بونوا هامون.. مفاجأة تمهيديات اليسار الفرنسي

Former French minister Benoit Hamon reacts after the results in the first round of the French left's presidential primary election in Paris, France, January 22, 2017. REUTERS/Jacky Naegelen TPX IMAGES OF THE DAY

سياسي فرنسي ونقابي سابق، يمثل الجناح اليساري في الحزب الاشتراكي الفرنسي، شكل مفاجأة في انتخابات اليسار التمهيدية بتصدره الدورة الأولى، وفوزه في الثانية على حساب غريمه مانويل فالس.

المولد والنشأة
ولد بونوا هامون يوم 26 يونيو/حزيران 1967 في سان رينان بباريس، انتقل رفقة أسرته عام 1976 إلى العاصمة السنغالية دكار، ثم عاد إلى بلاده بعد طلاق والديه.   

الدراسة والتكوين
نال شهادة في القانون من جامعة بريتاني في شمال غرب فرنسا.

الوظائف والمسؤوليات
التحق أمون عام 1997 بمكتب الاشتراكية مارتين أوبري التي كانت تشغل منصب وزيرة العمل والتضامن، لكنه توجّه لاحقا للعمل في القطاع الخاص.

أصبح نائبا في البرلمان الأوروبي من 20 يوليو/تموز 2004 حتى 13 يوليو/تموز 2009، ثم ناطقا باسم الحزب الاشتراكي الفرنسي من عام 2008 إلى 2012.

وبعد انتخاب الرئيس فرانسوا هولاند يوم 16 مايو/أيار 2012 رئيسا لفرنسا، تولى هامون حقيبة الاقتصاد الاجتماعي والتضامن، وهو المنصب الذي استمر فيه حتى 31 مارس/آذار 2014، حيث انسحب بسبب خلاف على التوجهات الاقتصادية للرئيس، معتبرا إياها ليبرالية أكثر من اللزوم.

ثم شغل هامون منصب وزير التعليم في حكومة مانويل فالس من أبريل/نيسان 2014 حتى أغسطس/آب 2014، حيث غادرها لعدم تضامنه مع الحكومة.

التجربة السياسية
خاض هامون تجربة النضال النقابي منذ كان في سن 19 عاما، حيث شارك عام 1986 في الاحتجاجات الطلابية ضد ما عرف حينها بقانون "ديفاكيه" لإصلاح الجامعات الفرنسية (1986ـ1987).

وترأس عام 1993 "حركة الشباب الاشتراكي" التي يعد أحد مؤسسييها، وانضم للمنظمة المناهضة للعنصرية "أس أو أس راسيزم".

والتحق هامون منذ يناير/كانون الثاني 1987 بالحزب الاشتراكي الفرنسي، ليعلن يوم 16 أغسطس/آب 2016 عزمه الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية الفرنسية المقررة يوم 23 أبريل/نيسان 2017.

وفاجأ هامون المراقبين عندما فاز في الجولة الأولى من انتخابات اليسار الفرنسي التمهيدية يوم 22 يناير/كانون الثاني 2017، حيث تصدر بنيله 35% من الأصوات، متقدما على رئيس الوزراء السابق فالس الذي يمثل الجناح اليميني في الحزب الاشتراكي، والذي قرر خوض السباق بعد قرار الرئيس هولاند عدم الترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية.

وخلال الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية، حقق هامون فوزا جديدا على غريمه فالس، عندما أكدت النتائج الجزئية فوزه بـ 58.65% من الأصوات، مقابل 41.35% لفالس.

ورغم أن بعض الفرنسيين كان ينظر إليه بوصفه مرشحا هامشيا، فإن أمون نجح خلال حملته الانتخابية في استقطاب الشباب المناهض للعولمة والباحث عن "سياسة أخرى" أو "اشتراكية حقيقية"، وأتاحت له المناظرات الثلاث التي نظمت قبل الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية أن يحقق اختراقا.

وفي أحد الاجتماعات، قال هامون مازحا بشأن صورته السابقة مرشحا هامشيا "سمعت من يقول: بونوا هامون لا يملك مواصفات الرئيس، لكن انظروا… ما حدث إزاء ترامب"، في إشارة منه إلى الرئيس الأميركي المثير للجدل دونالد ترمب.

وقد دعا هامون -الذي اتخذ شعار "القلب ينبض مجددا"- عقب ظهور نتائج الانتخابات التمهيدية إلى التخلص من "السياسات القديمة والحلول القديمة التي لم تعد صالحة"، مدافعا عن "مشروعه المجتمعي" الذي يركز على المسائل "الاجتماعية والبيئية".

ويقضي مشروع الاشتراكي الفرنسي بإلغاء قانون العمل الجديد، وتحديد دخل عام للفرد كحد أدنى للمعيشة، وجعل كل مواطن فرنسي يتقاضى راتبا قدره 750 يورو، وإنهاء تشغيل السيارات بوقود الديزل بحلول عام 2025، وتقليص نسبة الطاقة المستخرجة من المحطات النووية. كما يطالب هامون  بسياسة اقتصادية حقيقية لليسار.

وتختلف الصحف الفرنسية في تقييمها لشخصية هذا السياسي الاشتراكي، فبينما تقول صحيفة لوفيغارو اليمينية بسخرية إنه يجسد "نوعا من اليسار النقي والمثالي"، تؤكد مجلة أوبسيرفاتور اليسارية أنه يجسد "اليسار الطوباوي".

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية