تايوان.. بؤرة التوتر بين الصين ومحيطها

تعرف تايوان نفسها بـ "جمهورية الصين (تايوان)" بينما تعدها جمهورية الصين الشعبية جزءا من أراضيها وتسميها "تايوان الصينية" كما تعتبرها بعض دول الغرب مُمثِّلا عن الصين التاريخية حتى عام 1971 حين اعتُرِف بالجمهورية الشعبية مُمثِّلا للصين.

وتصر بكين على سياسة "صين واحدة" أي أن في العالم صينا واحدة فقط، وتعارض الحكومة بحزم أي حديث أو عمل يهدف إلى الاعتراف بتايوان كيانا مستقلا عنها، وتعتبر أن "مسألة تايوان تتجسد أولا في العلاقات بين حكومة جمهورية الصين الشعبية -الشرعية الوحيدة التي تمثل شعب الصين كله وعاصمتها بكين- وبين سلطات تايوان، ويتعين أن يحلها الصينيون على ضفتي مضيق تايوان بأنفسهم".

ولتايوان درجة من درجات التمثيل غير الرسمي في معظم الدول الغربية واللاتينية، بالإضافة إلى الهند واليابان وأستراليا ودول أخرى.

الاسم

تسمي تايوان نفسها "جمهورية الصين (تايوان)" وتقول إنها كانت تدعى قديما ييتشو وليوتشيو.

الاسم المختصر

تايوان

العاصمة

مدينة تايبيه (لا تعترف بها الصين)

اللغة

اللغة الرسمية هي (الماندرين) الصينية، بالإضافة للهولو (التايوانية)، الهاكا، اللغات الأسترونيزية.

العملة

الدولار التايواني الجديد (TWD)

الموقع

تايوان عبارة عن مجموعة جزر تقع شرق القارة الآسيوية وتوجد بالجزء الشرقي من بحر الصين، مطلة من الشرق على المحيط الهادي، ويفصلها مضيق تايوان غربا عن مقاطعة فوجيان الصينية حيث تبعد عنها مسافة 140كيلومترا.

وتضم أرخبيلا يزيد على 80 جزيرة، أكبرها جزيرة تايوان التي تسمت بها مجموعة الجزر من باب تسمية الكل بالجزء.

المساحة

تبلغ مساحة تايوان قرابة 36 ألف كيلومتر مربع.

النظام السياسي

تقول تايوان إن نظامها "جمهوري يعتمد الديمقراطية مع تعدد الأحزاب" وينتخب رئيس الجمهورية ونائبه كل 4 سنوات لفترتين اثنتين فقط.

وفي الانتخابات التشريعية في تايوان، يدلي كل ناخب بصوت واحد لدائرته وصوت آخر لمقاعد الأحزاب.

يتكون "برلمان تايوان" من 113 مقعدا كل 4 سنوات، ومن أبرز الأحزاب السياسية الحزب الديمقراطي التقدمي (DPP) والحزب الوطني.

الجغرافيا

المناخ

بسبب موقعها الواقع في مسار تيارات الساحل الشرقي الدافئة لقارة آسيا، يعد مناخ تايوان بين الاستوائي إلى المعتدل، ويشهد هطولا غزيرا للأمطار.

الطبيعة

يعد جبل يوشان في تايوان أعلى قمة شرق آسيا، وتعد 20% من مساحة الأراضي محمية لحماية النظم البيئية.

أشهر هذه المحميات حديقة تاركو الوطنية، وتضاف إلى 9 حدائق وطنية أخرى و22 محمية طبيعية لحماية النظم البيئية الخاصة، مع 6 محميات للغابات، و20 محمية للحيوانات البرية.

تتميز هذه الجزيرة بالجبال البركانية والأراضي المرتفعة المسطحة والسهول الساحلية والأحواض، ووجود ينابيع بحرية ساخنة، بالإضافة لكون أرضها خصبة تستوعب زراعة مختلف الأنواع من الفواكه والخضار.

السكان

عدد سكان تايوان 23.5 مليون نسمة حسب إحصائيات عام 2021.

التوزيع العرقي

يشكل شعب الهان (الهولو والهاكا وغيرها من المجموعات التي نشأت بالصين) نحو 95% من التركيبة السكانية، بينما 2.4% من أصل ملايو-بولينيزي، و2.6% مهاجرون جدد قادمون من الصين وجنوب شرق آسيا.

وهناك 16 قبيلة أصلية معترف بها رسميا من قبل السلطات في تايوان، بالإضافة إلى 541 ألف مهاجر من الصين وجنوب شرق آسيا.

الديانة

وتغلب الديانة البوذية والتاوية على نحو 93% من السكان، وتعترف تايوان أيضا بالمعتقدات الشعبية الصينية، والمسيحية والإسلام.

التاريخ

ظهرت هذه الجزيرة لأول مرة في السجلات الصينية بعدما أرسل الإمبراطور مينغ (تساو روي) كتيبة لاستكشاف المنطقة عام 239.

استعمرها الهولنديون خلال فترة 1624-1661، ثم خضعت تحت إدارة عائلة تشينغ الصينية من 1683 إلى 1895.

ومن القرن الـ 17، استقبلت المنطقة الكثير من المهاجرين الصينين، معظمهم من قبائل "هوكلو" أو "هاكا" الصينيتين.

عام 1895 احتلت الإمبراطورية اليابانية تايوان بعد أن كانت جزءا من الأراضي الصينية في الحرب الصينية اليابانية الأولى، وعادت إلى حكم الجمهورية الصينية عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية.

وصادفت تلك الفترة الحرب الأهلية الصينية، بين نظام الجمهورية الصينية والحزب الشيوعي الصيني.

وقد تغلب الحزب الشيوعي الصيني برئاسة الرئيس السابق ماو تسي تونغ سنة 1949 بالحرب الأهلية، وأعلن عن قيام جمهورية الصين الشعبية.

هربت حكومة "كومينتانغ" (المتمثل بنظام الجمهورية الصينية) إلى تايوان وأعلنوها مقرا للحكومة، وحظروا أي اتصال مع الصين الشيوعية، وفي ذلك الوقت أعلن كلا الطرفين أنهما يمثلان الصين كلها.

عام 1950، أصبحت تايوان حليفة لواشنطن في الحرب ضد الصين في كوريا.

يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول 1971، مُنحت بكين مقعد تايوان الذي كانت تشغله بالأمم المتحدة.

في مارس/آذار 1979، أقامت الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع بكين، كما التزمت -على غرار أغلب دول العالم- بسياسة الصين الواحدة، معترفة فقط ببكين حكومة شرعية، وهو ما لم يمنعها من إقامة علاقات وثيقة اقتصادية وعسكرية مع تايوان.

في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1987، سُمح للتايوانيين بالتوجه إلى الصين القارية لاجتماعات لمّ شمل عائلي، مما فتح الطريق للمبادلات التجارية. وعام 1991، ألغت تايبيه الإجراءات التي تفرض حالة حرب مع الصين.

في يونيو/حزيران 1995، علقت بكين مفاوضات للتطبيع احتجاجا على زيارة الرئيس لي تنغ هوي إلى الولايات المتحدة.

عام 1996، أطلقت الصين صواريخ قرب السواحل التايوانية قبيل أول انتخابات رئاسية تايوانية بالاقتراع العام المباشر في 23 مارس/آذار التي فاز بها لي تنغ هوي.

قاد لي تنغ هوي الملقب بـ "أبو الديمقراطية" تغييرات دستورية أكثر ديمقراطية بعدما قاوم السكان المحليون في تايوان وعبروا عن استيائهم من الحكم الاستبدادي.

خسر حزب كومينتانغ الحكم في مارس/آذار 2000 مع انتخاب الاستقلالي شين شوي بيان رئيسا (أول رئيس من خارج حزب كومينتانغ) الذي أعيد انتخابه عام 2004.

يوم 29 يناير/كانون الثاني 2005، تمت أول الرحلات المؤجرة (تشارتر) المباشرة بين الصين وتايوان.

يوم 14 مارس/آذار 2005، اعتمدت بكين قانونا ضد الانفصال يقضي باللجوء إلى الوسائل "غير السلمية" في حال أعلنت تايوان استقلالها.

يوم 29 أبريل/نيسان 2005، تم لقاء وُصف بالتاريخي في بكين بين زعيمي الحزبين: ليان تشان زعيم حزب كومينتانغ والرئيس هو جينتاو زعيم الحزب الشيوعي الصيني، لأول مرة منذ عام 1949.

