السرطان النقيلي.. خطر يتربص بمرضى السرطان

السرطان النقيلي (metastatic cancer) هو سرطان تكوّن في منطقة أخرى منفصلة عن المنطقة الأولى التي نشأ فيها السرطان الأولي، فمثلا قد يبدأ السرطان في الأمعاء ثم ينتقل إلى الكبد.

ويعرف أيضا هذا السرطان بالنقائل السرطانية والانبثاث، وهو نمو سرطاني ناجم عن الخلايا السرطانية المنبثقة من الورم الأصلي.

وينفصل الانبثاث عن الورم الأصلي وينتقل إلى أعضاء أخرى في الجسم، بعدها ينمو هناك ويتحول لأورام ثانوية.

"تملك الخلايا عادة مكانا ثابتا في الجسم ولا تنتقل لمكان آخر. لكن الخلايا الخبيثة في الأورام الصلبة يمكن أن تتجاوز الحدود التشريحية"، بحسب سوزان فيق ريمرز من مكتب معلومات السرطان في مركز أبحاث السرطان الألماني في هايدلبرغ.

وتضيف الطبيبة المختصة أن "الخلايا الخبيثة تخترق المكان الجديد في الجسم وتدمر الأنسجة المحيطة به".

الخلايا الخبيثة

كما تدخل الخلايا الخبيثة في الدم أو في الأوعية اللمفاوية، وتنتقل من هناك، ويمكن أن ترسو في أي مكان آخر وتغزو الأنسجة الأخرى.

وبعد استقرارها في تلك الأنسجة، تتفرع وتتشكل على إثرها أورام ثانوية أخرى. وهنا تكمن الخطورة فهي تنتشر في الجسم وهو ما يجعلها خارجة عن السيطرة.

سرطان الرئة نوع من السرطان الذي ينبثق منه غالبا الانبثاث، كما يعد سرطان البنكرياس وسرطان الكبد وسرطان القناة الصفراوية من السرطانات العدوانية جدا؛ المشكلة في هذه السرطانات أنها لا تسبب أي إزعاج لفترة طويلة، و"غالبا ما يتم التعرف عليها بعد أن تكون الانبثاثات موجودة بالفعل، وفي هذه الحال لا علاج ممكن"، بحسب الخبيرة فيق ريميز.

وعادة ما يكلل علاج السرطان بالنجاح إذا كان الورم موضعيا ويمكن للجراحين إزالته دون مشاكل كبيرة، ولكن هناك مشاكل خطيرة أخرى مع النقائل السرطانية.

خلية سرطانية تنتقل لمكان آخر في الجسم، السرطان النقيلي
خلية سرطانية تنتقل لمكان آخر في الجسم (دويتشه فيله)

فهم آليات تطور النقائل السرطانية

وترى الخبيرة الألمانية في السياق أن من المهم للأطباء فهم آليات تطور النقائل السرطانية، خاصة وجهة انتقالها في الجسم وكيفية إمداداها بالدم، إذ إن هناك العديد من التقاطعات التي لم يصل العلم لفهمها بين الخلايا السرطانية والخلايا في الأنسجة المحيطة بها.

وتوضح فيق ريمرز ذلك بالقول: "على سبيل المثال، يفرز الجسم مواد كيميائية دالة، وهو ما يؤدي عمليا بدروه لإعادة برمجة عمل الأوعية الدموية". وتضيف في هذا الصدد: "إذا ما تمكن البحث العلمي من كشف وفهم عمل هذه الآليات، فإن ذلك سيساعد على تطوير مقاربات جديدة للعلاج من السرطان".

المصدر : دويتشه فيله