جوزيف كابيلا.. رئيس يواجه اختبار انتهاء ولايته

Joseph Kabila, President of the Democratic Republic of the Congo, sits in a chair reserved for heads of state before his address to the 68th United Nations General Assembly at U.N. headquarters in New York, September 25, 2013. REUTERS/Mike Segar (UNITED STATES - Tags: POLITICS)

رئيس الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا) إثر اغتيال والده لوران ديزيريه كابيلا مطالع 2001 قاد كابيلا الابن مرحلة انتقالية انتهت بانتخابه رئيسا في عام 2006 ثم أعيد انتخابه في 2011، وفي المرتين اتهمته المعارضة بتزوير الانتخابات وأيدتها في ذلك منظمات دولية راقبت تلك الاستحقاقات. تنتهي ولايته الرئاسية في 20 ديسمبر/كانون الأول 2016.

المولد والنشأة
وُلد جوزيف كابيلا في منطقة جنوب كيفو بشرق الكونغو في 4 يونيو/حزيران 1971، وحينها أُطلق عليه اسم غير اسمه الحقيقي خوفا عليه من استخبارات الرئيس الراحل موبوتو سيسي سيكو الذي كان لوران ديزيريه كابيلا والد جوزيف أحد أشرس معارضيه، وكان يقود ضده تمردا مسلحا انطلاقا من تنزانيا وأوغندا ثم رواندا في مرحلة لاحقة.

انتقل جوزيف كابيلا في سن مبكرة إلى تنزانيا ليستقر إلى جانب والده الذي سجله بالمدرسة الفرنسية في العاصمة دار السلام، وفي مرحلة المراهقة أوكل إليه والده الإشراف على بعض مشاريعه التجارية.

لم يحصل كابيلا على مؤهلات أكاديمية تذكر خلال دراسته في تنزانيا، ولكنه لاحقا سجل في معهد للفنون بالولايات المتحدة يعتمد الدراسة عبر المراسلة وشهاداته غير معترف بها من قبل مصالح التعليم في الولايات المتحدة.

التجربة السياسية والعسكرية
في الخامسة والعشرين من عمره، ترك جوزيف مقاعد الدراسة ومشاريع والده في تنزانيا ليلتحق به في جبهات القتال في شرق الكونغو عام 1996، وحينها كانت قوات كابيلا الأب تستعد للزحف على الكونغو مستفيدة من دعم سخي من نظام بول كاغامي في رواندا و يوري موسيفيني في أوغندا ومن تقدم موبوتو سيسي سيكو في السن وتراجع دعم حلفائه الأميركيين والفرنسيين له.

خضع كابيلا لتدريب مكثف على استخدام الأسلحة أشرف عليه قائد أركان الجيش الرواندي، ومُنح في نهاية الدورة التدريبية رتبة لواء، ولم يلعب جوزيف دورا يُذكر في السيطرة على الكونغو وإسقاط نظام موبوتو في عام 1997 عقب تمرد مسلح.

وبعد إمساك والده بمقاليد الحكم في كنشاسا، تولى جوزيف مواجهة قوات التمرد في شرق البلاد، وبدأت قوات كنشاسا تواجه المتمردين الهوتو الروانديين وفصائل أخرى كونغولية مناوئة لنظام كابيلا.

أخفق كابيلا إخفاقا مدويا في إنجاز مأموريته، بل إنَّ قواته تعرضت لهزيمة نكراء في معركة بويتو أواخر عام 2000، وتكبدت خسائر فادحة وكادت قوات التمرد تقضي عليها لولا تمكن أغلبها (حوالي 3000 عسكري) من الفرار إلى زامبيا المجاورة وسط موجات النازحين.

في 16 يناير/كانون الثاني 2001، اغتيل لوران ديزيريه كابيلا برصاصات من مسدس حارسه الشخصي لدوافع لم تُعرف لكون الجاني قُتل على الفور على يد قائد الحرس الرئاسي رغم أنه كان مصابا بطلق ناري من بندقية أحد زملائه. غابت الحقيقة مع الحارس المقتول، واستُدعي جوزيف كابيلا على الفور من جبهة القتال لتولي مقاليد الحكم بوصفه نجل القائد المغتال وبصفته حلا وسطا بين القيادات العسكرية المتصارعة على الحكم.

نجح كابيلا في فتح حوار سياسي مع زعامات التمرد في شرق البلاد أثمرَ في 2003 انخراط أبرز حركات التمرد في المسار الانتقالي وعُين زعيما أبرز فصيلين فيها نائبين للرئيس.

اتُفق على أن إقامة مرحلة انتقالية من عامين تُنظم في نهايتها انتخابات رئاسية، هو ما تم في عام 2006 بعد تأجيل متكرر.

تقدم كابيلا للرئاسيات وقُبل ترشحه رغم طعن المعارضة في أصوله وترويج أنه من أصل تنزاني وأنه حتى ليس نجل لوران كابيلا، وكان أبرز منافسي جوزيف هو قائد التمرد السابق ونائب الرئيس جان بيير بيمبا.

فاز في الشوط الثاني من الاقتراع في ظل اتهامات بالتزوير أكدتها مؤسسة كارتر وبعثة الاتحاد الأوروبي، ووسط معارك عنيفة استُخدمت فيها الأسلحة الثقيلة وانتهت بقبول جان بيير بيمبا نتيجة الاقتراع وتعهده بمعارضة النظام وفق الأسس الديمقراطية السلمية.

تجددت المواجهة بين الرجلين في 2007 إثر رفض حرس بيمبا الاندماج في الجيش، وانتهت هذه المواجهة بمغادرة بيمبا البلاد إلى أوروبا حيث أوقفته العدالة الدولية في بروكسيل بتاريخ 24 مايو/آيار 2008، وحوكم بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

استقر الأمر لكابيلا وتمكن في السنوات اللاحقة من القضاء بشكل شبه كامل على حركات التمرد في شرق البلاد، واستطاع تحقيق مستويات لا بأس بها من النمو والاستقرار، ما مكنه من الإعداد لخلافة نفسه في رئاسيات 2011، ورغم ذلك عادت اتهامات التزوير لتشوب رئاسيات 2011 التي فاز بها كابيلا بصعوبة بالغة على الزعيم التاريخي للمعارضة تشين تشيسيكيدي.

نُصب كابيلا رئيسا للكونغو الديمقراطية لولاية ثانية وأخيرة من خمس سنوات في 20 ديسمبر/كانون الأول 2011.

في سبتمبر/أيلول 2016، عاد التوتر إلى البلاد في احتجاجات مناهضة للرئيس جوزيف كابيلا  ولقي العشرات مصرعهم على يد قوات الأمن.

وقد اندلعت الاحتجاجات في أعقاب قرار للجنة الانتخابات يهدف إلى تأجيل انتخابات الرئاسة المقررة في نهاية 2016 والتي يمنع كابيلا من الترشح فيها مرة أخرى بسبب القيود الدستورية على الفترات الرئاسية، ويقول خصومه إن تأجيل الانتخابات مناورة لإبقائه في السلطة، وهو ما ينفيه المقربون من الرجل.

المصدر : الجزيرة + وكالات