يوم 12 يونيو/حزيران 2008، استأنفت بكين وتايبيه حوارهما الذي عُلق عام 1995 بعد فوز ما يينغ جيو مرشح كومينتانغ الداعي إلى التقارب مع الصين بالانتخابات الرئاسية في مارس/آذار من العام نفسه، وأعيد انتخابه عام 2012.

وفي الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2008، تم توقيع سلسلة اتفاقات اقتصادية بين الطرفين لإقامة مواصلات جوية ولتشجيع السياحة.

يوم 29 يونيو/حزيران 2010، تم توقيع اتفاق إطار للتعاون الاقتصادي بين بكين وتايبيه.

يوم 11 فبراير/شباط 2014، أقامت بكين وتايبيه حوارا بين الحكومتين للمرة الأولى منذ عام 1949.

يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، الرئيس الصيني شي جين بينغ يلتقي في سنغافورة الرئيس التايواني ما ينغ جيو للمرة الأولى منذ 1949.

عام 2016، انتخبت الرئيسة تساي إنغ ون.

الاقتصاد

أطلقت تايوان والولايات المتحدة حوار "شراكة الازدهار الاقتصادي" في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، كما وقعت تايبيه اتفاقيات تعاون اقتصادي مع باراغواي ومملكة إسواتيني وبليز أعوام 2017 و2018 و2020 على التوالي.

تبلغ قيمة التبادل التجاري بين أميركا وتايوان 106 مليارات دولار للعام 2020.

وتعد بكين أكبر شريك اقتصادي في التصدير لتايوان حيث تجاوزت صادراتها 515 مليار دولار خلال 2018-2022.

تهيمن تايوان على نحو 60% من إجمالي تصنيع أشباه الموصلات عالميا حتى العام 2022، وتعد "تي إس إم سي" (tsmc) أكبر شركة تصنيع رقائق إلكترونية في العالم بقيمة سوقية تتجاوز 600 مليار دولار.

وتصنف تايوان على أنها أهم مورد رقائق أشباه الموصلات للصين حتى عام 2021.

عام 2021 بلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي لتايوان 6.45%، وتعد النسبة الأكبر منذ عام 2010، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 10.25%.

احتلت تايوان المرتبة رقم 15 بين أكبر مصدر والمرتبة 18 بين أكبر مستورد للبضائع عام 2020، وفقا لمنظمة التجارة العالمية.

وتعد تايبيه من أكبر مالكي احتياطيات النقد الأجنبي حتى نهاية عام 2020، إذ بلغ الناتج المحلي الإجمالي للفرد ما يقارب 28 ألف دولار أميركي للعام 2020.

عام 2020 نشط النمو التجاري، حيث زادت الصادرات والواردات بنسبة 88.4%.

أهم وجهات التصدير

بلغ حجم التصدير إلى دول جنوب شرق آسيا 15.4%، والولايات المتحدة 14.6%، واليابان 6.8%، والاتحاد الأوروبي 6.6%.

أهم مصادر الاستيراد

تستورد تايوان من اليابان 16.1%، ومن دول جنوب شرق آسيا 12.6%، ومن الولايات المتحدة 11.4%، والاتحاد الأوربي 10.1%.

الموارد الطبيعية

ويعد الغاز الطبيعي والفحم والحجر الجيري والرخام من أهم الموارد الطبيعية في تايوان.

وتأتي الزراعة في قمة هرم النشاط الاقتصادي حيث تصل مساحة الأراضي الزراعية إلى مليوني هكتار مع نظام ري ممتاز وبنية تحتية (قنوات وسدود) جيدة.

وتحتل زراعة الأرز في تايوان الصدارة، فالبطاطا وقصب السكر والعديد من الفواكه. كما ينشط قطاع الصناعات الخفيفة والتحويلية لا سيما صهر الحديد والمنسوجات والصناعات الكيميائية، حيث بلغت 36.66% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2020.

ومن أهم المنتجات المعززة للاقتصاد التايواني: الإلكترونيات، تكنولوجيا الإعلام والاتصال، الأرز والخضراوات والفواكه والشاي والزهور والدواجن والأسماك والأسلحة والسيارات والمنتجات الاستهلاكية والمواد الصيدلانية.