أيهما أفضل للتصدي لفيروس كورورنا كوفيد-19 ارتداء كمامتين أم تلقي اللقاح؟

فيروس كورونا يحتوي على حوالي 30 ألف نيوكليوتيد مما يجعله الأطول بين فيروسات الحمض النووي الريبوزي المعروفة

أي الطرق أفضل للتصدي لفيروس كورنا المستجد "كوفيد-19": ارتداء أكثر من كمامة أم تلقي اللقاح؟ وكيف يحتال كورونا على جهاز المناعة؟ الأجوبة هنا.

الجواب مباشرة أن ارتداء الكمامات وأخذ اللقاح أمران مهمان، وأساسيان، ولا يغني أمر عن الآخر. من الضروري ارتداء كمامة، وأيضا تلقي اللقاح.  إذا تلقيت اللقاح فهذا لا يعني أن تتوقف عن ارتداء الكمامة، حتى لو ارتديت أكثر من كمامة فهذا لا يعني أنك لست بحاجة للقاح، فارتد كمامة وخذ اللقاح.

السؤال الأهم: هل ارتداء كمامتين مثلا أفضل من واحدة؟

بينما العديد من العلماء الأميركيين يؤكدون أن ارتداء كمامتين يمكن أن يكون أكثر فعالية، لا توصي الجمعية الفرنسية للتقييس باتباع هذه المبادرة.

ففي التقرير الذي نشرته صحيفة "لوباريزيان" (Leparisien) الفرنسية، يقول الكاتب إيلي جوليان إنه في مواجهة سلسلة المشاكل التي ظهرت مؤخرا من منع الكمامات المصنوعة منزليًا، والسلالات المتحورة الأكثر عدوى، والبحث المعقد عن كمامات أكثر وقاية، قرر البعض ارتداء كمامتين. يوصي الخبراء، وخاصة بالولايات المتحدة، أول أمس الثلاثاء، بارتداء كمامتين، وهي النصيحة التي اتبعها بالفعل أعضاء الحكومة وجو بايدن ونائبته كامالا هاريس.

لكن هل يعد ارتداء كمامتين أكثر حماية حقًا؟ جاءت الإجابة في نتائج دراسة أجرتها "ماتر" (Matter) وهي أكبر حاضنة للشركات الناشئة بالولايات المتحدة في يوليو/تموز 2020 "الكمامات الجراحية التي يتم تسويقها للأغراض الطبية لها فعالية متوسطة في إزالة الجسيمات، تتراوح بين 53% و75% عند ارتدائها بالطريقة الصحيحة، ولكنها تصل 90% عندما تكون مشدودة على الوجه تحت طبقة من النايلون" أي عند استعمال كمامة ثانية.

وأوضح مؤلفو الدراسة أنه "بشكل عام، كانت الكمامات الجراحية غير مناسبة تمامًا، أي أن الأداء قد تحسن بشكل كبير مع طبقة التغطية المصنوعة من النايلون". وبالتالي، بالإضافة إلى الترشيح الأفضل، فإن إضافة كمامة من القماش إلى الكمامة الجراحية سيسمح بتثبيت أفضل، لا سيما بالنسبة لأولئك الذين يصعّب عليهم حجم وجههم البحث عن كمامات مناسبة.

جدول يقارن بين لقاحات كورونا الموجودة حاليا من حيث السعر والفعالية والجرعات ودرجة حرارة التخزين

في فرنسا، لا قناعة بفعالية ذلك

لكن في فرنسا، لم تظهر بعد فكرة ارتداء كمّامتين. وما زال "للكمامة المزدوجة" عدد قليل من المناصرين، خاصة بين صفوف المتخصصين.

أوضح ديدييه ليبيليتيي، الرئيس المشارك لمجموعة "كوفيد-19" الدائمة التابعة للمجلس الأعلى للصحة العامة، لصحيفة لوباريزيان، قبل أيام قليلة "لا يوجد دليل علمي على ذلك. يشير مقال صدر عام 2005 إلى أنه ينبغي عدم ارتداء أكثر من كمامة".

وأجابت فيرونيك ميرل أخصائية حفظ الصحة بمستشفى جامعة روان صحيفة أواست فرانس بأن "ارتداء كمامتين لا فائدة منه".

الجمعية الفرنسية للتقييس تنصح

في سؤال وجهته لها لوباريزيان، ذكرت الجمعية الفرنسية للتقييس أنه "لا توجد دراسة ملموسة حول فعالية الكمامة المزدوجة".

