الانتفاضة الثانية.. ثورة فلسطينية شاملة أشعلها اقتحام شارون المسجد الأقصى

Palestinian stone throwers clashes with the Israeli army during a protest near the Israeli settlement of Beit El, near Ramallah, 16 November 2015. Clashes erupted following the funeral of two Palestinians killed by Israeli armed forces during an operation in Qalandia refugee camp to demolish the home of Mohammed Abu Shahin, accused of killing an Israeli hiker in June 2015.
الانتفاضة الثانية أسفرت عن استشهاد 4412 فلسطينيا إضافة لـ48 ألفا و322 جريحا (الأوروبية)

انتفاضة فلسطينية اندلعت شرارتها يوم 28 سبتمبر/أيلول 2000، عقب اقتحام زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك أرييل شارون باحات المسجد الأقصى، تحت حماية مشددة من جيش الاحتلال.

هب المقدسيون للدفاع عن المسجد المبارك فتصدى لهم جنود الاحتلال بالرصاص، وسرعان ما امتدت المظاهرات إلى جميع المدن في الضفة الغربية وقطاع غزة وتحولت إلى ثورة سميت "انتفاضة الأقصى"، وشاركت فيها مختلف فئات الشعب الفلسطيني.

وقابل الاحتلال الإسرائيلي هذه الانتفاضة بكل وسائل القمع في محاولة لإخمادها، دون جدوى، واستمرت حتى فبراير/شباط 2005 بعد اتفاق هدنة بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل في قمة عقدت بمدينة شرم الشيخ المصرية.

ما قبل الانتفاضة

رغم أن السبب المباشر لاندلاع الانتفاضة الثانية هو استفزاز شارون مشاعر الفلسطينيين واقتحامه باحات المسجد الأقصى، لكن باحثين ومهتمين يرون أن جملة من الأسباب غير المباشرة مهدت لاندلاع الانتفاضة، من أبرزها انسداد الأفق السياسي بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، بعد فشل قمة "كامب ديفد" عام 2000 نتيجة الخلاف حول تسوية ما عرف بـ"قضايا الحل النهائي"، وهي القضايا التي لم يبت بها أثناء توقيع اتفاق أوسلو في 13 سبتمبر/أيلول 1993.

ويضاف إلى ذلك تصاعد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتصاعد الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، وكذا توسع الاستيطان وتضاعف أعداد المستوطنين في الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967.

ففي أواخر تسعينيات القرن الـ20 بلغ عدد المستوطنين في الضفة الغربية حوالي 205 آلاف، وهو ما أكد إصرار إسرائيل على عدم الانسحاب من الأراضي المحتلة في يونيو/حزيران 1967.

كما ساهم في انتفاضة الأقصى الحصار السياسي والمالي الذي أحاط بالسلطة الفلسطينية، مما ولد شعورا بالإحباط لدى الفلسطينيين، وتصاعدت عمليات المقاومة الفدائية في النصف الثاني من تسعينيات القرن الـ20 بشكل ملموس.

اندلاع الانتفاضة

بدأت الانتفاضة باقتحام شارون باحات المسجد الأقصى، تحت حماية نحو ألفين من الجنود والقوات الخاصة، وبموافقة من رئيس الوزراء آنذاك إيهود باراك. وتجول شارون في ساحات المسجد، وقال إن الحرم القدسي "سيبقى منطقة إسرائيلية"، مما استفز الفلسطينيين، فاندلعت مواجهات بين المصلين وجنود الاحتلال الذين أطلقوا الرصاص الحي تجاههم، واستشهد سبعة فلسطينيين وأصيب 250 آخرون، كما أصيب 13 جنديا إسرائيليا.

إعلان

على إثر ذلك امتدت المواجهات إلى شوارع مدينة القدس، مما أسفر عن إصابة العشرات، وسرعان ما وصلت إلى الضفة وغزة، وتصدت لها قوات الاحتلال بالرصاص الحي وقنابل الغاز في محاولة لإخمادها.

بعد يومين من المواجهات أظهر فيديو لقناة تلفزيونية فرنسية مشاهد إعدام قوات الاحتلال الطفل محمد جمال الدرة (11 عاما) بدم بارد أثناء احتمائه إلى جوار والده بحاجز إسمنتي في شارع صلاح الدين جنوبي مدينة غزة.

زادت تلك المشاهد سخط الفلسطينيين تجاه الجيش الإسرائيلي، وهو ما دفعهم إلى الخروج في مظاهرات غاضبة ومواجهة قوات الاحتلال، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات منهم.

