تفاصيل قمة العقبة السرية

In this photo released by the Jordanian Royal Palace, U.S. Secretary of State John Kerry, from left, Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu and Jordanian King Abdullah II meet in Amman, Jordan, Thursday, Nov. 13, 2014. The meeting was to discuss ways to restore unrest in Jerusalem. Kerry met earlier Thursday with Jordanian Foreign Minister Nasser Judeh and with Palestinian President Mahmoud Abbas. Abbas didn't join the trilateral discussion on Thursday evening. (AP Photo/Jordanian Royal Palace, Yousef Allan)
نتنياهو يتوسط الملك عبد الله الثاني (يمين) وكيري خلال اجتماعهم بعمّان في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 (أسوشيتد برس)

قمة سرية عقدت -بحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية- في مدينة العقبة الأردنية في 21 فبراير/شباط  2016، وجمعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني بالإضافة إلى وزير الخارجية الأميركي حينها جون كيري.

وخلالها عرض نتنياهو "خطة النقاط الخمس"، وهي مجموعة خطوات لبناء الثقة مع الفلسطينيين مقابل قمة تجمعه بقادة السعودية ودول الخليج، وفق ما ذكرته الصحيفة التي حصلت على تفاصيل القمة من حوارات أجرتها مع موظفين كبار في إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

في المقابل، قدم كيري مبادرة سلام إقليمية تشمل اعترافا بالدولة اليهودية واستئنافا للمفاوضات مع الفلسطينيين، لكن نتنياهو تحفظ على المبادرة وادعى أنه لن يكون قادرا على حشد أغلبية تدعمها داخل ائتلافه.

وفيما يأتي عرض لأهم نقاط خطتي نتنياهو وكيري، وفق ما نشرته الصحيفة الإسرائيلية:

خطة نتنياهو
1- المصادقة على بناء مكثف للفلسطينيين ودفع مبادرات اقتصادية في المنطقة "ج" في الضفة الغربية، التي تسيطر إسرائيل فيها أمنيا ومدنيا، ودفع مشاريع للبنى التحتية في قطاع غزة، وتوثيق التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية خاصة السماح بإدخال وسائل قتالية أخرى مطلوبة لأجهزة الأمن الفلسطينية.

2- نشر بيان رسمي يجري فيه التطرق بشكل إيجابي من جانب الحكومة الإسرائيلية لمبادرة السلام العربية عام 2002، من خلال الإعراب عن الاستعداد لإجراء مفاوضات مع الدول العربية حول بنود المبادرة.

3- دعم الدول العربية ومشاركتها الفاعلة في مؤتمر سلام إقليمي، بما في ذلك مشاركة ممثلين كبار من السعودية والإمارات المتحدة ودول سنية أخرى في القمة العلنية بمشاركة نتنياهو.

4- الاعتراف الأميركي العملي بالبناء في كتل المستوطنات الكبيرة التي لم يرسم نتنياهو حدودها بشكل واضح، مقابل تجميد البناء في المستوطنات المعزولة في الجانب الشرقي من الجدار الفاصل. وتحدث نتنياهو عن التوصل إلى تفاهمات هادئة وغير رسمية حول الاعتراف بالبناء في الكتل وتجميد البناء خارجها.

5- الحصول على ضمانات من إدارة أوباما بصد خطوات معادية لإسرائيل في مؤسسات الأمم المتحدة، وفرض الفيتو على أي قرار يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني في مجلس الأمن.

مبادرة كيري
1- حدود دولية مفتوحة ومعترف بها بين إسرائيل ودولة فلسطينية متواصلة على أساس حدود 1967 مع تبادل للأراضي.

2- تحقيق رؤية قرار الأمم المتحدة 181 (خطة التقسيم) بإقامة دولتين لشعبين -واحدة يهودية والثانية عربية- تعترفان ببعضهما وتمنحان المساواة في الحقوق لمواطنيهما.

3- حل عادل ومتفق عليه وواقعي لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، يتفق مع حل الدولتين للشعبين، ولا يؤثر على الطابع الأساسي لإسرائيل.

4- حل متفق عليه للقدس كعاصمة للدولتين، ومعترف بها من قبل المجتمع الدولي، وضمان حرية الوصول إلى الأماكن المقدسة بناء على الوضع الراهن.

5- توفير الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، وضمان قدرتها على الدفاع عن نفسها بشكل ناجع، وضمان قدرة فلسطين على توفير الأمن لمواطنيها في دولة سيادية منزوعة السلاح.

6- إنهاء الصراع وإنهاء المطالب، وتطبيع العلاقات وضمان الأمن الإقليمي للجميع بما يتفق مع رؤية مبادرة السلام العربية.

وكتبت هآرتس أن نتنياهو تحفظ خلال القمة على مبادرة كيري وامتنع عن الرد بالإيجاب عليها، وقال إنه سيجد صعوبة في تجنيد الدعم لها داخل ائتلافه الحكومي.

وكان نتنياهو قد أكد -خلال اجتماع وزراء الليكود في الكنيست في فبراير/شباط 2017- أمر القمة السرية، وقال للوزراء إنه هو الذي بادر إلى عقدها قبل سنة في العقبة.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه في 31 يناير/كانون الثاني 2016، تحدث كيري مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس هاتفيا وأطلعه على محادثته مع نتنياهو في دافوس. وبعد موافقة نتنياهو على عقد القمة بدأ كيري التحضير لها، وقاد الخطوة مستشاره الشخصي فرانك ليفنشتاين.

وبعد محادثات سرية أجراها مع الإسرائيليين والأردنيين والمصريين، تم عقد القمة في 21 فبراير/شباط 2016 في العقبة، وتم الاتفاق على التكتم عليها وعدم قيام أي طرف بالنشر عنها.

ولم يشارك الرئيس عباس في القمة، لكنه -وفق هآرتس- كان يعرف عنها، وفي صباح 21 فبراير/شباط التقى بكيري في عمّان.

وأنهى كيري اجتماعه بعباس وسافر مع عدد من مستشاريه ومع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إلى العقبة، على متن مروحية عسكرية أردنية.

يشار إلى أن محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين متوقفة منذ أبريل/ نيسان 2014.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الإسرائيلية