ملايين المصابين بالتوحد يتعرضون للاضطهاد والأغلبية عاطلون
قالت منظمة الأمم المتحدة -أمس الخميس- إن أكثر من 80% من البالغين المصابين بمرض التوحد عاطلون عن العمل، فيما قال مقرران للأمم المتحدة إنه كان يجب على العالم أن يحتضن المصابين بالتوحد ويحتفي بهم، ولكن اضطهاد الأطفال والبالغين المصابين بالتوحد هو القاعدة في العالم وليس الاستثناء.
وبحسب البيان، فإن البحوث تشير إلى أن أرباب العمل يضيعون فرصا من استغلال القدرات التي يمتاز بها المصابون بالتوحد عن غيرهم، والتي وصفها بالفريدة في إدراك الأنماط والتسبيب المنطقي فضلا عن قدرة مذهلة في الانتباه للتفاصيل، فيما تعطيهم هذه الصفات الأفضلية في أنواع معينة من الأعمال، مثل اختبار البرمجيات وإدخال البيانات والعمل في المعمل والمراجعة اللغوية.
من جهته أطلق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حملة بعنوان "دعوة للعمل"، دعا خلالها الشركات لتقديم التزامات ملموسة لتوظيف الناس الذين يعانون من التوحد.
وأضاف بان كي مون في بيان أن الأشخاص الذين يعانون من مرض التوحد لديهم إمكانات هائلة، ومعظمهم لديهم مهارات بصرية وفنية أو أكاديمية ملحوظة، وبفضل استخدام التكنولوجيا ومساعدة الأشخاص المصابين بالتوحد يمكن التواصل معهم والاستفادة من قدراتهم.
اضطهاد
على صعيد متصل قال مقرر الأمم المتحدة للحق في الصحة دينوس بوراس، ومقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة كاتالينا ديفانداس أجيلار، في بيان يوم الأربعاء إن ملايين المصابين بمرض التوحد في العالم يعانون من الاضطهاد وانتهاك حقوقهم على خلفية مرضهم.
وأشار إلى أن الكثير من بلدان العالم لا توفر رعاية خاصة للمصابين بالتوحد تمكنهم من الحصول على حقهم في الصحة والتعليم والعمل والمشاركة في الحياة الاجتماعية، وأنه غالبا ما يتعرضون لممارسات تنتهك كرامتهم، وأن هذه الممارسات تقدم على أنها جزء من العلاج والإجراءات الوقائية.
وتقام الحملة العالمية للتوعية بمرض التوحد للعام السادس على التوالي، بغرض تسليط الضوء على الحاجة إلى تحسين حياة الأطفال والبالغين الذين يعانون من هذا المرض، بما يكفل لهم التنعم بحياة كريمة على أكمل وجه.
ومرض التوحد هو اضطراب النمو العصبي الذي يتصف بضعف التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، وبأنماط سلوكية مقيدة ومتكررة، وهو اضطراب يظهر عادةً لدى الأطفال قبل السنة الثالثة من العمر. ويقدر أن نحو 1% من سكان العالم مصابون بالتوحد أي ما يعادل نحو سبعين مليون إنسان.