تركيا وروسيا.. علاقات وثيقة تتخللها أزمات عابرة

Russian President Vladimir Putin shakes hands with Turkish President Tayyip Erdogan during a news conference following their meeting in St. Petersburg, Russia, August 9, 2016. REUTERS/Sergei Karpukhin TPX IMAGES OF THE DAY
شهدت العلاقات بين البلدين تطورا إيجابيا ملحوظا عبر الزيارات المتبادلة بين بوتين (يمين) وأردوغان (رويترز)

وقد دخلت العلاقات بين البلدين -التي بدأت تطوّرها اعتبارا من عام 2000- مرحلة جديدة منذ وصول الرئيس فلاديمير بوتين إلى السلطة في روسيا، وزاد زخم العلاقات مع وصول حزب "العدالة والتنمية" للحكم في تركياعام 2002.

وشهدت تطورا إيجابيا ملحوظا عبر الزيارات المتبادلة بين رئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وساهمت تلك الزيارات في رفع مستوى التبادل الاقتصادي والتجاري والمشاريع المشتركة، فضلا عن تعزيز التعاون في شتى المجالات وإلغاء تأشيرات الدخول.

وقفز حجم التبادل التجاري بين الجانبين من 4.5 مليار دولار عام 2016 إلى حوالي 25 مليار دولار حاليا.

إلا أن العلاقات التركية الروسية تعرضت للتوتر عقب التدخل العسكري الروسي في جورجيا عام 2008 والأحداث في أوكرانيا وضمّها لشبه جزيرة القرم عام 2014.

وانتقدت تركيا التدخل العسكري لروسيا واستيلائها على القرم، لكنها لم تمتثل لقرار العقوبات على موسكو، كما فعلت بقية دول حلف شمال الأطلسي (ناتو).

كما شكلت الثورة السورية أيضا ساحة توتر سياسي بين أنقرة وموسكو وخاصة عقب إسقاط المقاتلة الحربية الروسية.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015 شهدت العلاقات توترا كبيرا على خلفية إسقاط الجيش التركي مقاتلة حربية روسية انتهكت الأجواء التركية عند الحدود مع سوريا.

وبعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا أواسط 2016، اكتسبت العلاقات بين الجانبين زخما كبيرا، عبر الزيارات الرسمية المتبادلة بين مسؤولي البلدين، لتذيب "جبل الجليد" الذي شهدته العلاقة بين الجانبين.

وفيما يلي أهم التطورات في العلاقات التركية الروسية خلال الفترة من 2000 إلى 2016.

2000
-انتهاء الحرب الشيشانية الثانية.

-انتخاب فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا.

-بلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا وروسيا 4.5 مليار دولار.

2002
-فوز حزب العدالة والتنمية التركي بالانتخابات.

2003
-البدء بشحن الغاز الطبيعي من روسيا إلى تركيا في إطار مشروع السيل الأزرق (أنبوب كبير لنقل الغاز الروسي إلى تركيا عبر البحر الأسود).

2004
-أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة رسمية إلى تركيا هي الأولى على المستوى الرئاسي الروسي منذ الحرب الباردة.

2005
-أجرى رئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان، في ديسمبر/كانون الأول 2005 زيارة إلى روسيا والتقى بوتين بعد شهر واحد من زيارة الأخير لتركيا.

وأسفر اللقاء عن وضع أول خطة لرفع حكم التبادل التجاري بين البلدين، وتغيير بوتين موقفه من خطة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، وأعلن دعمه لها، وقال إن العزلة الاقتصادية المفروضة على جمهورية شمال قبرص التركية غير عادلة.

أجرى أردوغان زيارتين إلى روسيا خلال العام، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 15 مليار دولار.

2007
-أجرى بوتين زيارة إلى مدينة إسطنبول للمشاركة في اجتماع منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود التي كانت تركيا وقتها رئيستها الدورية، والتقى على هامشها كلا من أردوغان والرئيس التركي آنذاك أحمد نجدت سيزار.

-بلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا وروسيا 28 مليار دولار.

2008
-قفز حجم التبادل التجاري بين البلدين ليصل إلى 37 مليار دولار.

-تدخلت روسيا عسكريا في أوسيتيا الجنوبية التابعة لجورجيا، الأمر الذي أدى إلى توتر في العلاقات السياسية التركية الروسية دون أن تؤثر في الاقتصاد.

-أجرى أردوغان زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو في أغسطس/آب، والتقى على هامشها الرئيس الروسي آنذاك دميتري ميدفيديف، وبحث معه أزمة أوسيتيا الجنوبية إلى جانب العلاقات الثنائية.

2009
-أردوغان يجري زيارتين إلى روسيا، الأولى في مايو/أيار إلى سوتشي، والثانية في ديسمبر/كانون الأول إلى موسكو.

2010
-زار أردوغان روسيا في يناير/كانون الثاني، والتقى رئيس الوزراء آنذاك فلاديمير بوتين ونظيره فلاديمير ميدفيديف.

-الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يزور تركيا في مايو/أيار ويشارك في الاجتماع الأول لمجلس التعاون رفيع المستوى، الذي تمخض عن توقيع اتفاقية إنشاء محطة أق قويو النووية في ولاية مرسين جنوبي تركيا.

-انعقد الاجتماع سنويا بشكل منتظم بمشاركة زعيمي البلدين حتى أزمة إسقاط المقاتلة الروسية.

2011
-رفع التأشيرة بشكل متبادل عن مواطني البلدين.

2012
-مع تطور الأزمة السورية أجبرت السلطات التركية طائرة ركاب روسية متجهة إلى دمشق على الهبوط في العاصمة أنقرة، وصادرت أجهزة اتصال عسكرية للاشتباه بأنها كانت ستُسلم للنظام السوري، ثم سمحت للطائرة بمواصلة رحلتها.

-لم يؤثر هذا التطور في العلاقات الثنائية وانعقد الاجتماع الثالث لمجلس التعاون رفيع المستوى في ديسمبر/كانون الأول.

2013
-التقى أردوغان بوتين في روسيا سبتمبر/أيلول، على هامش قمة مجموعة العشرين، ومرة ثانية في نوفمبر/تشرين الثاني خلال اجتماع مجلس التعاون رفيع المستوى.

2014
-نشبت الأزمة الأوكرانية، وأدانت تركيا ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، واضطهادها تتار القرم، غير أنها لم تشارك مع حلف شمال الأطلسي في العقوبات التي فرضها على روسيا.

-زار بوتين أنقرة للمشاركة في الاجتماع الخامس لمجلس التعاون رفيع المستوى، رغم الخلاف في وجهات نظر البلدين بشأن الأزمتين السورية والأوكرانية.

وأعلن بوتين إلغاء مشروع السيل الجنوبي لنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا، ردا على العقوبات الأوروبية، واستبداله بمشروع السيل التركي، الذي يهدف إلى نقل الغاز الروسي عبر البحر إلى تركيا ومنها إلى أوروبا.

2015
-تراجع حجم التجارة البينية إلى 23.3 مليار دولار بتأثير انخفاض أسعار النفط وركود الاقتصاد الروسي.

-زار أردوغان موسكو في سبتمبر/أيلول واجتمع بنظيره بوتين، حيث تناول معه قضايا الطاقة والأزمة السورية.

-بدأ التدخل العسكري الروسي في الأزمة السورية عقب فترة قصيرة من اللقاء المذكور.

-استمرت العلاقات الوثيقة بين البلدين رغم أن التوتر كان يشوبها من حين لآخر، وعقب التدخل العسكري الروسي في سوريا اتخذت العلاقات منحى جديدا، مع انتهاك المقاتلات الروسية خلال قصفها سوريا الأجواء التركية.