وتحولت جنازات الشهداء إلى مسيرات غضب عمت شوارع المدن الفلسطينية، وشكلت حالة توحد جماهيري وسياسي فلسطيني، وأطلق عليها اسم "انتفاضة الأقصى".

وفي الأول من أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، امتدت المواجهات إلى الداخل الفلسطيني المحتل، إذ نفذ فلسطينيو 48 إضرابا شاملا واشتبكوا مع الشرطة الإسرائيلية التي اعتقلت 18 منهم وقتلت الشاب عمر أحمد جبارين (21 عاما) قرب مدينة أم الفحم، وأصابت 60 آخرين بجراح.

وبعد أسبوعين من اقتحام شارون للأقصى، قالت إسرائيل إن اثنين من جنودها دخلا بطريق الخطأ إلى مدينة رام الله وقتلا بأيدي فلسطينيين، وردت بشن هجمات صاروخية على عدد من مقار السلطة الفلسطينية في الضفة وغزة.

هذه الهجمات والمواجهات دفعت باراك ورئيس السلطة الفلسطينية وقتئذ ياسر عرفات للاجتماع في منتجع شرم الشيخ يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول 2000، بإشراف من الرئيس الأميركي آنذاك بيل كلينتون، واتفقا على وقف إطلاق النار وسحب القوات الإسرائيلية من المدن الفلسطينية.

ولكن استشهاد 9 فلسطينيين وجرح أكثر من 100 آخرين في مواجهات عنيفة اندلعت يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول 2000، أفشل الاتفاق، وتفاقمت الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأججتها الانتهاكات الإسرائيلية العنيفة بحق الفلسطينيين في محاولة لإخماد انتفاضتهم.

انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

جرب الاحتلال الإسرائيلي جميع وسائل العنف ضد الفلسطينيين في محاولة لوأد الانتفاضة الثانية في مهدها، إذ استخدم الصواريخ وقذائف الدبابات والرصاص المطاطي والحي والقنابل الغازية والصوتية والحارقة.

كما اتبع جنود الاحتلال سياسة الإعدامات الميدانية للفلسطينيين، فضلا عن ملاحقة الناشطين وقادة الفصائل وقتلهم أو الزج بهم في السجون وإصدار أحكام عالية بحقهم كما حصل مع كل من القيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات.

ووفقا لأرقام فلسطينية رسمية، فقد أسفرت الانتفاضة الثانية عن استشهاد 4412 فلسطينيا، إضافة إلى 48 ألفا و322 جريحا.

وتعرضت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة لاجتياحات عسكرية إسرائيلية شبه يومية، تعمد الاحتلال أثناءها تدمير آلاف المنازل، وتجريف آلاف الدونمات (الدونم يعادل ألف متر مربع) من الأراضي الزراعية، وقطع أشجار الزيتون.

محطات مفصلية

وشهدت الانتفاضة الثانية العديد من الأحداث المفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية، واستمرت تداعياتها طويلا. وفيما يلي أبرز تلك الأحداث المفصلية:

  • تصاعد اقتحامات المسجد الأقصى

كان إقدام شارون على اقتحام المسجد الأقصى عود الثقاب الذي أشعل الانتفاضة الثانية، وفتح في الوقت نفسه أبواب الاقتحام العلني للحرم القدسي أمام المستوطنين، إذ قررت المحكمة العليا الإسرائيلية عام 2001 فتح أبواب اقتحام المسجد أمام جميع اليهود، ومثل هذا القرار مرحلة جديدة تصاعدت فيها أعداد المقتحمين للمسجد.

إعلان
  • اغتيال القادة

اغتال الاحتلال الإسرائيلي عددا كبيرا من قيادات الصف الأول بالفصائل الفلسطينية وأجنحتها العسكرية، في محاولة لإخماد الانتفاضة، ولإضعاف فصائل المقاومة وإرباكها، وفي مقدمتهم مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين وقائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، صلاح شحادة، وعدد من كبار مؤسسي الحركة، والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي مصطفى.

Buildings in the Palestinian town of al-Eizariya are seen beyond the Israeli barrier in the Israeli-occupied West Bank January 26, 2020. Picture taken January 26, 2020. REUTERS/Ammar Awad
الاحتلال الإسرائيلي بدأ عام 2000 بناء الجدار العازل بين الضفة الغربية وإسرائيل على امتداد خط الهدنة لعام 1949(رويترز)
  • بناء الجدار العازل

في عام 2002 بدأ الاحتلال من القدس بناء الجدار العازل بين الضفة الغربية وإسرائيل على امتداد خط الهدنة لسنة 1949، بزعم منع دخول الفلسطينيين من محافظات الضفة الغربية داخل الخط الأخضر ومدينة القدس المحتلة.

وبلغ طول الجدار حوالي 713 كيلومترا حسب ما كشفه عام 2022 مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

  • عملية "السور الواقي"

أطلقتها إسرائيل يوم 29 مارس/آذار 2002، واجتاحت فيها مدن الضفة الغربية، واستخدمت قوتها العسكرية في محاولة لإخماد الانتفاضة، بما في ذلك الطائرات والدبابات والمدافع.

وأسفرت العملية عن تدمير واسع في البنى التحتية الفلسطينية، وحصار رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات في مقره برام الله.

  • معركة مخيم جنين

وقعت بين 3 و18 أبريل/نيسان 2002، بعدما اقتحم الجيش الإسرائيلي مخيم جنين شمال الضفة المحتلة بعد تطويقه، في محاولة لوأد المقاومة فيه.

وخاض المقاومون الفلسطينيون المتحصنون في المخيم اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال، ما أدى إلى مقتل 23 جنديا إسرائيليا.

ووفق بيانات الأمم المتحدة، فقد استشهد في المخيم ما لا يقل عن 52 فلسطينيا، نصفهم من المدنيين، ودمر 455 منزلا تدميرا كاملا و800 منزل تدميرا جزئيا.

  • حصار كنيسة المهد

بين 2 أبريل/نيسان و10 مايو/أيار 2002، فرض الاحتلال حصارا مشددا على عشرات الفلسطينيين الذين لجؤوا إلى كنيسة المهد في بيت لحم جنوب الضفة المحتلة.

وانتهى الحصار باتفاق نص على تسليم المحاصرين أنفسهم مع إبعاد 39 منهم إلى أوروبا وقطاع غزة.

  • محادثات طابا

في 11 يناير/كانون الثاني 2001 عقد فريقا التفاوض الفلسطيني والإسرائيلي محادثات سلام في نقطة تفتيش إسرائيلية بالقرب من مدينة طابا المصرية في محاولة للاتفاق على استئناف مفاوضات السلام، لكن بعد 16 يوما انتهت الاجتماعات دون أي اتفاق.

أسلحة الانتفاضة

تميزت الانتفاضة الثانية، مقارنة بالأولى التي اندلعت عام 1987، وسميت انتفاضة الحجارة، بتنوع الأسلحة التي استخدمها الشعب الفلسطيني لمقارعة جنود الاحتلال والرد على انتهاكاتهم.

كما تميزت الانتفاضة الثانية بتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية، التي عملت على تطوير أجنحتها العسكرية، وخاصة كتائب القسام، التي توسعت عدة وعتادا.

ووفقا لأرقام فلسطينية وإسرائيلية رسمية، فقد أسفرت هذه الانتفاضة عن مقتل 1100 إسرائيلي، بينهم 300 جندي، وجرح نحو 4500 آخرين.

وفيما يلي أبرز الأسلحة التي استخدمها الفلسطينيون في انتفاضة الأقصى للرد على الانتهاكات الإسرائيلية:

  • الحجارة وقنابل "المولوتوف"

كما في الانتفاضة الأولى استخدم الفلسطينيون في الانتفاضة الثانية الحجارة والإطارات المشتعلة وقنابل "المولوتوف" الحارقة لمهاجمة الجنود الإسرائيليين، لا سيما أثناء المواجهات والمظاهرات والإضرابات.

  • الأحزمة الناسفة

ازدهرت ظاهرة العمليات الفدائية باستخدام الأحزمة الناسفة مع اندلاع الانتفاضة الثانية على نحو لم يسبق له مثيل، كان أبرزها عملية تفجير ملهى "الدولفانيوم" الليلي على شاطئ تل أبيب في الأول من يونيو/حزيران 2001، على يد سعيد حسن الحوتري من كتائب القسام، وأسفر التفجير عن مقتل 25 إسرائيليا وإصابة نحو 120.

  • السيارات المفخخة

واصلت المقاومة استخدام السيارات المفخخة في العمليات الهجومية، مثلما جرى في عملية تفجير حافلة إسرائيلية بسيارة مفخخة عند مفترق طرق مجدو إلى الجنوب من حيفا يوم 5 يونيو/حزيران 2002، قتل فيها 18 إسرائيليا، وأصيب نحو 50، وتبنت العملية سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

إعلان
  • العبوات الناسفة

شهدت الانتفاضة الثانية دخولا لسلاح العبوات الناسفة، واستخدمته أجنحة المقاومة في نصب الكمائن.