حتى أنها تنصح بعدم ارتداء كمامتين فوق بعضهما لسببين. يقول المتحدث باسمها "نرى بالفعل أن السكان يواجهون بالفعل مشكلة في ارتدائها جيدًا وفي استخدام الكمامات الجراحية التي تعتبر بالفعل ذات وقاية عالية. ويجد الكثيرون صعوبة في عدم لمسها، وغسل أيديهم بعد ذلك، ووضعهما على الذقن" وهو ما يمثل خطرا كبيرا عند التقاط فيروس كورونا.

وتخشى الجمعية الفرنسية للتقييس أن تتضاعف هذه "الأخطاء" بوضع الكمامة الثانية، وتقول "من خلال ارتداء كمامتين، أتحداك أن تتحدث مع أحد أفراد أسرتك أو زميلك، وأن تمشي، وأن تصعد السلالم.. هذه الطبقات تسبب مشاكل في التنفس". هكذا توضح الجمعية أن مخاطر ارتداء كمامتين تتجاوز فوائدها.

من جهتها، تقول لينسي مار، الأستاذة في جامعة فرجينيا للتقنية التي درست الأمراض المنقولة عن طريق الهواء، إنها لا تنصح بارتداء أكثر من كمامة. وعودة إلى الولايات المتحدة، كان الرئيس بايدن يضع بانتظام خلال حملته كمامة من النوع "إن 95" وأخرى جراحية.

أعراض كورونا، دراسة جديدة: هذا ما نعرفه عن مناعة فيروس كورونا

كيف يخدع الفيروس جهاز المناعة؟

كشفت دراسة أميركية على عدد من مرضى "كوفيد-19" أن فيروس كورونا المستجد قادر على التحوّر من خلال ما يُعرف بطفرات الحذف التي تغيّر شفرة البروتين الفيروسي، وتجعله يُفلت من جهاز المناعة. وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة "لوموند" (Lemonde) الفرنسية، للكاتب مارك غوزلان.

وقال التقرير إن فيروس كورونا (اسمه العلمي سارس كوف 2) يحتوي على حوالي 30 ألف نيوكليوتيد (وهي اللبنات البنائية للفيروس مثل الطوب) مما يجعله الأطول بين فيروسات الحمض النووي الريبوزي المعروفة.

وتملك فيروسات كورونا ما يُشبه نظام المراجعة والتصحيح، والذي يقوم بإزالة النيوكليوتيدات الخاطئة، أو بعبارة أخرى "الأحرف" التي دخلت بالخطأ في الجينوم، لكن النظام لا يستطيع تصحيح جميع الطفرات، وهو ما يؤدي في الأخير إلى ظهور السلالات المتحوّرة.

ويتحوّر "سارس كوف-2" بشكل أقل من فيروسات الحمض النووي الريبوزي الأخرى، مثل فيروس الإيدز أو الإنفلونزا، والسبب قد يعود إلى ذلك النظام التصحيحي، لكن احتمال حدوث التحوّرات يبقى قائما.

وتحدث الطفرات في فيروس "سارس كوف-2" غالبا في بروتين السنبلة (سبايك) spike، وهو عامل مهم للغاية لأنه يحدد مدى قدرة الفيروس على الإفلات من جهاز المناعة.

وقد أثبت باحثون من كلية الطب بجامعة بيتسبرغ في بنسلفانيا، في مقال نُشر بمجلة "ساينس" (Science) في الثالث من فبراير/شباط 2021، أن "سارس كوف-2" يمكنه الإفلات من مقاومة الجهاز المناعي بوسائل أخرى غير تلك الناتجة عن الطفرات التي تؤدي إلى استبدال نيوكليوتيد بآخر في الحمض النووي الريبوزي.

ويمكن للفيروس أن ينشئ آلية لتغيير أجزاء صغيرة من التسلسل الجيني الذي يشفر بروتين "سبايك" من أجل مقاومة الأجسام المضادة. في هذه الحالة، يتحدث علماء الأحياء الجزيئية عن "طفرة الحذف" للإشارة إلى تغيّر المادة الوراثية.

وتؤدي عمليات الحذف في بروتين "سبايك" إلى حدوث تغييرات تسمح للفيروس بالإفلات من الأجسام المضادة التي تفشل حينها في التعرف على أهدافها.

ويوضح الرسم الآتي 9 من أبرز أعراض فيروس كورونا. ولمعرفة القائمة التفصيلية لأعراض العدوى اضغط على هذا الرابط.

9 من أبرز أعراض عدوى كورونا (الجزيرة)

المصدر : الجزيرة + لوباريزيان + لوموند + مواقع إلكترونية