضى.

نبدأ مع السؤال الأول، وهو إمكانية نقل عدوى فيروس كورنا عبر ملامسة عرق الشخص المصاب.

1- وفقا لدراسة نشرت في مجلة "مايكروبيال باثوجينيسس" (Microbial Pathogenesis) شملت أخذ عينات عرق من 25 شخصا مصابين بكوفيد-19، لم يعثر الباحثون على فيروس كورونا -واسمه العلمي "سارس-كوف-2"- في عينات العرق المأخوذة من جباه الأشخاص المصابين.

وقال الباحثون إنه يمكن استنتاج أن عرق المرضى المصابين بكوفيد-19، لا يمكن أن ينقل كورونا، ومع ذلك يمكن أن يتلوث العرق بسوائل الجسم الأخرى (التي تحمل الفيروس مثل إفرازات الأنف).

2- الدكتورة ليزا لوكيرد ماراجاكيس، المدير الأول للوقاية من العدوى في جونز هوبكنز للطب في الولايات المتحدة، وردا على سؤال "هل يجب أن أتوقف عن الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية؟" تجيب "كن حذرا بشأن جميع حالات التعرض المحتملة، بما في ذلك في صالة الألعاب الرياضية أو مركز اللياقة البدنية. لا ينتشر فيروس كورونا عن طريق العرق؛ لكن الأشياء التي يلمسها كثير من الناس (الحديد.. إلخ) قد تشكل خطرا".

3- وفقا لبوابة المعلومات حول كوفيد-19 لولاية نيو جيرسي، فإنه لا يوجد دليل على أن الفيروس يمكن أن ينتشر عن طريق العرق، ومع ذلك يمكن أن ينتقل الفيروس في أماكن مثل الصالات الرياضية بوسائل أخرى، من خلال قطرات الجهاز التنفسي التي تنتقل من شخص لآخر، أو التي تهبط على الأسطح، التي يلمسها العديد من الأشخاص، مثل معدات الصالة الرياضية؛ لذلك من الأفضل تجنب الصالات الرياضية. وإذا كان عليك الذهاب، فمن المهم غسل اليدين وتعقيم المعدات وممارسة التباعد الاجتماعي.

السؤال الثاني: هل هناك رائحة خاصة لمرضى كوفيد-19؟

الجواب نعم، فوفقا لدراسة باحثين منهم دومينيك غراندجينا؛ لتقييم ما إذا كان العرق الذي ينتجه الأشخاص المصابون بكوفيد-19 له رائحة مختلفة، بمساعدة كلاب مدربة للكشف عن العرق، فقد استنتج الباحثون أن هناك أدلة عالية جدا على أن رائحة عرق الإبط لدى الأشخاص المصابين بفيروس كوفيد-19 مختلفة، وأن الكلاب يمكنها الكشف عن شخص مصاب بفيروس كورونا.

تدريب الكلاب على تعقب كوفيد-19

ويتم تدريب كلاب المالينو البلجيكية في إقليم ليبورن، المعروفة بكونها من الكلاب البوليسية القادرة على اقتفاء أثر المجرمين أو الأشخاص المفقودين، على الكشف عن المصابين بفيروس كورونا عن طريق العرق، وذلك في إطار دراسة منسقة يقوم بها مستشفى بوردو الجامعي.

ونقلت مجلة "لوبوان" (Le Point) الفرنسية عن تيري بيستون، اختصاصي الأمراض المعدية في مستشفى بوردو الجامعي والمتعاقد مع شركة "سيفا" لصحة الحيوان، قوله إن الهدف من الدراسة هو توفير "حل تكميلي" في وقت "نحتاج فيه إلى إيجاد طريقة سريعة، ولا تتطلب تدخلا طبيا" لفحص الأشخاص الذين يحتمل إصابتهم بكوفيد-19.

ذكرت المجلة أن إليوت وكلب اللابرادور مارفل إلى جانب 3 كلاب رعي أخرى بلجيكية وألمانية، ضمن فرقة الأنياب التابعة لقوات الدرك الوطنية في آكيتانيا الجديدة وقسم الإطفاء في إقليم جرندة، تتدرب منذ 4 يناير/كانون الثاني في ليبورن على "اللعبة الجديدة" إيجاد كمادات العرق، التي وُضعت 10 دقائق تحت إبط أشخاص مصابين بفيروس كوفيد-19 في المراحل الأولى.

تصل عينات العرق بشكل يومي من مستشفى بوردو الجامعي، ليتم عرضها على هذه الكلاب البوليسية في مركز التدريب، الذي أقامته شركة "سيفا" في مقرها الرئيس في ليبورن. ووفق الدكتور المنسق في شركة "سيفا"، بيير ماري بورن، "تكتشف الكلاب تحلل المادة العضوية الناتج عن العدوى".

على خطى إسكيس -الكلب المتخصص في الكشف عن الأسلحة والذخيرة- قام إليوت بدوره بإدخال أنفه في صف من الأقماع المعدنية، ثم وقف بدون حراك أمام اثنين منها، وهو يهز بذيله، ليتبين أنه وجد عينتين منفصلتين للعرق مأخوذتين من مريضين حاملين لفيروس كورونا.

كشف الهدف

يسمى هذا المشروع "سينوكوف" (Cynocov)، وهو يعتمد على طريقة "نوزاي كوفيد-19" المطورة من البروفيسور غراندجينا من المدرسة الوطنية للبيطرة في ميزون ألفور. ومن شأن هذا المشروع أن يثري سجل الكلاب المدربة على الكشف عن بعض أنواع السرطان. ويؤكد غراندجينا أن "هذه الكلاب تمكنت من اكتشاف 95% من الحالات الإيجابية، وقد اختبرت هذه الطريقة بشكل خاص في جزيرة كورسيكا. ووفقا للمشرفين على المشروع، تعمل 40 دولة أيضا على هذا الموضوع".

بعد مدة تتراوح بين 6 و8 أسابيع من التدريب بمعدل 4 أيام في الأسبوع، لا بد من إثبات كفاءة هذه الكلاب عن طريق إجراء دراسة سريرية في مستشفى بوردو الجامعي، قبل نشر أي تفاصيل أخرى. وتهدف الدراسة إلى اختبار مدى قدرة الكلاب على اكتشاف عينات مأخوذة من أشخاص في مراحل مختلفة من المرض، والتعرف على الأشكال الحادة أو الخفيفة من العدوى، والأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض أو الذين بلا أعراض ظاهرة.

وأوضح الدكتور بيير ماري أنه في حال نجاح الدراسة، ستُستخدم هذه الطريقة بشكل أساسي في الفحص المسبق للأشخاص الذين يشتبه في حملهم للفيروس، من أجل التركيز على الفحص التأكيدي.

المصدر : الصحافة الفرنسية + مواقع إلكترونية