20 يونيو.. اليوم العالمي للاجئين

An Iraqi girl, who fled from Falluja because of Islamic State violence, is seen at a refugee camp in Ameriyat Falluja, south of Falluja, Iraq, June 8, 2016. REUTERS/Thaier Al-Sudani
طفلة عراقية فرت من الحرب الدائرة في مدينة الفلوجة العراقية عام 2016 (رويترز)
اليوم العالمي للاجئين مناسبة يحتفي بها العالم في العشرين من يونيو/حزيران من كل عام، وتخصص للتعريف بقضية اللاجئين، وتسلط الضوء على معاناتهم واحتياجاتهم، وتبحث سبل الدعم والمساعدة في ظل تزايد الأزمات وأعداد اللاجئين.
 

طوال سنوات عديدة ظلت دول ومناطق مختلفة في العالم تقيم احتفالات خاصة باليوم العالمي للاجئين، أبرزها في أفريقيا حيث تحتفل عدة دول في القارة السمراء بيوم اللاجئ الأفريقي في العشرين من يونيو/حزيران من كل عام.

أفريقيا ملهمة
وتعبيرا عن التضامن مع أفريقيا التي تستضيف أغلبية اللاجئين، والتي أظهرت كرماً كبيراً تجاههم تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في الرابع من ديسمبر/كانون الأول 2000 القرار رقم 55/76، وأشارت فيه إلى أن عام 2001 يصادف الذكرى السنوية الخمسين لاتفاقية عام 1951 المتعلقة بمركز اللاجئين.

ووافقت منظمة الوحدة الأفريقية في ذلك الوقت (الاتحاد الأفريقي لاحقا) على إمكان تزامن اليوم العالمي للاجئين مع يوم اللاجئين الأفريقي الموافق العشرين من يونيو/حزيران؛ ومن ثم قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن يتم الاحتفال باليوم العالمي للاجئين في العشرين من يونيو/حزيران من كل عام ابتداءً من عام 2001.

اللاجئ
يعرف اللاجئ بأنه الشخص الذي يطلب اللجوء والإقامة من بلد آخر غير موطنه لأسباب كثيرة، منها الحرب، والفقر، والإرهاب.

واللجوء يمكن أن يكون سياسيا بسبب الاضطهاد السياسي من النظام الحاكم، ويمكن أن يكون دينيا بسبب الاضطهاد القائم على أسباب دينية في بلده الأم، ويمكن أن يكون لجوءا إنسانيا بسبب الحروب أو النزاعات الإثنية أو العرقية، وينتهي في الأغلب بانتهاء الأزمات في الوطن الأم.

ويتم الخلط عادة بين مصطلح "اللاجئين" و"النازحين"؛ فمصطلح اللاجئين ينصرف إلى الذين هجروا بلدهم إلى بلد آخر، أما المقصود "بالنازحين" فهؤلاء هم الذين انتقلوا داخليا في بلدهم من منطقة لأخرى، وثمة فرق بين المصطلحين.

أرقام
تحت عنوان "عالم في حرب" أصدرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة تقريرها السنوي حول عدد النازحين واللاجئين عام 2014، وتضمن أرقاما وحقائق تؤكد أن الدول العربية والإسلامية أصبحت المصدر الأول للمهاجرين حول العالم بسبب الحروب والنزاعات القديمة منها والجديدة والمتجددة.

وقالت المفوضية إن حجم المأساة تزايد بشكل مذهل؛ فعدد الأشخاص الذين أرغموا على الفرار بلغ 59.5 مليون نازح ولاجئ في نهاية 2014، مقارنة مع 51.2 مليونا عام 2013.