ومن أبرز العمليات الفدائية بالعبوات الناسفة، عملية "عمانوئيل" في ديسمبر/كانون الثاني 2001، والتي نفذها مقاوم من كتائب القسام فجر عبوة في حافلة إسرائيلية، ومن ثم فتح نيران سلاحه الرشاش على الركاب ما أدى إلى مقتل 10 إسرائيليين وجرح حوالي 30 آخرين.

KHAN YUNES, -: (FILES) Israeli soldiers shoot at stone-throwing Palestinian teenagers in Khan Yunes in the Gaza Strip during clashes 24 October 2000. Exhausted by a conflict both know they are incapable of winning, Israelis and the Palestinians are marking the fifth anniversary of the second intifada 28 September 2005. AFP PHOTO/THOMAS COEX (Photo credit should read THOMAS COEX/AFP via Getty Images)
جنود إسرائيليون يطلقون النار باتجاه شبان فلسطينيين في خان يونس بقطاع غزة أثناء مواجهات عنيفة عام 2000 (غيتي)
  • القنابل اليدوية

كانت من أهم الأسلحة التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية في الانتفاضة الثانية، وكانت كتائب القسام وسرايا القدس أبرز من ساهم في تطويرها.

  • المسدسات

استخدمت فصائل المقاومة سلاح المسدسات في تنفيذ عمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي، أبرزها في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2001 عندما اغتال عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وزير السياحة بالحكومة الإسرائيلية، رحبعام زئيفي.

  • الصواريخ

صنعتها وطورتها أجنحة المقاومة بغزة، واستخدمتها كتائب القسام لأول مرة يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 2001، حين أعلنت قصف مستوطنة "سديروت" شمال قطاع غزة بعدة صواريخ من طراز "قسام 1".

تلا ذلك تطوير المقاومة الفلسطينية -وعلى نحو متسارع- قدراتها في تصنيع الصواريخ فظهرت بأحجام ومديات مختلفة، الأمر الذي أقلق الاحتلال.

  • قذائف الهاون

شكلت قذائف الهاون أبرز الأسلحة التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية في الانتفاضة الثانية، وذلك بإطلاقها على التجمعات العسكرية والمستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة.

الأنفاق

مع دخول انتفاضة الأقصى عامها الثاني، استخدمت المقاومة الفلسطينية سلاح الأنفاق في التصدي للاحتلال الإسرائيلي.

وكانت أول عملية باستخدام الأنفاق في 26 سبتمبر/أيلول 2001، نفذتها "كتائب القسام" بتفجير موقع "ترميد" العسكري الإسرائيلي في رفح جنوبي قطاع غزة، عبر نفق طوله 150 مترا، استخدم لزرع عبوات ناسفة أسفل الموقع.

وأسفرت العملية عن مقتل 5 من جنود الاحتلال، وعدد من الإصابات، وكان هذا التاريخ تدشينا لـ"سلاح الأنفاق".

غلاف مقاطع الشيخ أحمد ياسين من برنامج شاهد على العصر 2002-03-14T000000Z_1918363150_RP3DRHZADMAA_RTRMADP_3_MIDEAST-PALESTINIAN-HAMAS
مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين أحد أبرز الشخصيات الفلسطينية التي ارتبط اسمها بالانتفاضة الثانية (رويترز)

أيقونات الانتفاضة

رسخت في ذاكرة الفلسطينيين العديد من الأسماء الفلسطينية التي ارتبطت ارتباطا مباشرا بانتفاضة الأقصى. وفي ما يلي أبرز الشخصيات الفلسطينية التي ارتبطت بتك الانتفاضة:

  • ياسر عرفات

زعيم فلسطيني، ومن أهم الشخصيات المحورية التي ارتبط اسمها بالقضية الفلسطينية عقودا عدة.

فرضت إسرائيل في 29 مارس/آذار 2002 حصارا مشددا على مقره (المقاطعة) في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، حتى وصلت الدبابات إلى باب مكتبه.

استمر حصاره حتى الأول من مايو/أيار 2002، وحظرت عليه إسرائيل مغادرة فلسطين إلا في حال قرر عدم العودة إليها.

تردت صحته في أكتوبر/تشرين الأول 2004، وفي 29 من الشهر نفسه أقلته مروحية أردنية إلى العاصمة عمّان، ومنها غادر إلى العاصمة الفرنسية باريس للعلاج، وتوفي هناك في 11 نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه.

  • أحمد ياسين

مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قضى سنوات عدة في سجون الاحتلال، أسس الحركة الإسلامية في غزة، واجتمع عدد من قيادات المقاومة في منزله عام 1987 وأعلنوا تأسيس حركة حماس.

اغتالته إسرائيل عام 2004 حين أطلقت عليه طائرة أباتشي ثلاثة صواريخ استهدفته بشكل مباشر وهو على كرسيه المتحرك عائدا من صلاة الفجر.

  • صلاح شحادة

قائد كتائب القسام، اعتقلته إسرائيل عام 1988 بتهمة تشكيل خلايا عسكرية، وأفرج عنه عام 2000، وبعد سنتين من الإفراج عنه اغتالته قوات الاحتلال بصاروخ مع عائلته فيما عرف بمجزرة حي الدرج.

صلاح شحادة (salah shehade)
صلاح شحادة قائد كتائب القسام الذي اغتالته إسرائيل عام 2002 فيما عُرف بمجزرة حي الدرج (الأوروبية)
  • عبد العزيز الرنتيسي

من أبرز القيادات السياسية في حركة حماس، وخليفة الشيخ أحمد ياسين بعد اغتياله. كان له دور كبير في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، الذي اغتاله في 17 أبريل/نيسان 2004 بعد إطلاق صاروخ على سيارته في مدينة غزة.

  • أبو علي مصطفى

قائد سياسي وعسكري، وهو الأمين العام وأحد مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اغتالته إسرائيل في 27 أغسطس/آب 2001 بصاروخين أطلقتهما على مكتبه بمدينة البيرة وسط الضفة الغربية.

  • مروان البرغوثي

قيادي بارز في حركة فتح، اعتقل في 15 أبريل/نيسان 2002، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد 5 مرات بتهمة المشاركة في تأسيس "كتائب شهداء الأقصى"، الجناح العسكري لحركة فتح.

  • أحمد سعدات

الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اعتقلته إسرائيل في اقتحام سجن أريحا الفلسطيني يوم 15 مارس/آذار 2006، وحكمت عليه المحكمة العسكرية الإسرائيلية عام 2008 بالسجن 30 عاما، بتهمة علاقته باغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي.

إعلان
  • عبد الله البرغوثي

من أبرز قيادات كتائب القسام بالضفة الغربية، اتهمته إسرائيل بالوقوف وراء عمليات ثأر لاغتيال قيادات فلسطينية، واعتقل في مارس/آذار 2003، وحكم عليه بالمؤبد 67 مرة، وهو أعلى حكم في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي.

  • محمد الدرة

مثل الطفل محمد جمال الدرة (11 عاما)، أيقونة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وهزت جريمة قتله ضمير العالم، إذ أعدمه الاحتلال في 30 سبتمبر/أيلول 2000 أثناء احتمائه إلى جوار والده بحاجز إسمنتي في شارع صلاح الدين جنوبي مدينة غزة.

وأثارت مشاهد إعدامه غضب الفلسطينيين في كل مكان، وهو ما دفعهم إلى الخروج في مظاهرات غاضبة ومواجهة الجيش الإسرائيلي، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات منهم.

  • إيمان حجو

استشهدت إيمان محمد حجو (4 شهور)، في 7 مايو/أيار 2001 بقذيفة إسرائيلية وهي نائمة بين ذراعي والدتها في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، وعدت أصغر شهداء الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

  • ثائر حماد

لقب بقناص فلسطين، وهو أحد أيقونات انتفاضة الأقصى، إذ تمكن في مارس/آذار 2003 من قنص 14 جنديا ومستوطنا إسرائيليا على حاجز عسكري شمال شرقي رام الله، في ما عرفت بـ"عملية عيون الحرمية".

لاذ بالفرار إلى أن اعتقله قوت الاحتلال في أكتوبر/تشرين الأول 2004، وحكم عليه بالسجن المؤبد مرات عدة.

اتفاق شرم الشيخ

توقفت انتفاضة الأقصى في 8 فبراير/شباط 2005 بعد اتفاق هدنة بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون في قمة "شرم الشيخ"، التي حضرها أيضا الرئيس المصري محمد حسني مبارك، وملك الأردن عبد الله الثاني.

المصدر: الجزيرة + وكالات

إعلان