بول كروغمان

AFPPRINCETON, NJ - OCTOBER 13: Princeton Professor and New York Times columnist Paul Krugman smiles after a champagne toast in his honor following
اقتصادي وأكاديمي أميركي، حائز على جائزة نوبل في الاقتصاد لسنة 2008 تكريما لإسهاماته النظرية في مجالي التجارة الدولية والجغرافيا الاقتصادية. يعد من أبرز الاقتصاديين المحسوبين على تيار الكينزيين الجدد، يعرف بمعارضته للسياسات الاقتصادية لإدارة جورج بوش الابن.

المولد والنشأة
ولد بول كروغمان يوم 28 فبراير/شباط 1953 في مدينة ألباني عاصمة ولاية نيويورك الأميركية.

الدراسة والتكوين
حصل على الإجازة من جامعة ييل سنة 1974 وعلى الدكتوراه من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 1977.

التوجه الفكري
تأثر كروغمان ببعض أفكار المدرسة الكينزية في الاقتصاد، لكنه وكباقي الكينزيين الجدد لا يشاطر الكينزيين التقليديين السياسات الاقتصادية التي يقترحونها.

الوظائف والمسؤوليات
عمل كروغمان في كلية الاقتصاد التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الفترة 1979-2000، ثم انتقل في عام 2000 إلى مدرسة وودرو ويلسون للشؤون العامة والدولية التابعة لجامعة برينستون وعمل بها أستاذا للاقتصاد والشؤون الدولية.

يعمل كروغمان أيضا باحثا مشاركا في المكتب القومي للأبحاث الاقتصادية بالولايات المتحدة منذ سنة 1979، ومستشارا للعديد من المؤسسات الدولية، كما يكتب مقالات منتظمة في جريدة نيويورك تايمز.

التجربة الاقتصادية
يُعتبر كروغمان أحد أبرز المفكرين الاقتصاديين المحسوبين على تيار الكينزيين الجدد في الاقتصاد، فهو يؤمن بأهمية تدخل الدولة في عملية ضبط وتقنين النشاط الاقتصادي، ويرى بأن الأسواق لا تملك القدرة على الوصول تلقائيا عبر قانون العرض والطلب إلى حالة التوازن بسبب عدم مرونة الأسعار والأجور وعدم توفر المعلومات الكاملة لدى المنتجين والمستهلكين.

لكن كروغمان لا يقترح اعتماد السياسات الاقتصادية الموصوفة بالكينزية (السياسة النقدية التوسعية وعجز الموازنات)، وهذا يجعله على مسافة من الكينزيين التقليديين.

وأمام عجز النظريات الاقتصادية التقليدية (التي تعتمد مفهوم المنافسة الكاملة) على تفسير واقع التجارة الدولية، حيث أن جزءا مهما من هذه التجارة لا يخضع لمنطق التخصص ونرى أن بلدانا بمستويات تنمية متكافئة تتبادل سلعا مماثلة، اقترح كروغمان نظرية بديلة تنطلق من مفهوم المنافسة غير الكاملة من أجل فهم حركة المبادلات التجارية بين البلدان.

ويرى أن الشركات تلجأ إلى التمايز بين منتجاتها المتقاربة (النوع نفسه من السلع كالسيارات مثلا) استجابة إلى تطلع المستهلكين إلى التنوع، مما يحول دون وجود أحد أركان المنافسة الكاملة وهو تجانس المنتجات التي يعرضها المتنافسون. وهذا الأمر يحول دون اتجاه البلدان نحو التخصص بناءً على ميزاتها النسبية.

وبخصوص العولمة، فقد انتصب كروغمان مدافعا عنها أمام سيل من الانتقادات اتهمتها بكونها السبب وراء تصاعد البطالة والفوارق الاجتماعية في العالم. وألَّف كتابا في منتصف تسعينيات القرن الماضي يشرح فيه أن العولمة ليست مذنبة، وأن العوامل الداخلية (التطور التقني وتغير بنية الاستهلاك الداخلي) وليست الإكراهات الخارجية، هي ما يفسر تنامي البطالة والتفاوت.

ويعتقد بأن التطور التقني خفَّض من تكلفة المنتجات الصناعية وبالتالي من أسعارها في حين أصبح قطاع الخدمات، حيث الإنتاجية هي أضعف من قطاع الصناعة، يكتسي أهمية نسبية أكبر نظرا لتخصيص المستهلكين لجزء كبير من مداخيلهم للخدمات على حساب المنتجات المصنعة. وقد أدى هذا الوضع إلى تراجع الإنتاجية الإجمالية للاقتصاد وبالتالي للأجور.

ساهم كروغمان أيضا بعدة أعمال بحثية في مجال الجغرافيا الاقتصادية وأصبح أحد رواد هذا الحقل المعرفي مع نهاية التسعينات. واقترح في هذا الصدد أن توطين الأنشطة الصناعية والتجارية هو نتيجة لمفاضلة تقوم بها الشركات بين وفرة الحجم التي تسمح بها كل منطقة وتكاليف النقل، مما يرجح تركز هذه الأنشطة أو توسع نطاق انتشارها.

المؤلفات
أَلَّف كروغمان أكثر من عشرين كتابا ونشر المئات من المقالات التي تتناول الشؤون الاقتصادية وخصوصا ما يتعلق بالتجارة والمالية الدولية.

ومن كتبه "انهوا هذا الكساد الآن" (2012)، "الجغرافيا الاقتصادية الجديدة" (2011)، "لماذا تعود الأزمات دائما" (2000)، "عصر الإيرادات المتضائلة" (2000)، "عودة اقتصاديات الكساد" (1999)، "العولمة ليست مذنبة" (1996)، و"الاقتصاد الدولي" (1992).

الجوائز والأوسمة
حاز كروغمان على جائزة نوبل في الاقتصاد لسنة 2000 تكريما لإسهاماته النظرية في مجال التجارة الدولية، كما حصل على ميدالية جون بيتس كلارك التي تمنحها الجمعية الاقتصادية الأميركية، عام 1991.

المصدر : الجزيرة