وذكرت المفوضية أن عدد اللاجئين قبل عشر سنوات كان 37.5 مليونا، والزيادة في أعدادهم منذ عام 2013 هي الأعلى التي تحدث في سنة واحدة، وفي 2014 أصبح 42.500 ألف شخص يوميا لاجئين أو نازحين أو طالبي لجوء، وسجل هذا الارتفاع في عد اللاجئين منذ 2011 مع اندلاع الأزمة السورية التي تسببت في أكبر عملية تهجير ونزوح للسكان في العالم.

وحسب تقرير المفوضية بات هناك شخص واحد على مستوى العالم بين كل 122 شخصا إما لاجئا أو نازحا داخليا أو طالب لجوء.


بؤر

وأحصت المفوضية العليا للاجئين اندلاع أو معاودة 14 نزاعا حول العالم فاقمت أزمة اللجوء واللاجئن، ونشبت تلك النزاعات في سوريا والعراق واليمن وليبيا ومالي وجنوب السودان وشمال نيجيريا وساحل العاج وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وبوروندي وأوكرانيا، وقرغيزستان وبورما وباكستان.

والبلدان الثلاث التي تضررت شعوبها أكثر من سواها هي سوريا (7.6 ملايين نازح و3.88 ملايين لاجئ حتى أواخر عام 2014)، وأفغانستان 2.59 مليون نازح ولاجئ، والصومال 1.1 مليون في الإجمالي.

وفي 2014 تمكن نحو 127 ألف لاجئ فقط من العودة إلى مناطقهم، وهو أدنى عدد خلال 31 عاما -حسب المفوضية- وأكد التقرير أن الأطفال يشكلون أكثر من نصف اللاجئين، ومعظمهم أطفال تحت سن الـ18 عاما، وتزداد أعداد اللاجئين بسبب الأزمة السورية، ووصل نحو 90% من اللاجئين إلى بلدان لا تعد متطورة اقتصاديا.

تاريخ
يرتبط تدفق اللاجئين بالحروب والدمار وعدم الاستقرار، وقد جاء إنشاء المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون للاجئين في أعقاب الحرب العالمية الثانية بهدف مساعدة الأوروبيين النازحين نتيجة لذلك الصراع، وتأسس مكتب مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في 14 ديسمبر/كانون الأول 1950 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وبحلول عام 1956 واجهت المفوضية أولى حالات الطوارئ الرئيسية، وتدفق اللاجئين عندما سحقت القوات السوفياتية الثورة المجرية. وفي ستينيات القرن العشرين، أنتج إنهاء الاستعمار في أفريقيا أولى الأزمات العديدة للاجئين في القارة التي تحتاج إلى تدخل المفوضية.

وعلى مدى العقدين التاليين، كان على المفوضية تقديم المساعدة في أزمات نزوح في آسيا وأميركا اللاتينية، ومع نهاية القرن العشرين نشأت مشاكل جديدة للاجئين في أفريقيا وظهرت موجات جديدة من اللاجئين في أوروبا نتيجة سلسلة من الحروب في منطقة البلقان.

وشهدت بداية القرن الـ21 بزوغ الأزمات الكبرى في لأفريقيا، مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال، ومشكلة اللاجئين الأفغان في آسيا امتدت ثلاثين عاماً. ووسعت المفوضية بشكل أقل دورها في مساعدة الأشخاص "عديمي الجنسية"، وهي مجموعة تم تجاهلها ويقدر عددها بالملايين، وهي مهددة بخطر الحرمان من الحقوق الأساسية لأنها لا تملك صفة المواطنة. 

معاناة 
وإذا كان عدد اللاجئين يمكن إحصاؤه فإن حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشونها تفوق الوصف، فثمة عائلات مفككة وطفولة مشردة وحياة يطاردها الموت في كل تفاصيلها. وبحسب المنظمة العالمية للهجرة فإن نحو 1770 شخصا قتلوا أو فقدوا أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط انطلاقا من شمال أفريقيا أو الشرق الأوسط، وينحدر هؤلاء بشكل رئيسي من أفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط، خاصة سوريا والعراق.

المصدر : الجزيرة