بركان أغونغ.. الذعر المستوطن في بالي الإندونيسية

A view of Mount Agung volcano erupting from Culik village in Karangasem, Bali, Indonesia November 27, 2017. REUTERS/Johannes P. Christo

بركان يثور من حين لآخر من قمة جبل أغونغ الذي يعد واحدا من أكثر من 120 بركانا ناشطا على امتداد إندونيسيا الواقعة ضمن "حزام النار" في المحيط الهادي بجنوب شرق آسيا، حيث يؤدي تصادم الصفائح التكتونية (الطبقة الصخرية الصلبة التي تحيط بالكرة الأرضية) إلى هزات أرضية متكررة وأنشطة بركانية كثيفة.

الموقع
يقع بركان أغونغ على جبل أغونغ في جزيرة بالي السياحية شرقي إندونيسيا.

سوابق
يمثل بركان أغونغ رعبا مستوطنا في جزيرة بالي منذ فترة طويلة، وكانت المرة الأخيرة التي ثار فيها هذا البركان -الذي يبلغ ارتفاعه 3031 مترا- عام 1963 وبقي ثائرا لمدة عام تقريبا، أي حتى 1964، مخلفا نحو 1600 ضحية.

وعاد البركان للثوران من جديد في سبتمبر/أيلول 2017، حيث تم رفع مستوى التأهب للبركان إلى أعلى درجة يوم 22 سبتمبر/أيلول، مما دفع أكثر من 140 ألف شخص إلى الفرار من ديارهم والبحث عن ملاذ في مراكز إيواء مؤقتة خوفا من الثوران الوشيك.

وانخفض نشاط البركان أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2017، وعاد الكثيرون إلى منازلهم بعد خفض مستوى الإنذار، لكنه نشط من جديد يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث تصاعد الدخان من البركان بشكل كثيف، ووصلت سحب الدخان الرمادي الكثيفة إلى علو 3400 متر، وتلا ذلك تساقط رماد وحصى ورمال.

وردت السلطات برفع حالة التأهب إلى أعلى مستوياتها، وحثت كل القاطنين في المناطق -التي تبعد من البركان ما بين ثمانية وعشرة كيلومترات- على الرحيل فورا، بينما أعلن مسؤولون توسيع منطقة الاستبعاد إلى 85 كيلومترا.

وأشارت وكالة الحد من آثار الكوارث إلى تصاعد الرماد البركاني وسماع أصوات انفجارات ضعيفة بين الحين والآخر من مسافة 12 كيلومترا من قمة الجبل. كما شوهدت ألسنة لهب خلال الليل مما يشير إلى احتمال ثوران البركان في أي وقت.

ولاحقا أعلن مسؤولون توسيع منطقة الاستبعاد حول جبل أغونغ لتصبح 85 كيلومترا، وحثت السلطات السكان الذين يعيشون ضمن هذه المنطقة على مغادرتها.

وقال خبير البراكين الحكومي إنه تم رفع الإنذار الخاص بالبركان إلى أعلى مستوى، مضيفا "يمكن أن نشعر بهزات مستمرة". وقالت وكالة الحد من آثار الكوارث إنه تم إجلاء أربعين ألف شخص من مناطق قريبة من البركان، ولكن ما زالت هناك حاجة لإجلاء عشرات الآلاف الآخرين.

ويوجد 130 بركانا نشطا في إندونيسيا حيث تقع على حزام النار الذي يشهد هزات أرضية وثوران براكين باستمرار في المحيط الهادي.

تداعيات
ويؤدي ثوران البراكين في العادة إلى تأثيرات وتداعيات إنسانية واقتصادية بالغة السوء. ومع دورة الحياة الجديدة لبركان أغونغ تم إجلاء نحو مئتي ألف شخص بعد عدة هزات أرضية شهدتها المنطقة وتصاعد الدخان فوق الجزيرة.

كما عطلت السلطات حوالي ثلاثين رحلة طيران كانت متجهة إلى جزيرة بالي السياحية (جنوبي البلاد) بعد تجدد ثوران البركان، وارتفاع الرماد البركاني لمئات الأمتار باتجاه شرقي وجنوب شرقي الجزيرة، كما تغطت المنتجعات والقرى القريبة بطبقة رقيقة من الرماد.

وفي الوقت ذاته، أصدر مكتب القنصلية الماليزي في بالي تحذيرا لمواطنيه المقيمين في القرى القريبة من بركان أغونغ النشط بالتسجيل حتى يسهل على السلطات التواصل معهم.

ونقلت وكالة أنباء "برناما" عن السفير العام الماليزي لدى إندونيسيا زهرين محمد هاشم قوله إنهم بصدد تعزيز التواصل مع الطلبة الماليزيين بالجزيرة، وفي الوقت نفسه تنصحهم باتخاذ خطوات حذرة لتعزيز أمنهم الشخصي.

ويوجد 130 بركانا نشطا في إندونيسيا التي هي عرضة لـ الزلازل بسبب موقعها على خط جغرافي يعرف بـ "حزام النار" وهو قوس من البراكين وخطوط الصدع يطوق حوض المحيط الهادي، ويسبب هزات أرضية وثوران براكين باستمرار في المحيط الهادي.

المصدر : الجزيرة + وكالات