لجائحة كورونا علاقة بذلك.. تورم في السرة يكشف عن نوع من السرطان

كيف يهدد الضغط على الخدمات الصحية خلال جائحة كورونا بتأخير التشخيص والعلاج؟ وكيف تعمل متعافية إسبانية من كورونا لاستعادة حاسة الشم لديها؟ وهل تتيح اللصيقات قريبا التطعيم ضد كوفيد-19؟

نبدأ مع السؤال الأول، حيث كشف تقرير للكاتب مارك غوزلان -نشرته صحيفة "لوموند" (lemonde) الفرنسية- قصة سيدة (61 عاما) كانت تعاني من تورم في سرتها، الذي تأخر تشخيصه، وتبين أنه سرطان، وتوفيت بعد شهر واحد فقط من العلاج الكيميائي.

هذا التورم يسميه المتخصصون "عقدة الأخت ماري جوزيف" (Sister Mary Joseph nodule)، واستمرت الحالة السريرية لهذه المريضة في التدهور 8 أشهر.

عند الفحص تبين أن هذا التورم السري يصاحبه تقرح وانتفاخ في البطن. وكشفت الموجات فوق الصوتية في البطن والحوض عن وجود كتلة كيسية في المبيض الأيمن، وسماكة غير طبيعية في المنطقة الموجودة تحت السرة، وتسرب للدهون حول المعدة. وأظهر فحص الدم زيادة في علامات الورم، وأظهرت الخزعة المأخوذة من المبيض وجود الخلايا النقيلية.

في هذه المرحلة، لم يعرف بعد موقع الورم الرئيسي الذي اندفعت منه الخلايا السرطانية إلى المبيض، وأثبتت الخزعة المأخوذة من العقدة السرية أن الخلايا السرطانية تأتي من المعدة، وبالفعل أظهر تنظير المعدة وجود ورم خبيث.

عانت هذه المريضة من سرطان المعدة مع وجود نقائل سرطانية في السرة والمبيض. وتوفيت بعد شهر واحد فقط من العلاج الكيميائي، وتم الإبلاغ عن حالتها في أغسطس/آب الماضي في مجلة "راديولوجي كايس ريبورتس" (Radiology Case Reports).

فيروس "كورونا".. توصيات لمرضى السرطان يجب على المرضى الذين يتلقون العلاج حاليا حماية أنفسهم بشكل جيد للغاية من فيروس "كورونا" الذي انتشر في أكثر من 200 بلد حول العالم. 08.04.2020 للاستخدام الداخلي، إنفوغراف انفوغراف إنفوجراف انفوجراف

تشخيص طبي غير دقيق

عانت هذه المرأة من انزعاج كبير منذ وباء كوفيد-19، وظلت منعزلة بمفردها في منزلها، ولم تغامر بالخروج لأكثر من 8 أشهر، وانتهى الأمر بفحصها من قبل طبيب نفسي لتدهور حالتها العقلية وإمكانية الإصابة بمرض نفسي جسدي.

ولوحظ لديها وجود تورم في السرة مرتبط بإفرازات سائلة ذات رائحة كريهة. وخلال سلسلة من استشارات الطبيب عن بعد، أرجع الأطباء المشرفون الضرر إلى عدوى أو فتق سري، لذلك لم تقم المريضة بزيارة عيادة الطبيب شخصيا، ولم تتم إحالة هذه السيدة إلى غرفة الطوارئ إلا بعد 12 أسبوعا.

ندد مؤلفو التقرير بتأخر تشخيص هذه المريضة المسنة، مشيرين إلى أنه "في ظل هذا الضغط على خدمات الرعاية الصحية بسبب كوفيد-19، كانت النتيجة زيادة متناسبة في التطبيب عن بعد على حساب الاستشارات المباشرة، واليوم يكمن الخطر في عدم القدرة على رؤية المرضى مباشرة.

ووفقا لدراسة منشورة في مجلة البحوث في العلوم الطبية (Journal of Research in Medical Sciences)، فإن المرضى الذين لديهم عقدة "الأخت ماري جوزيف" يعانون من عدد من الأعراض السريرية المتسقة مع سرطان داخل البطن، بما في ذلك:

  •  الألم الشرسوفي (epigastric pain) وهو ألم أعلى البطن.
  • انتفاخ البطن.
  • فقدان الوزن.
  • الغثيان.
  • الاستسقاء (تجمع السوائل في البطن).
  • النزيف في المستقيم.

كيف تعمل متعافية إسبانية من كورونا لاستعادة حاسة الشم لديها؟

أصيبت كريستينا فالديفيا أيضا بكوفيد-19 في آذار/مارس 2020، مما أفقدها حاسة الشم لمدة 3 أشهر قبل استعادتها، لكن بشكل سيئ. وتشرح السيدة (47 عاما) المقيمة في برشلونة؛ "بدأت أشم رائحة احتراق في كل شيء، كما لو كان أنفي فوق مقلاة"، وذلك وفقا لتقرير في وكالة الصحافة الفرنسية.

