"زيتونة"و"أمل 2".. مبادرة نسائية لكسر حصار غزة

مبادرة نسائية للإبحار نحو قطاع غزة، تتكون من سفينتين "زيتونة" و"أمل 2″، تدخل ضمن أسطول الحرية الرابع، وتستهدف كسر الحصار الإسرائيلي المتواصل عن غزة، وتسليط الضوء على الأوضاع المأساوية، التي يعيشها الشعب الفلسطيني جراء هذا الحصار.

الانطلاق
اختار أصحاب المبادرة اسم "زيتونة" نسبة إلى رمز شجرة الزيتون التي تعد شجرة الحياة للمزارعين الفلسطينيين، و"أمل" نسبة لما تحمله السفينة من أمل إلى سكان غزة.

انطلقت سفينتا "زيتونة" و"أمل 2″ في رحلتهما البحرية إلى قطاع غزة من ميناء برشلونة الإسبانية، ثم ميناء أجاكسيو بجزيرة فرنسية، ثم جزيرة صقلية جنوبي إيطاليا.

وأبحرت "زيتونة" يوم 27 سبتمبر/أيلول 2016 من ميسينا في جزيرة صقلية باتجاه شواطئ غزة، بينما أعلن تحالف أسطول الحرية أن "أمل2" عوضت السفينة "أمل" التي أصابها خلل حال دون مرافقتها سفينة "زيتونة" في الرحلة من ميناء برشلونة.

المشاركات
تضم قافلة النساء عشر مؤسسات تضامنية دولية، وأكثر من ثلاثين ناشطة من جنسيات مختلفة (عشرين دولة) منها التركية والكندية والإسبانية والأميركية والنرويجية والأسترالية والإيطالية والجنوب أفريقية، إضافة إلى جنسيات أخرى أجنبية وعربية جاءت لدعم الشعب الفلسطيني المحاصر منذ أكثر من عشر سنوات.

فمن الوطن العربي شاركت الإعلامية في قناة الجزيرة خديجة بن قنة، والناشطة علا عابد من الأردن، والناشطة البرلمانية لطيفة الحباشي من تونس، وعضو البرلمان الجزائري سميرة ضوايفية وغيرهن.

أما من الدول الغربية فقد شاركت في قافلة النساء مجموعة من الناشطات من بينهن المغنية السويدية إلين هانسون، والناشطة الكندية ويندي غولدثميث، والكاتبة المسرحية الأميركية، نعومي ولاس، والممثلة والمخرجة الأميركية ليسا غاي هاميلتون، والبرلمانية النيوزيلندية الإسرائيلية المقيمة في إسبانيا، زوهار تشامبرلاين.

التصريحات
قالت السويدية هانسون إن الإعلام الغربي لا يعطي اهتماما كبيرا للمرأة الفلسطينية ونقل معاناتها إلى الرأي العام، وإن حضورها ضمن الأسطول يأتي دعما للمرأة الفلسطينية ومن أجل إسماع صوتها للعالم.

 الناشطة الأميركية هاميلتون التي انضمت إلى القافلة في جزيرة كورسيكا، أكدت أن حصار إسرائيل لقطاع غزة لا يوافق القوانين الدولية ويجب إنهاؤه، وشبهت القطاع بالسجن الكبير.

كما انتقدت دعم بلادها لإسرائيل ودعت إلى تحدي الحصار البحري على غزة.

وتحدثت الناشطة الكندية غولدثميث عن الأسباب التي دفعتها إلى المشاركة في أسطول الحرية الرابع، وقالت إن شعارها في هذه الرحلة "غزة يجب أن تكون حرة".

وبدوره، رحب رئيس بلدية ميسينا ريناتو أكورينتي بسفن كسر الحصار على غزة وأشاد بتضحيات الناشطات اللاتي يجازفن بحياتهن من أجل إيصال المساعدات إلى أهالي غزة المحاصرين منذ سنوات، وشدد أيضا على ضرورة متابعة المسير باتجاه القطاع، وتكثيف مثل هذه الحملات إلى أن ينال أهل القطاع حريتهم الكاملة، ويتخلصوا من معاناتهم المستمرة.  

غزة المحاصرة
وتقول الأمم المتحدة إن 80% من سكان غزة يعتمدون في معيشتهم على المعونات، مشيرة إلى أن نحو 43% من إجمالي السكان الذين يقدر عددهم بنحو مليوني نسمة يعانون البطالة.

وقبل زيتونة وأمل، حاولت سفن عدة من مختلف الدول العربية والغربية كسر الحصار عن قطاع غزة، بعضها نجح في الوصول محملا بمساعدات وبروح تضامنية مع سكان القطاع، وبعضها الآخر اعترضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي.undefined

وظل قطاع غزة عرضة للتضييق الأمني والحصار الاقتصادي منذ خضع للاحتلال الإسرائيلي إثر حرب 1967 بين إسرائيل ومصر وسوريا، ولكن أشد فترات حصاره قسوة وأفظعها أثرا هي تلك التي بدأت في النصف الأول من عام 2006.

وفرضت إسرائيل حصارا على سكان القطاع منذ نجاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية في يناير/كانون الثاني 2006، وشدّدته في منتصف يونيو/حزيران 2007.

وقد أدى فرض الحصار الشامل على غزة إلى تدهور كبير في مستويات المعيشة وخدمات الصحة والتعليم والوقود والكهرباء التي تنقطع بشكل متكرر عن 70% من بيوت ومنشآت غزة، وفاقم سوءَ الأوضاع ما تعرض له القطاع من عدوان عسكري مدمر للإنسان والعمران في أعوام 2006 و2008 و2012 و2014.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + وكالات