مريضات سرطان الثدي بغزة.. هجر وحصار
وتلجأ فلسطينيات للتطوع بإطلاق حملات توعية شبه دورية من مخاطر مرض سرطان الثدي الآخذ في الانتشار بين النساء في القطاع الفقير والمنهك اقتصاديا.
وصرحت شنن -لوكالة الأنباء الألمانية- بأن حملات التطوع للتوعية من مخاطر مرض السرطان وخصوصا سرطان الثدي تستهدف المساهمة في الحد من انتشاره.
وتضيف أنهن يستهدفن مواصلة الضغط على الحكومة الفلسطينية لتوفير برنامج وطني يوفر الكشف المبكر عن سرطان الثدي كون أن نسبة النجاح من الشفاء منه تقدر بنحو 97% في حال الكشف المبكر للمرض.
وتشير شنن إلى أن حملاتهن تركز على نشر الوعي بأعراض المرض وآليات الوقاية منه، ابتداء من مدارس بنات الثانوية ووصولا إلى العيادات والمؤسسات الأهلية والحكومية خصوصا للنساء فوق سن أربعين عاما.
وإلى جانب محاولات الحد من خطر الإصابة بمرض سرطان الثدي، فإن حملات التطوع من المرض تستهدف كذلك تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للحالات المصابة، في ظل ما يتعرضن له من تداعيات حادة بعد اكتشاف الإصابة.
ويزيد الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ منتصف عام 2007 من مأساة مرضى السرطان في ظل القيود الشديد على منحهم تصاريح السفر إلى الخارج من أجل العلاج وفق مسؤولين محليين.
وتفتقد المستشفيات في القطاع إلى الجهوزية اللازمة لعلاج مرضى السرطان خاصة عدم وجود علاج إشعاعي ونقص حاد في الأجهزة التي تساهم في الكشف عن سرطان الثدي.
نقص بالدواء وحصار
كما تعاني مستشفيات قطاع غزة من نقص كبير في الأدوية اللازمة لمواجهة المرض بما يعرض المرضى لمخاطر التراجع الصحي المتزايد.
وتظهر إحصائيات المركز القومي لرصد الأورام -التابع لوحدة نظم المعلومات الصحية بقطاع غزة- وجود ما يزيد على تسعة آلاف حالة إصابة بالسرطان بالقطاع، منها 1290 حالة إصابة بسرطان الثدي.
ووفق الإحصائيات تمثل حالات الإصابة بسرطان الثدي ما نسبته 18% من إجمالي مرضى السرطان بقطاع غزة، بمعدل انتشار بواقع 78 امرأة مصابة مقابل كل مئة ألف امرأة في القطاع من إجمالي السكان، وبنسبة 32% من بين حالات الإناث.
وتقول مديرة مركز صحة المرأة التابع لجمعية "الثقافة والفكر الحر" بالقطاع فريال ثابت إن مرضى السرطان خصوصا النساء يعانين الأمرين في الحصول على تصريح سفر للعلاج في ظل افتقاد القطاع لمستشفيات متخصصة في علاج المرض وحتى الأدوية الحديثة له.
وتضيف ثابت -في تصريحات للألمانية- أن حصار غزة وقيود السفر عبر المعابر يقفان عائقا رئيسيا أمام تلقي مريضات السرطان خصوصا سرطان الثدي للدواء والعلاج المناسبين.
وتوضح أنه عام 2015 تقدمت 748 مصابة بسرطان الثدي بطلب تصاريح لمشافي الضفة الغربية والقدس، لكن 293 حالة تأخر منحهن تحويلات العلاج، بينما 74 تم رفضهن أمنيا من سلطات الاحتلال، و219 مصابة قوبلت طلباتهن بالإهمال أو عدم الرد.
وتشير مديرة مركز صحة المرأة إلى أنه عام 2016 الجاري تقدمت حتى نهاية سبتمبر/أيلول الماضي 548 مصابة بالمرض بطلب تصاريح سفر لمشافي الضفة والقدس، تم رفض 125 منهن أمنيا وتأخير الموافقة على طلب 287 أخريات.
وتشدد على حق المصابات بسرطان الثدي في تلقي العلاج المناسب، وأن منعهن من السفر للعلاج يعد عقابا جماعيا للسكان المدنيين في قطاع غزة وانتهاك اتفاقية جنيف الرابعة ما يستدعى تدخلا دوليا لإنهاء هذه المأساة للنساء المصابات في القطاع.
كما تنبه إلى أنه حتى من يحصلن على موافقة للسفر من قطاع غزة للعلاج خارجه يعانين من التأخير أو المباعدة في المواعيد عدا معاناة السفر والتنقل في ظل عدم توفر وسائل نقل مجهزة تنقلهن عبر معابر القطاع.