هجوم مانشستر.. التفاصيل الكاملة

Crowds look at the balloons, flowers and messages of condolence left for the victims of the Manchester Arena attack, in central Manchester, Britain May 25, 2017. REUTERS/Stefan Wermuth
يعد هجوم مانشستر هو الأكثر دموية في بريطانيا منذ هجمات مترو لندن في السابع من يوليو/تموز 2005 (رويترز).

هجوم انتحاري نفذه شاب ليبي في 22 مايو/أيار 2017 بعبوات ناسفة بقاعة حفلات في مجمع "مانشستر أرينا" شمالي بريطانيا، عندما كان الجمهور يهم بمغادرة القاعة بعد حضور حفل موسيقي كبير أحيته مغنية البوب الأميركية أريانا غراندي.

حصيلة الهجوم
وأدى الهجوم الانتحاري إلى مقتل 22 شخصا من بينهم أطفال ومراهقون، وإصابة نحو ستين شخصا آخرين بجروح متفاوتة.

ويعد الهجوم هو الأكثر دموية في بريطانيا منذ السابع من يوليو/تموز 2005 حين فجر أربعة أشخاص أنفسهم في مترو لندن في ساعة الازدحام ما أدى إلى مقتل 52 شخصا وإصابة سبعمئة بجروح.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم، وقال في بيان له إن المنفذ فجر عبوات ناسفة في مبنى أرينا، ما أدى إلى مقتل نحو ثلاثين وإصابة سبعين آخرين، وتوعد البيان بشن هجمات أخرى على "عباد الصليب".

وبعد وقوع الحادث أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي رفع حالة التأهب الأمني في البلاد من حاد إلى حرج، وهو المستوى الأعلى، وأضافت في مؤتمر صحفي عقدته بالعاصمة لندن عقب اجتماع أمني رفيع، أن وزير الدفاع وافق على طلب الشرطة بتدخّل الجيش للمساعدة في الحفاظ على الأمن في البلاد.

وقالت ماي في تصريح آخر إن هجوم مانشستر إرهابي وكان يهدف إلى إيقاع أكبر عدد من الضحايا، مشيرة إلى أنه يعد من بين أسوأ الاعتداءات التي شهدتها بريطانيا.

منفذ الهجوم
أعلنت شرطة مانشستر البريطانية أن منفذ هجوم "مانشستر أرينا" ليبي الأصل ويُدعى سلمان العبيدي ويبلغ من العمر 22 عاما، وهو من مواليد مانشستر في العام 1994 من أبوين ليبين.

وتم الكشف عن هوية منفذ الهجوم بعد مداهمات للشرطة لعدد من البيوت في مانشستر وضواحيها، حيث اعتقلت الشرطة شابا يبلغ 23 عاما في إطار تحقيقاتها، ثم شنت لاحقا حملة اعتقالات طالت عددا من الذين تتهمهم بالعلاقة مع منفذ الهجوم أو تنظيم الدولة.

كما كشف تقرير صحفي أن العبيدي زار ألمانيا مرتين على الأقل خلال الأعوام الماضية، وأوضح موقع "فوكوس أونلاين" الإخباري الألماني نقلا عن دوائر أمنية في برلين، أن العبيدي سافر من مدينة دوسلدورف الألمانية إلى مانشستر قبل أربعة أيام من تنفيذ الهجوم.

وأضاف الموقع أن العبيدي كان قد سافر أيضا من مدينة فرانكفورت الألمانية إلى بريطانيا عام 2015، لافتا إلى أنه على ما يبدو كان قد تلقى تدريبا شبه عسكري في سوريا قبل ذلك، بحسب ما أوضحه مقر الشرطة البريطانية "سكوتلاند يارد" للمكتب الاتحادي لمكافحة الجرائم بألمانيا، ووفقا للتقرير الصحفي، لم يكن العبيدي مدرجا في أنظمة ملاحقة دولية، ولم يكن مدرجا أيضا على أية قائمة مراقبة يتم بمساعدتها تسجيل تحركات مشتبه فيهم.

وسعى المحققون بعيد الهجوم إلى جمع معلومات عن آخر تحركات العبيدي الذي ترك الجامعة قبل أن ينهي دراسته، وكان والداه قد فرّا من نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.

وقد اعتقلت الأجهزة الأمنية بالعاصمة الليبية طرابلس والد سلمان العبيدي وأخاه، وأعلنت قوة الردع الخاصة بالعاصمة الليبية طرابلس أنها اعتقلت يوم الأربعاء 24 مايو/أيار 2017 هاشم رمضان أبو القاسم العبيدي، شقيق منفذ هجوم مانشستر.

وأضافت القوة الموالية لحكومة الوفاق الوطني إن شقيق العبيدي كان يجهز للقيام "بعمل إرهابي" داخل العاصمة طرابلس، وأضافت أنها راقبته لمدة شهر ونصف، وأنها قبضت عليه لدى تسلمه مبلغا ماليا حوّله له شقيقه منفذ الهجوم، وأوضحت قوة الردع أن هاشم العبيدي ولد بمدينة مانشستر ويدرس الهندسة فيها، وأنه جاء من بريطانيا إلى ليبيا في 16 من أبريل/نيسان 2017.

وأفادت بأنه أكد انتماءه لتنظيم الدولة الإسلامية واعترف بوجود شقيقه سلمان في بريطانيا للتحضير لهجوم مانشستر الذي قال إنه على دراية تامة بكل تفاصيله.

استنكار وتنديد
على المستوى الداخلي، دانت رئيسة الوزراء تيريزا ماي الهجوم وقالت إن السلطات تعمل على كشف كل ملابسات "الاعتداء الإرهابي المروع"، مبدية تعاطفها مع أهالي الضحايا، كما دانته ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية ووصفته بالعمل الهمجي، واستنكرته أيضا الأحزاب البريطانية وعلقت حملاتها الانتخابية.

وعلى المستوى الخارجي، جاءت ردود الفعل المنددة بالهجوم من مختلف عواصم العالم، ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب منفذي الهجوم بـ"الفاشلين الأشرار"، معبرا عن "التضامن الكامل" مع البريطانيين، بينما عبر البابا فرانشيسكو عن حزنه العميق حيال الهجوم "الهمجي"، وأبدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "حزنها".

كما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده "لتطوير التعاون في مكافحة الإرهاب" مع بريطانيا بعد الهجوم "الوقح والمجرد من الإنسانية".

كذلك أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "صدمته" و"حزنه الشديد" بعد الاعتداء، قائلا إنه سيجري محادثات مع رئيسة الوزراء البريطانية.

كما دانت كل من النمسا واليونان وإسبانيا والدنمارك وهولندا والصين وأستراليا وباكستان والهند وتركيا الهجوم.

وعربيا، عبّرت السعودية وقطر والأردن وفلسطين والعراق عن إدانتها للهجوم.

وعبرت المغنية الأميركية أريانا غراندي التي أحيت الحفل الموسيقي عن حزنها البالغ بعد الهجوم، وكتبت في تغريدة لها "أنا محطمة.. من أعماق قلبي، أنا آسفة جدا، لا أجد كلمات أقولها".

المصدر : الجزيرة + وكالات