وبعد أشهر من الألم والاستشارات لمتخصصين كثر، طرقت كريستينا باب مستشفى كلينيك في برشلونة، حيث تم تشخيص حالتها بأنها مصابة بما يعرف بمرض باروزميا، وهو إدراك مشوه للرائحة. والخبر السار أن التعرف الخاطئ على الروائح يحدث عادة لدى المرضى في طور التعافي.

لكن للتأكد من استعادة حاسة الشم لديها، تقحم كريستينا أنفها مرتين يوميا في 6 صناديق برائحة مختلفة، وتشم محتوى كل منها لتجديد قدرات الشم لديها. وتفرض بعض الروائح -مثل الحمضيات- نفسها، في حين تبقى روائح أخرى عصية عليها.

وقالت "مع القهوة الأمر مريع؛ الرائحة أشبه بمزيج من البنزين وشيء متعفن".

ورغم قلة الاهتمام بحاسة الشم مقارنة مع حواس أخرى، فإن الروائح -أو بالأحرى غيابها- يعقد الحياة أكثر مما يعتقد.

لم تتمكن كريستينا حتى الآن من استعادة رائحة ابنها، ومع أشخاص آخرين يكون الأمر أسوأ. وتقول "أعانق حماتي ووالدتي فأشم روائح نتنة… من الصعب التعامل مع كل ذلك".

ويوضح مدير قسم أمراض الشم في مستشفى كلينيك في برشلونة يواكيم مولول أن حاسة الشم "تتيح لنا شم رائحة ما نأكله وما نشربه، والتواصل مع العالم الخارجي".

ويشير إلى أن الشم "يتيح رصد أمور قد تكون خطرة، مثل تسرب الغاز والأطعمة الفاسدة، وعندما يحرم الشخص منه فإنه ينقطع عن العالم"، وتحدث عن مرضى يعانون من الاكتئاب أو فقدان الوزن المفاجئ.

 هل تتيح اللصيقات قريبا التطعيم ضد كوفيد-19؟

كشفت دراسة أجريت على الفئران ونشرت نتائجها الجمعة في مجلة "ساينس أدفانسيز" (Science Advances) عن نتائج واعدة لاستخدام اللصيقات للإيصال لقاح كورونا للجسم.

واستخدم العلماء لصيقة بلاستيكية مربعة تمتد على سنتيمتر واحد طولا وعرضا، وعلى سطحها أكثر من 5 آلاف رأس مدببة "صغيرة للغاية بحيث لا يمكن رؤيتها"، حسب ما قاله عالم الأوبئة ديفيد مولر، الذي شارك في هذه الدراسة التي أجرتها جامعة كوينزلاند في أستراليا، لوكالة الصحافة الفرنسية.

وغطيت هذه الرؤوس باللقاح الذي ينتقل إلى البشرة عند وضع اللصيقة. واستعمل العلماء لقاحا لا يحتوي على فيروس كامل بل على أحد البروتينات الخاصة به، المعروفة بالبروتينات الشوكية.

ولقحت فئران بواسطة اللصيقات (التي وضعت على جلدها لمدة دقيقتين) وأخرى بواسطة إبر.

وفي الحالة الأولى "تم الحصول على رد قوي من الأجسام المضادة، بما في ذلك في منطقة الرئة، وهو أمر أساسي لمكافحة كوفيد-19″، وفق ما كشفه الباحث، مؤكدا أن "النتائج تخطت بأشواط تلك المحققة بواسطة الحقن".

وفي مرحلة ثانية، تم تقييم مدى فعالية الجرعة الواحدة التي تعطى باللصيقة، ومع استخدام دواء معزز للجهاز المناعي، لم تصب الفئران "بتاتا بالمرض".

The square vaccine skin patch sits inside an applicator David Muller/University of Queensland
لصيقة بلاستيكية مربعة تمتد على سنتيمتر واحد طولا وعرضا وعلى سطحها أكثر من 5 آلاف رأس مدببة (جامعة كوينزلاند بأستراليا)

ما سر هذه الفعالية؟

تعطى اللقاحات عادة بحقنها في العضلات، غير أن العضلات لا تختزن "كمية كبيرة من الخلايا المناعية" لاستجابة فعالة كما الحال مع الجلد، حسب مولر.

كما أن الرؤوس المدببة تحدث إصابات طفيفة تنبه الجسم إلى حدوث مشكلة وتحفز الاستجابة المناعية.

وبالنسبة إلى العالم، فإن منافع هذه التقنية جلية، ومنها أن اللقاح يمكن أن يبقى مستقرا لمدة شهر في حرارة معدلها 25 درجة مئوية ولمدة أسبوع وسط حرارة تبلغ 40 درجة، مما يحد من الاستعانة بسلسلة التبريد التي تشكل "تحديا للبلدان النامية".

كما أنه من السهل جدا وضع اللصيقات ولا حاجة إلى الاستعانة بفريق مدرب.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية + لوموند + مواقع إلكترونية