وحذرت تركيا على لسان أردوغان ورئيس الحكومة آنذاك أحمد داود أوغلو روسيا بشدة، ومع ذلك عقد الرئيسان التركي والروسي اجتماعا في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 على هامش قمة العشرين في أنطاليا.

-بعد 10 أيام من الاجتماع أسقطت تركيا مقاتلة روسية في 24 نوفمبر/تشرين الثاني لانتهاكها المجال الجوي التركي، وأعقب الحادثة فرض روسيا عقوبات اقتصادية على تركيا.

2016
-فرضت روسيا على الأتراك تأشيرة دخول لأراضيها اعتبارا من يناير/كانون الثاني. 

-تراجع حجم التجارة البينية، وتقلصت الصادرات التركية إلى روسيا بنسبة 60.5% لتقف عند 737 مليون دولار.

-بلغ حجم التجارة في الفترة بين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول 12 مليار دولار.

-انتهت الأزمة بين البلدين مع رسالة بعثها أردوغان إلى بوتين، أعرب فيها عن أسفه لحادثة المقاتلة الروسية، وقدم تعازيه لمصرع الطيار، وعقب الرسالة اتصل بوتين بأردوغان، واتفق الزعيمان على تطبيع العلاقات.

-بوتين يعلن أنه كلف الحكومة الروسية بتطبيع العلاقات مع تركيا، وتم رفع الحظر على سفر المواطنين الروس إليها.

ولاحقا اكتسبت العلاقات زخما بين البلدين في الأشهر الأربعة من عام 2016:
-1 يوليو/تموز: وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف في سوتشي.

-17يوليو/تموز: بوتين يتصل بأردوغان للإعراب عن دعمه له ضد محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت منتصف الشهر.

-9 أغسطس/آب: الرئيس التركي يزور روسيا، حيث جرى اللقاء المباشر وهو الأول من نوعه بين أردوغان وبوتين عقب أزمة إسقاط المقاتلة الروسية.

-3 سبتمبر/ أيلول: أردوغان يلتقي بوتين خلال اجتماعات قمة العشرين في مدينة هانجتشو الصينية، وتناولا التعاون في مجال الطاقة والوضع في سوريا.

-15 سبتمبر/أيلول: رئيس هيئة الأركان الروسية، فاليري غيراسيموف، يزور أنقرة.

-10 أكتوبر/تشرين الأول: بوتين يزور تركيا للمشاركة في قمة الطاقة العالمية الـ23.

-1 و2 نوفمبر/تشرين الثاني: رئيس الأركان التركي خلوصي أكار ومستشار الاستخبارات هاكان فيدان يزوران روسيا ويبحثان مع نظيريهما التطورات في مدينة حلب السورية، والتعاون من أجل إيجاد حل للأزمة في هذا البلد، ومكافحة تنظيم الدولة.

-23 نوفمبر/تشرين الثاني: إنشاء مجموعة الصداقة التركية-الروسية في البرلمان التركي بالعاصمة أنقرة.

-25- 30 نوفمبر/تشرين الثاني: 3 اتصالات هاتفية بين أردوغان وبوتين.

-1 ديسمبر/كانون الأول: وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف في مدينة أنطاليا التركية.

-19 ديسمبر/كانون الأول: قتل السفير الروسي في تركيا أندريه كارلوف إثر هجوم مسلح داخل معرض فني في أنقرة، بينما قتلت الشرطة التركية المهاجم الذي أعلن أنه نفذ العملية انتقاما لمدينة حلب السورية.

وأظهرت لقطات مصورة منفذ الهجوم وهو يطلق النار على كارلوف بينما كان يلقي كلمة في معرض فني بعنوان "روسيا في عيون الأتراك". وسقط السفير على الأرض ونقل بعد ذلك في حالة حرجة إلى مستشفى في أنقرة، ليعلن وفاته لاحقا.

ومنفذ الهجوم هو "مولود مرت ألطن طاش" من مواليد ولاية أيدن غربي البلاد، ويعمل في قوات مكافحة الشغب بأنقرة.

المصدر : وكالة الأناضول