عيد الربيع بالصين.. السفر والبهجة وزواج الفأر ووداع القرد
الاحتفال بعيد الربيع "تشونجي" يعد ـبحسب الثقافة الصينيةـ الأهم والأبرز لأن الناس كانت تعتقد أن "الطبيعة تعطي في ذلك الوقت كل ما تحتاجه البشرية والمخلوقات في حياتهم"، فالربيع بالنسبة للجميع انطلاقة جديدة مفعمة بالحياة.
ويعتقد الصينيون أن ثالث أيام عيد الربيع هو موعد لزواج الفأر، لذلك ينثرون الأرز كتهنئة شعبية له، ورابع الأيام هو موعد استقبال الآلهة، حيث تقام مراسيم الاستقبال ممثلة في تقديم القرابين وإشعال البخور بعد الظهر.
أما خامس أيام العيد فيعد اليوم الذي يسمح فيه للأسر مثل خروج المرأة من بيتها، واستئناف الطبخ، وتنظيف البيت وفتح المتاجر.
أضخم حركة تنقلات
وخلال أيام عيد الربيع تشهد الصين أكبر حركة تنقل داخلية للبشر في العالم، إذ يسافر مئات الملايين من المواطنين باستخدام وسائل المواصلات المختلفة إلى قراهم وبلداتهم، لقضاء أيام العيد وليشهدوا مع عائلاتهم بداية العام الصيني الجديد.
وفي 2017، بدأت حركة الهجرة الداخلية السنوية المرتبطة بعيد الربيع في 13 يناير، وتستمر حتى 21 فبراير/شباط.
ويتمثل الدافع الأساسي لحركة الهجرة تلك التي تعد الحركة الأكبر للمجاميع البشرية في العصر الحديث، برغبة الصينيين في الاحتفال بوداع العام القديم "عام القرد"، ليبدؤوا عامهم الجديد "عام الديك" برفقة جميع أفراد عائلتهم.
ويضطر معظم المسافرين من المدن التي يعملون بها إلى قراهم الأصلية، لاستخدام وسائل مواصلات عدة، يزيد عددها كلما زاد بعد قراهم عن المدن الرئيسية.
وفي 2017 توقعت السلطات المعنية أن يسافر 356 مليون شخص خلال فترة العيد عبر القطار، الذي يعد وسيلة المواصلات المفضلة في الصين، بزيادة 9.7% عن العام 2016، كما يسافر جوا 58 مليون وثلاثمئة ألف شخص، في بلد يصل عدد سكانه إلى 1.37 مليار نسمة.
وبحسب السلطات فعام 2017 يشهد العام الجاري زيادة بنسبة 2.3% في عدد الرحلات في فترة العيد، مقارنة بالفترة نفسها من 2016، لتصل إلى حوالي 3 مليارات و28 مليون رحلة.
تبدأ الإجازة الرسمية لعيد الربيع في الصين "تشونجي" في 28 يناير/كانون الثاني وتستمر لمدة سبعة أيام، إلا أن معظم المواطنين يحرصون على دمجها مع إجازاتهم السنوية، لتصل المدة إلى حوالي أربعين يوما.