صواريخ السهم "آرو-3" منظومة طورتها إسرائيل بدعم أميركي

منظومة "آرو-3" الدفاعية مزودة برأس حربية قابلة للانفصال والاصطدام بالهدف (رويترز)

منظومة السهم "آرو-3" الدفاعية الإسرائيلية، مصممة لاعتراض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي للأرض، ومطورة بدعم من الولايات المتحدة من خلال شركة "بوينغ"، ما يتطلب موافقة واشنطن على بيعها وتصديرها لدول أخرى.

وتبحث الأطراف المعنية تصدير هذه المنظومة الدفاعية إلى ألمانيا بحلول نهاية 2025، وعقد حفل توقيع لـ"اتفاقية التزام" بين إسرائيل وألمانيا، في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

ما منظومة "آرو-3″؟

منظومة "آرو-3" هي منظومة دفاعية مصممة للدفاع الصاروخي بعيد المدى، واعتراض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي للأرض.

وتتكون من مجموعة من الأنظمة الاعتراضية وأخرى فرعية معيارية، مصممة لتوفير دفاع متعدد المستويات عالي الفعالية ضد تهديد الصواريخ البالستية.

وتعدّ المنظومة الطراز الأعلى من منظومات الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، الممتدة من القبة الحديدية التي تعترض الصواريخ قصيرة المدى.

وتدمر منظومة "آرو-3" أي رؤوس حربية غير تقليدية على ارتفاع آمن، وطورت هذه المنظومة شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، بالتعاون مع شركة "بوينغ" الأميركية لصناعة الطائرات.

بدأ استخدام منظومة "آرو- 3" في 2017 في القواعد الجوية الإسرائيلية، لتحمي الأصول الإستراتيجية الرئيسة، وتعمل نظاما دفاعيا وطنيا، ومن وظائف نظام أسلحتها المراقبة والكشف والتتبع والتمييز والاشتباك والقتل وتقييم الصواريخ الباليستية الواردة.

وفي 2019، وقّعت إسرائيل والولايات المتحدة اتفاقية إنتاج مشترك لنظام "آرو-3″، وفي سبتمبر/أيلول من السنة نفسها، بدأتا "الإنتاج الكامل" للنظام.

وفي قانون تفويض الدفاع الوطني المالي لعام 2021، خصص الكونغرس 77 مليون دولار لشراء منظومة "آرو-3″، والتنمية والإنتاج المشترك.

ويقال إن المنظومة الدفاعية قوية بما يكفي لتوفير غطاء وقائي لدول الاتحاد الأوروبي المجاورة لألمانيا.

مميزات منظومة "آرو-3"

يتفاعل نظام "آرو-3" مع سلاح "آرو"، الذي يتضمن قاذفة ورادارا أرضيا ونظاما لإدارة المعارك، وتتميز منظومة "آرو-3" بمعزز يعمل بالوقود الصلب على مرحلتين، مع مركبة قتل حركية منفصلة.

اختبرت إسرائيل منظومة "آرو-3" لأول مرة في 25 فبراير/شباط 2013، ونجحت في الطيران على "مسار خارج الغلاف الجوي عبر الفضاء"، ونجحت في الاختبار الثاني الذي أجرته بتاريخ 3 يناير/كانون الثاني 2014.

وتتضمن المنظومة الدفاعية رادارا للتحكم في الإطلاق (FCR)، وذكرت الشركة المطورة أن الرادارات في المنظومة تستند إلى عقود من الخبرة في مجال الإنذار المبكر، والسيطرة على الإطلاق.

وصممت المنظومة لتكون فعالة بأسعار معقولة، مع الحفاظ على تقديم أفضل أداء، وضم أجهزة استشعار مشتركة لجميع أنواع المعترضات، وأجهزة مكافحة للتشويش والانقطاع، مع القدرة على تتبع التهديدات والاشتباك معها.

وتسمح المنظومة بالتسجيل الكامل للعمليات وإعادة تشغيله لاستخلاص أبرز المعلومات بعد إنهاء المهام، بالإضافة إلى قابلية التشغيل المتبادل مع نطاقات رادار متعددة.

آلية عمل المنظومة الدفاعية

منظومة "آرو-3" الدفاعية مزودة برأس حربية قابلة للانفصال، والاصطدام بالهدف، وإعاقته خارج الخلاف الجوي للأرض.

يركب صاروخ أصغر من "آرو-2"  في أنبوب إطلاق عمودي مقاسه 21 بوصة، ويصل نطاق طيرانه إلى 2400 كلم، وتستخدم معززات "آرو-3" ومركبة القتل التحكم في ناقلات الدفع للمناورة.

ويشتمل المعترض على توهج قابل للنشر، ما يحقق المزيد من الاستقرار الديناميكي الهوائي، إضافة إلى إمكانية الإدارة الآلية أو اليدوية الكاملة للعمليات.

وتستخدم دفاعات تحويل أصغر من التي في مركبات القتل الأخرى لتصحيح المسار، وتتميز "آرو-3" بمحرك دفع خلفي واحد يدور لتوفير سلطة التحكم الجانبية، إضافة إلى باحث كهروضوئي ذي محورين، ويشير نحو الهدف عندما تغير المركبة اتجاهها.

ويقع مركز التحكم في القاذفات في موقع الإطلاق، وله القدرة على تشخيص الصواريخ المعترضة وصيانتها، كما يمتاز بآليات أمان متعددة ومستقلة، لمنع الإطلاقات غير المقصودة.

الأطراف المعنية تبحث تصدير منظومة "آرو" إلى ألمانيا بحلول نهاية 2025 ويبدأ عملها في 2030 (رويترز)

وتكون الاعتراضات من منصة الإطلاق واسعة التغطية ومتعددة الاتجاهات، ومهيئة لدعم صواريخ "آرو-3″  و"آرو-2".

ثم يستخدم النظام الصاروخي تقنية الضرب للقتل لتدمير الصواريخ القادمة، فيطلق الصاروخ عموديا، ومن ثم يغير اتجاهه نحو نقطة الاعتراض المقدرة، وتطلق مركبة القتل بمجرد تحديد الرأس الحربية المعادية وقرب الهدف بدرجة كافية.

 

بيع منظومة "آرو-3" لألمانيا

في يونيو/حزيران 2023، أعلنت ألمانيا أن روسيا هي أكبر تهديد أمني لها في أول إستراتيجية للأمن القومي في برلين، وكان ذلك أثناء الحرب الروسية على أوكرانيا (اندلعت في 24 فبراير/شباط 2022).

وكانت الحرب قد كشفت عن نقص في أنظمة دفاع بعض الدول الغربية، خاصة أنظمة الدفاع الأرضية لمواجهة الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة.

 

آلت هذه الظروف إلى موافقة الولايات المتحدة على بيع منظومة "آرو-3" الدفاعية لألمانيا، وأعلنت إسرائيل أن قيمة الصفقة ستبلغ 3.5 مليار دولار، ما يعني أنها أكبر صفقة لصادرات دفاعية إسرائيلية على الإطلاق.

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، إن الخطوة التالية في هذه الصفقة هي حفل توقيع "خطاب التزام"، أطرافه كبار مسؤولي الدفاع بين البلدين.

وأشار راديو الجيش الإسرائيلي إلى أن حفل توقيع هذا الخطاب مع ألمانيا، من المتوقع أن يكون في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

ونصّت الوثيقة على أن من شأن منظومة "آرو-3" الدفاعية "الإسهام في حماية ألمانيا، والشعب الألماني، والبنى التحتية والحيوية، من الصواريخ الباليستية".

ويبدأ الالتزام الأولي من برلين بدفعة أولية قدرها 600 مليون دولار لبدء المشروع، وسيتم الاتفاق على باقي الخطوات بعد توقيع خطاب الالتزام.

وورد في بيان وزارة الدفاع الإسرائيلية أن العقد الكامل سيوقع بحلول نهاية 2023، بعد الحصول على موافقة المشرّعين من البرلمانيين.

وسيتم تسليم منظومة "آرو-3" الدفاعية لألمانيا حسب الخطة في نهاية 2025، على أن يبدأ تشغيلها بحلول 2030.

ومن المتوقع أن تدفع هذه الصفقة الصادرات الإسرائيلية إلى مستوى قياسي جديد، بعد أن بلغ إجمالي الصادرات العام الماضي 12.5 مليار دولار، وفق ما أعلنته وزارة الدفاع الإسرائيلية.

وقال رئيس منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية موشيه باتيل، إن "هذه خطوة أولى مهمة ستعقبها خطوة أخرى مهمة، بعد أن تبدأ منظومة "آرو-3″ عملها في ألمانيا في 2030".

وأضاف أن الاتفاق مع ألمانيا قد يزيد قيمة الصفقة إلى 4 مليارات دولار، لأن "دولا أخرى" أعربت عن اهتمامها بالمنظومة الدفاعية، ورفض ذكر أسماء الدول.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية