بيجاك.. حزب يتحدث باسم أكراد إيران

الموسوعة - حزب الحياة الحرة الكردي (بيجاك PJAK)

حزب سياسي يساري يتحدث باسم أكراد إيران، لكنه يتبنى البرنامج السياسي لحزب العمال الكردستاني التركي وزعيمه عبد الله أوجلان، ويقاتل من أجل تحقيقه.

التأسيس
نشأ حزب الحياة الحرة الكردي (بيجاك) قوةً عسكرية عام 2004 في مناطق نفوذ حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل في أقصى شمال العراق، بمحاذاة المحافظات الإيرانية الغربية ذات الغالبية الكردية.

وتفيد شهادات لعثمان أوجلان شقيق عبد الله، والقيادية السابقة في بيجاك زينب أوزار بأن حزب الحياة الحرة شأنه شأن الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا نشآ في إطار التحدي الذي طرحه اعتقال أوجلان، ومحاولة الاستفادة من الظروف التي ترتبت عن الغزو الأميركي للعراق عام 2003.

ويضم "الحياة الحرة" جناحا سياسيا وآخر عسكريا على غرار نظيره التركي، ضمن هرمية شديدة التنظيم. ويسمى الجناح العسكري "قوات شرق كردستان".

ورجّحت تقارير صحافية أن يكون عدد المتفرغين للقتال في صفوفه نحو ثلاثة آلاف عنصر، إضافة إلى أكثر من 25 ألف عضو ينتظمون ضمن خلايا العمل السرّي داخل إيران.

التوجه الأيديولوجي
خضعت أيديولوجيا "الحياة الحرة" وبرنامجه السياسي إلى التحولات ذاتها التي طرأت على نظيره التركي، فقد تخلى عن "الماركسية اللينينية" التي كانت عقيدة اليسار الراديكالي خلال الحرب الباردة، وبات مقتنعا بما يسميه "الاشتراكية العلمية".

أما بالنسبة للقضية الكردية، فبات الحزب مقتنعا بإقامة نظام سياسي علماني وديمقراطي في إيران، يعطي حكما ذاتيا للأكراد في المحافظات الغربية، وحقّ إنشاء الأقاليم للقوميات الإيرانية غير الفارسيّة الأخرى مثل الأذريّين والعرب، إلى جانب مساحة أكبر من المساواة بين الجنسين.

وفي هذا السياق شكل قياديون في "الحياة الحرة" في مايو/أيار 2014 واجهة سياسية تعتمد إستراتيجية أكثر انفتاحا مع طهران. ويرأس هذه الواجهة -التي أطلق عليها اسم "منظومة المجتمع الديمقراطي والحر لشرق كردستان"، ومختصره "كودار"- كلٌّ من ريزان جاويد وزيلان تانيا، القياديين في بيجاك. أما الجناح السياسي في الحزب فيرأسه رحمن حجي أحمدي، المولود في إيران والذي يحمل الجنسية الألمانية.

ويضفي الحزب أهمية استثنائية على دور النساء في المجتمع، حيث تفيد صحيفة واشنطن تايمز بأنّ نصف مقاتلي الحزب وأعضائه من النساء، كما أن الشخص الثاني فيه هي غولستان دوغان التي تحمل شهادة دكتوراه في علم النفس.

التصنيف
صنفت إيران حزب "الحياة الحرة" منذ تأسيسه منظمة إرهابية، وكذلك فعلت الولايات المتحدة الأميركية عام 2009، لكن دوافعهما في هذا الموقف كانت متباينة. ففي وقت تعتبر فيه طهران الحزب خطرا داخليا وتسعى لتصفيته، يعتقد المراقبون أن واشنطن صنفته على هذا الأساس إرضاء لأنقرة التي تتخذ موقفا متصلبا من حزب العمال الكردستاني.

فإيران ترفض وجود هذه الجماعة التي تصفها بالانفصالية، ونقلت وسائل إعلام إيرانية عام 2011 عن العميد حسين سلامي نائب الحرس الثوري الإيراني قوله "إن رسالتنا هي أن إيران لن تسمح بوجود أي مجموعة إرهابية مسلحة من إنتاج الأميركيين وستواجهها بحسم حتى النهاية"، في إشارة إلى حزب الحياة الحرة لكردستان.

لكن حجي لم يفوت فرصة تقاطع مصلحة حزبه مع مصلحة الولايات المتحدة في إضعاف إيران قبل توقيع الاتفاق النووي، حيث زار واشنطن عام 2007، بيد أن الولايات المتحدة أنكرت في المقابل أن يكون أي مسؤول حكومي قد التقاه.

وقد أعرب حجي عن استعداد حزبه للتعاون مع الولايات المتحدة في سبيل ما وصفها بـ"المصالح العليا للحزب"، ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن القيادي في الحزب بريار جبر  قوله إنّ "هناك حوارا طبيعيا" مع المسؤولين الأميركيين.

وذكر الصحافي الأميركي سيمور هيرش في سلسلة مقالاته الشهيرة في "نيويوركر" عام 2006، أنّ كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل تدرّب هذا الحزب وتدعمه ماديا واستخباريّا وعلى كل المستويات، بغية تشكيل ضغط على النظام الإيراني. كما أكد عثمان أوجلان بدوره عام 2007 أن بيجاك يتلقى دعما إسرائيليا.

ومع بروز دور "الاتحاد الديمقراطي" الكردي في سوريا مع اندلاع الثورة على النظام عام 2011 وسيطرته على المناطق ذات الغالبية الكردية، لم يتردد حزب الحياة الحرة في إبداء الاستعداد لإرسال مقاتلين لدعم توأمه السوري. وأصدرت لجنة التنسيق في حزب "الحياة الحرة" بيانا يوم 26 مارس/آذار 2014، قالت فيه إن بيجاك يؤمن بأن "قوة المقاومة الكردية في روغافا (الاسم الكردي لشمال سوريا) هي قوة للشعب الكردي بأسره، وأن الاعتداء على أكراد روغافا اعتداء على كل الكرد".

المصدر : الجزيرة