ماذا يعني نقل السفارة الأميركية للقدس؟

لافتات السفارة الأميركية في القدس/الجزيرة
قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة يعتبر انتهاكا صارخا للقانون الدولي (الجزيرة)

يزعم الإسرائيليون أن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة يعتبر أمرا رمزيا، لكن المراقبين يؤكدون أن الخطوة تدخل ضمن خطة إستراتيجية لفرض الأمر الواقع على المدينة المقدسة وعلى الفلسطينيين. وقد اختارت الإدارة الأميركية ورئيسها دونالد ترامب الذكرى السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني لتقديم هذه "الهدية" للحليف الإسرائيلي.

وصدر قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني 1995، وحمل اسم "تشريع سفارة القدس 1995″، وفي 6 ديسمبر/كانون الأول 2017 أعلن الرئيس ترامب أن القدس، بشقيها الشرقي والغربي، عاصمة لإسرائيل، وفي 14 مايو/أيار افتتح مبنى مؤقت صغير للسفارة الأميركية داخل المبنى الذي يضم القنصلية الأميركية الموجودة بالفعل في القدس، على أن يتم في وقت لاحق تأسيس موقع كبير آخر مع نقل باقي السفارة من تل أبيب.

وكانت قضية القدس قد أحيلت إلى الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، وأصدرت الهيئة الدولية قرارها في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1947 بتدويل القدس، وفي 3 ديسمبر/كانون الأول 1948 أعلن ديفد بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل أن القدس الغربية عاصمة للدولة الإسرائيلية الوليدة، في حين خضعت القدس الشرقية للسيادة الأردنية حتى هزيمة يونيو/حزيران 1967 التي أسفرت عن ضم القدس بأكملها لسلطة الاحتلال الإسرائيلي.

ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف بكل ما ترتب على احتلال مدينة القدس. فماذا يعني نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة؟

ــ الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى المدينة المحتلة يعتبر انتهاكا صارخا للقوانين الدولية المتعلقة بالقدس، وهو تشجيع للاحتلال الإسرائيلي لمواصلة السير في النهج نفسه، وقد كفلت قرارات الشرعية الدولية  تجسيد قيام دولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بالإضافة إلى أن المدينة واقعة تحت سلطة الاحتلال.

 ولا تزال الأسرة الدولية تعتبر القدس الشرقية أرضا محتلة وأنه من غير المفترض إقامة سفارات في المدينة طالما لم يتم البت في وضعها عبر التفاوض بين الجانبين المعنيين.
وكان مجلس الأمن الدولي قد صوت في 18 ديسمبر/كانون الأول 2017  على رفض إعلان الرئيس
الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فنال موافقة جميع الدول الأعضاء في المجلس، باستثناء الولايات المتحدة التي استخدمت الفيتو ضده.

ــ إخراج ملف القدس من أي مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والجانب الأميركي نفسه كان قد طمأن الفلسطينيين منذ مفاوضات مدريد في نوفمبر/تشرين الثاني 1991 بأن الوضع النهائي لمدينة القدس تحدده المفاوضات بين الجانبين. مع العلم أن مواقف الإدارات الأميركية المتعاقبة كانت تقوم على مبدأ عدم الاعتراف بضم القدس لإسرائيل، وبناء على هذا الموقف كان يصدر دوريا كل ستة أشهر قرار رئاسي بتأجيل نقل السفارة الأميركية إلى القدس.

ـــ  ضوء أخضر إلى بقية دول العالم بنقل سفاراتها إلى القدس المحتلة، وقد سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدعوة دول العالم إلى السير على خطى أميركا. ولم تعلن سوى دولتين هما غواتيمالا وباراغواي أنهما ستقومان بالأمر نفسه.

ـــ نقل السفارة الأميركية إلى القدس قد يعمل على تقويض عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتقويض أي فرصة للوصول إلى اتفاق شامل ونهائي. وقد صرح نتنياهو قبل يوم من نقل السفارة قائلا "ستبقى القدس عاصمة لإسرائيل مهما كان اتفاق السلام الذي تتصورونه".  

ـــ الخطوة الأميركية تهدد بنسف خيار حل الدولتين الذي يتبناه المجتمع الدولي لحل القضية الفلسطينية، وبحسب رئيسة قسم العلوم السياسية في جامعة القدس آمنة بدران في حوار سابق لها مع الجزيرة نت، فإن نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس يعد بمثابة حكم بإعدام هذا الخيار.

ـــ  من جهة أخرى، فإن نقل السفارة الأميركية إلى القدس أثبت للفلسطينيين أن طريق التسوية مع إسرائيل لم يخدم قضيتهم، وأنهم باتوا مضطرين للبحث عن خيارات أخرى للحفاظ على حقوقهم.

ـــ يطعن قرار الرئيس ترامب في مصداقية ومكانة الولايات المتحدة في العالم، ويجعلها وسيطا "غير نزيه" لعملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وكانت واشنطن قد واجهت عزلة دولية بعد أن عارضتها معظم الدول في مجلس الأمن الدولي عندما رفضت قرار اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية