بطرس غالي

صورة بطرس بطرس غالي Boutros Boutros-Ghali - الموسوعة

بطرس غالي دبلوماسي مصري تولى الأمانة العامة للأمم المتحدة في أعقاب حرب الخليج الثانية ليكون بذلك أول عربي يتقلد هذا المنصب، رفضت إدارة بيل كلينتون استمراره في المنصب لدورة ثانية، توفي في الـ16 من فبراير/شباط 2016 عن سن يناهز 94 عاما.

المولد والنشأة
ولد بطرس غالي في الـ14 من نوفمبر/تشرين الثاني 1922 في القاهرة لأب قبطي وأم أرمينية.

كان جده رئيسا لوزراء مصر إلى أن اغتيل عام 1910.

الدراسة والتكوين
بعد حصوله على إجازة الحقوق من جامعة القاهرة عام 1946 نال شهادة الدكتوراه في القانون الدولي من باريس عام 1949، وهو يتحدث عدة لغات.

الوظائف والمسؤوليات
عمل بطرس غالي أستاذا للقانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعة القاهرة (1949-1977)، كما عمل مديرا لمركز الأبحاث في أكاديمية لاهاي بهولندا للقانون الدولي (1963-1964).

وأنشأ مجلة الأهرام الاقتصادي التي تصدر عن مؤسسة الأهرام وتولى تحريرها في الفترة من 1960 إلى 1975.

ترأس غالي الجمعية المصرية للقانون الدولي عام 1965، ومركز الدراسات السياسية والإستراتيجية (الأهرام) عام 1975، وهو عضو اللجنة العلمية للأكاديمية العالمية للسلام (مونتون، فرنسا) منذ عام 1978، وعضو مشارك في معهد الشؤون الدولية (روما) منذ عام 1979، وكان عضوا في اللجنة المعنية بتطبيق اتفاقيات وتوصيات منظمة العمل الدولية من 1971 حتى 1979.

عين بطرس غالي عام 1977 وزيرا للدولة للشؤون الخارجية في عهدي الرئيسين محمد أنور السادات وحسني مبارك.

شارك بطرس غالي في سبتمبر/أيلول 1978 بمؤتمر القمة في كامب ديفد وكان له دور في المفاوضات المتعلقة بمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية التي وقعت عام 1979.

شغل بطرس غالي عضوية أمانة الحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يحكم مصر في 1980، كما عين عضوا في مجلس الشعب المصري عام 1987، كما شغل منصب نائب رئيس الاشتراكية الدولية إلى أن تولى منصب الأمين العام للأمم المتحدة.

رأس بطرس غالي العديد من الوفود المصرية في اجتماعات منظمة الوحدة الأفريقية والأمم المتحدة

التجربة الدبلوماسية
تولى بطرس غالي الأمانة العامة للأمم المتحدة في الفترة من 1991-1996 التي زاد فيها دور المنظمة الدولية في عمليات حفظ السلام، وشهدت كذلك حرب حلف شمال الأطلسي على صربيا.

وانتقد بطرس غالي بشدة بسبب المجزرة التي ارتكبها الصرب عام 1995 ضد نحو ثمانية آلاف مسلم بسربرينتشا شرق البوسنة التي أعلنتها الأمم المتحدة "منطقة آمنة" قبل انتهاء الحرب، وقد صنفت عائلات الضحايا بطرس غالي ضمن المسؤولين الذين تجب محاكمتهم بسبب ما جرى.

كما نقل عن بطرس وصفه -في حوار مع وكالة أسوشيتد برس عام 2005- مجازر رواندا عام 1994 بأنه "فشلي الأسوأ في الأمم المتحدة"، ملقيا اللوم على الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا تجاه ما سماها عرقلة اتخاذ قرار.

وبخصوص التطورات السياسية في مصر بعد انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013، وجهت لبطرس غالي انتقادات لاذعة لتحريضه السلطة علنا على القضاء على جماعة الإخوان المسلمين وما وصفها بالتيارات الأصولية، وأكد غالي خلال تلك التصريحات أن القضاء عليهم -كما فعلت الجزائر– كفيل بالحفاظ على استقرار البلاد، على حد تعبيره.

واعتبر بطرس غالي أن عدم اتخاذ مثل هذه الخطوة ضدهم يعني بالضرورة استمرار المشاكل في مصر، داعيا الحكومة إلى شن حملة دبلوماسية دولية تشرح للقوى الكبرى خطورة الإخوان المسلمين لتبرير أسلوب مواجهة الجماعة وأنصارها.

رفضت الولايات المتحدة استمرار بطرس غالي في المنصب لدورة ثانية لموقفه من مجزرة قانا التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في لبنان، واستخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مسعى عشر دول أعضاء في مجلس الأمن ليشغل المنصب فترة ثانية. 

وحكى غالي في مذكراته عام 1999 خلافاته مع إدارة كلينتون، وقال إنها تحشر نفسها في ما لا يعنيها، وتغيب عنها المعلومات الصحيحة، وينقصها التمعن في قرارات الأمم المتحدة.

وفي أواخر ولايته رجع المفتشون الدوليون إلى العراق بعد الاتهامات المتبادلة بين بغداد والأمم المتحدة بخصوصهم، إذ اشترط العراق تغيير المفتشين الأميركيين والبريطانيين، وهو الأمر الذي عارضته الولايات المتحدة وبريطانيا.

الجوائز والأوسمة
حصل بطرس غالي على جوائز وأوسمة من 24 بلدا، فقد منح دكتوراه فخرية من معهد الدراسات السياسية في باريس عام 1992، وجائزة كريستيان أ. هيرتر التذكارية المقدمة من مجلس الشؤون العالمية ببوسطن سنة 1993، ودكتوراه فخرية من جامعة لوفين الكاثوليكية في بلجيكا.

كما منح جائزة "رجل السلام" المقدمة من مؤسسة "المتآزرون من أجل السلام" التي يوجد مقرها في إيطاليا عام 1993. 

وحصل على شهادة فخرية من كلية السلك الخارجي التابعة لجامعة جورج تاون في واشنطن سنة 1994، ودكتوراه فخرية من جامعة بوخارست 1994.

الوفاة
توفي بطرس غالي يوم الثلاثاء الـ16 من فبراير/شباط 2016 عن عمر يناهز 94 عاما بأحد مستشفيات محافظة الجيزة المصرية، وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إقامة جنازة عسكرية له.

المصدر : الجزيرة