ما الذي تقوم به الشركات المصنعة للقاحات لمواجهة متحور أوميكرون؟

اللقاحات الموجهة ضد السلالات المتحورة لكورونا مثل أوميكرون قد لا تستغرق سوى أسابيع (شترستوك)

عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية في 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أن أوميكرون، المتحور الجديد من فيروس كورونا، سلالة مثيرة للقلق، لم يضيع مصنّعو اللقاحات الوقت، حسب تقرير نشرته مجلة "التايم" (Time) الأميركية.

وسرعان ما أعلنت شركة "مودرنا" (Moderna) أنها تعمل على تطوير لقاح خاص بأوميكرون، مع الاستمرار في دراسة جرعة أعلى من لقاحها ضد كورونا المعتمد حاليًّا، ولقاح مركب يحمي من أحد متغيرات "سارس-كوف-2" (SARS-CoV-2) السابقة.

Researcher with blood sample of New Variant of the Covid-19 Omicron B.1.1.529 and generic data of covid-19 Coronavirus Mutations. Doctor in analysis lab holding sample of new strain of covid Omicron
سرعان ما أعلنت الشركات أنها تعمل على تطوير لقاحات خاصة بأوميكرون (شترستوك)

كما بدأت شركة "بيونتك" (BioNTech) -التي طورت لقاحها مع شركة الأدوية العملاقة "فايزر" (Pfizer)- تدرس إذا كان لقاحها الحالي المكون من جرعتين يوفر الحماية من المتحور الجديد أوميكرون، وصرّح متحدث باسم الشركة بأن نتائج الدراسة قد تكون متاحة في غضون أسبوعين.

وفي الوقت نفسه، تعكف "بيونتك-فايزر" (Pfizer-BioNTech) أيضًا على تصنيع لقاح ضد أوميكرون قد يستغرق تطويره 6 أسابيع، وبضعة أشهر أخرى لاختباره، وذلك يعني أن اللقاح قد يكون متاحًا في الربيع المقبل.

Covid-19 Vaccination Research and Development concept. Hand of a researcher select a potential successful 2019-nCov vaccine vial from among the candidates. COVAX, Promised, Access to COVID-19 Tools.; Shutterstock ID 1880109913; purchase_order: ajnet; job: ; client: ; other:
معرفة إذا كان تصنيع لقاح خاص ضد أوميكرون سيكون ضروريًّا أم لا تعتمد على نتائج الدراسات الجارية (شترستوك)

التكنولوجيا قابلة للتكيف

وقد طوّرت "مودرنا" و"بيونتك-فايزر" لقاحاتها المضادة لفيروس كورونا باستخدام تقنية "إم آر إن إيه" (mRNA) التي سمحت لهما بالتحرك بسرعة بعد الحصول على التسلسل الجيني الصحيح لفيروس (SARS-CoV-2)، وإدخاله في اللقاحات لتوليد استجابة مناعية قوية.

هذه التكنولوجيا قابلة للتكيف بشكل كبير، وتعني أن اللقاحات الإضافية الموجهة ضد سلالات متحورة جديدة للفيروس مثل أوميكرون لن تستغرق سوى أسابيع بدلًا من سنوات.

ومعرفة إذا كان تصنيع لقاح خاص ضد أوميكرون سيكون ضروريًّا تعتمد على نتائج الدراسات الجارية لمعرفة ذلك.

وإذا استمرت الحماية التي توفرها اللقاحات الحالية في السيطرة على أوميكرون، فسيكون من المهم جدًّا أن يحصل الأشخاص على جرعة معززة من اللقاحات المعتمدة الحالية. وستعمل تلك الجرعة الإضافية على تعزيز الحماية، وقد تمنع ظهور أعراض شديدة من المرض عند الأشخاص المصابين بأوميكرون.

لكن إذا أظهرت الدراسات أن الحماية الحالية التي توفرها لقاحات كورونا ضعيفة في مواجهة أوميكرون، فسيتعين على مسؤولي الصحة العامة وصانعي اللقاحات أن يقرروا بشأن أمرين: أحدهما إذا كان الناس بحاجة إلى إعادة التطعيم ضد أوميكرون بجرعتين من لقاح جديد ضد المتغير الجديد، أو إذا ما كان خيار إعطاء جرعة معززة ضد المتحور الجديد سيكون كافيًا.

شركات مصنعة تواصل الاختبارات لمعرفة مدى تأثير لقاحاتها ضد أوميكرون (شترستوك)

وتُجري شركات أخرى مصنعة للقاحات التي تستخدم تقنيات أخرى، مثل "جونسون-آند-جونسون" و"أسترازينيكا" (AstraZeneca)، اختبارات لمعرفة مدى تأثير لقاحاتها ضد أوميكرون.

وتعمل لقاحات تلك الشركات من خلال حقن مقتطفات من المواد الجينية في شكل "دي إن إيه" (DNA) في الجسم، بحيث يمكن للخلايا بعد ذلك إنتاج بروتينات فيروسية يستهدفها الجهاز المناعي.

وقد أطلقت "أسترازينيكا" دراسات في بوتسوانا وإسواتيني، وهما من الدول التي أعلن عن حالات إصابة بأوميكرون فيها.

المصدر : تايم