بنسالم حميش

وزير الثقافة المغربي بنسالم حميش

أكاديمي مغربي كتب الرواية والشعر وألف كتبا فكرية، ودرس الفلسفة وشغف بالتاريخ وخاصة بشخصية ابن خلدون. تحمل مسؤولية وزارة الثقافة في حكومة عباس الفاسي (2009-2011)، وفاز بجوائز عديدة منها جائزة نجيب محفوظ عام 2002.

المولد والنشأة: ولد بنسالم حميش يوم 13 يونيو/حزيران 1949، في مدينة مكناس بالمغرب. وهو متزوج من سيدة يونانية.

الدراسة والتكوين: درس المرحلة الابتدائية والإعدادية بمكناس وتابع دراسته العليا في العاصمة الرباط، والتحق بعد ذلك بالمدرسة التطبيقية العليا وبالسوربون في باريس. حصل على البكالوريوس في الفلسفة والبكالوريوس ثانيةً في علم الاجتماع عام 1970.

حصل على دكتوراه السلك الثالث عام 1974، وعلى دكتوراه الدولة عام 1983 في السوربون بأطروحته "فلسفة التاريخ عند ابن خلدون". وهو يتكلم الإسبانية والإنجليزية واليونانية.

الوظائف والمهام: اشتغل أستاذا مساعدا في المدرسة العليا للأساتذة بالرباط، وأستاذا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية شعبة الفلسفة بالمدينة نفسها.

في 29 يوليو/تموز 2009 عينه الملك محمد السادس وزيرا للثقافة في حكومة عباس الفاسي في إطار تعديل حكومي جزئي، عندما كان يهمّ بالسفر لقضاء عطلة صيفية عند أصهاره في اليونان.

التوجه الفكري: اعتبر أن الاعتزاز بالهوية والقول بأن اللغة هي وعاء الهوية يصبح فرض عين في مجال الشعر والرواية، فـ"اللغة للكاتب وللإنسان هي وعاء الهوية، وهي ليست أداة فقط للتعبير بقدر ما هي كنز كل فرد منا، الذي يحفظ فيه معرفته وذاكرته ووعيه اليقظ".

رأى أنه ليس أمام المثقفين العرب إلا خيار وحيد في التعامل مع العولمة، وهو اعتبارها خيارا فكريا لا يمكن التصدي له إلا من خلال سلسلة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية  الضرورية لتأهيل المجتمعات للتصدي لها.

حارب الفرنكفونية ونبّه لمخاطر تيارها على الثقافة والهوية العربية، خاصة في المغرب العربي.
ورغم انتمائه لحزب الاتحاد الاشتراكي فإنه لم يكن متخشبا أيديولوجيا وانفتح على الجميع.

رفض منطق إقصاء الإسلاميين وحرمانهم من العمل السياسي والدخول للانتخابات وتولي إدارة الشأن العام، ما داموا يقبلون بقواعد التداول على السلطة.

وقال: "إن حرمانهم سيقويهم أكثر ممّا هم أقوياء.."، مشيرا لوجود أحزاب ديمقراطية مسيحية في الحكم بشكل طبيعي في ألمانيا وإيطاليا على سبيل المثال.

اعتبر أن ثورات الربيع العربي غيَّرت الكثير من الأوراق، وباتت الشعوب العربية فاعلا رئيسيا في الساحة مما فرض على الغرب إعادة النظر في حساباته، دون أن يعني ذلك غياب مصاعب في طريق تلك الثورات، مسجلا أن المثقفين العرب لا حول لهم ولا قوة في مجال التدبير وأخذ القرارات.

التجربة الأدبية: تمكن سالم حميش من الجمع بين الاهتمام بمجالات متعددة والكتابة فيها بتميز، فجمع بين الكتابة الشعرية والأدبية والكتابة النقدية والفلسفية والفكرية.

تأثر بما كان عليه مثقفو العصور الكلاسيكية، سواء في الثقافة العربية الإسلامية أو في الثقافات الأوروبية، من اتساع للمدارك وتعدد في الاهتمامات المعرفية.

التحق باتحاد كتاب المغرب عام 1968، وآمن أن المعرفة أخطر أسلحة المبدع، وساهم في تحرير "المجلة المغربية للاقتصاد والاجتماع"، وأصدر عام 1971 مجلة "البديل" التي أوقفت عام 1984.

المؤلفات: كتب في مجلات عديدة مثل مجلة "الوحدة" و"الفكر العربي المعاصر" و"المستقبل العربي" و"الناقد".

ألف في الرواية حوالي عشر روايات، منها: "مجنون الحكم " عام 1990، و"محن الفتى زين شامه" عام 1993، و"سماسرة السراب" عام 1995، و"فتنة الرؤوس والنسوة" عام 2000، و"معذبتي" عام 2010.

وفي المجال الفكري ألف حوالي عشرة كتب، منها: "في نقد الحاجة إلى ماركس" عام 1983، و"التشكلات الأيديولوجية في الإسلام" عام 1988، و"الخلدونية في ضوء فلسفة التاريخ" عام 1998.

وفي الشعر له أكثر من خمسة دواوين، منها: "كناش إيش تقول"، و"ثورة الشتاء والصيف"، و"ديوان الانتفاض".

وترجم عدد من كتبه للغات أجنبية متعددة.

الجوائز والأوسمة: حصل بنسالم حميش على جوائز متعددة عن إنتاجه الأدبي، منها جائزة مجلة "الناقد" اللندنية (متوقفة) عن روايته "مجنون الحكم" عام 1990.

كُرِّم مرتين على اهتمامه بابن خلدون، وفاز بجائزة "الأطلس" للترجمة من السفارة الفرنسية من المغرب عن رواية "العلامة"، وبجائزة نجيب محفوظ التي يمنحها اتحاد كتّاب مصر.

المصدر : الجزيرة