"يوم الغفران".. عيد يهودي يشل إسرائيل
التعريف
"يوم الغفران" (الكيبور) هو المتمم لأيام التوبة والغفران العشرة التي تبدأ بيوم رأس السنة العبرية الجديدة، ويعتبر "يوم الغفران" الذي يحل بعد ثمانية أيام من بدء السنة العبرية الجديدة من أهم الأعياد اليهودية بحسب التوراة والكتاب المقدس بالعهد القديم، وهو يوم يؤمن به جميع اليهود حتى العلمانيين منهم، إذ يتم به الصوم لمدة 25 ساعة تكرس لمحاسبة النفس والتكفير والتطهير من الذنوب وإقامة الصلوات والشعائر التلمودية بالكنس، حيث يتوجه اليهودي للخالق بالصلوات والاستغفار ليكفر عنه ذنوبه وسيئاته التي ارتكبها بحق الله والبشر كذلك.
وحسب العقيدة اليهودية، فإن "يوم الغفران" هو اليوم الذي نزل فيه النبي موسى عليه السلام من سيناء (شمالي شرقي مصر) للمرة الثانية، ومعه ألواح الشريعة، حيث أعلن أن الرب غفر لليهود خطيئتهم في عبادة العجل الذهبي.
وتقول وزارة الخارجية الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني على الإنترنت، إن يوم الغفران عطلة رسمية مطلقة، حيث تتوقف الإذاعات والتلفزيون عن البث والسيارات عن السير لمدة يوم كامل.
ويصوم الناس -بحسب الوزارة- مدة ليلة ويوم كاملين اعتباراً من غروب الشمس حتى حلول الظلام في اليوم التالي، وهو "يوم الصوم الوحيد الذي تأمر به التوراة، ويكرسه المؤمن لتعداد خطاياه والتأمل فيما ارتكبه من ذنوب".
ويسبق المتدينون اليهود يوم الغفران بالتوجه إلى حائط البراق (يسميه اليهود حائط المبكى) الواقع جنوبي المسجد الأقصى المبارك من أجل الصلاة قبل البدء بالصوم.
كما أن "هذا العيد مخصص لمحاسبة النفس بعيداً عن الحياة اليومية الاعتيادية، ولذلك فإن الأمور الدنيوية المادية تنحسر لتحل محلها همومنا الروحانية"، بحسب وزارة الخارجية الإسرائيلية.
في وقت يؤكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان وصلت نسخة منه لوكالة الأناضول للأنباء أن يوم الغفران هو "أقدس يوم في الأعياد والشعائر الدينية اليهودية"، وفيه "يستمر الصيام حوالي 26 ساعة تُكرّس معظمها للعبادة والصلوات والابتهالات وطلب المغفرة والثواب من البارئ عزّ وجل".
المحظورات
تنهى تعاليم الديانة اليهودية في يوم الغفران عن ممارسة الأعمال اليومية وهي الأكل والشرب، وارتداء الحذاء المصنوع من الجلد، والتطيب والاغتسال والمعاشرة الجنسية وإشعال النار والكتابة بقلم وتشغيل السيارات.
ويُحرم على المزارعين العمل في حقولهم أو حلب الأغنام والأبقار، وعلى الجميع أن يُخصص ساعات "يوم الغفران" للعبادة وطلب الغفران إما بالمنزل أو الكنيس.
وتغلق المعابر الجوية والبرية والبحرية، حيث تتوقف تماما عن الحركة، وكذلك المؤسسات العامة والخاصة، والمدارس والجامعات.
وتمنع السيارات والمواصلات العامة بجميع أنواعها عن الحركة في يوم الغفران، وتتوقف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة عن العمل. كما يمارس اليهود في يوم الغفران بعض الطقوس الغريبة مثل ذبح الدواجن البيضاء.
حصار الفلسطينيين
وزيادة على حظر ممارسة الأعمال اليومية، تقوم السلطات الإسرائيلية في يوم الغفران بالتضييق على الفلسطينيين من خلال:
– غلق الحركة المرورية أمام المركبات في شتى أنحاء المدن المختلطة كالقدس ومعظم المدن داخل الخط الأخضر.
– وضع الحواجز والسواتر الحديدية على العديد من مداخل ومخارج الأحياء، مع وجود قوات شرطة معززة، وذلك في شتى محاور الطرقات الرئيسية، مما يؤدي إلى شلل في جميع مناحي الحياة.
– منع حركة السيارات من الشطر الشرقي لمدينة القدس (حيث يعيش الفلسطينيون) إلى الشطر الغربي (حيث يعيش اليهود)، وذلك من خلال الحواجز التي تقيمها الشرطة على الشوارع.
– تفرض المستوطنات، التي أقامتها إسرائيل على أراضي القدس الشرقية، عقبات أمام التواصل بين أنحاء مدينة القدس ومركز المدينة حيث يوجد المسجد الأقصى.
ففي العام 2008 اندلعت مواجهات عنيفة بمدينة عكا في يوم الغفران بين اليهود والفلسطينيين، واشتبك فيها نحو عشرة آلاف شخص من الطرفين، مما أدى لوقوع إصابات، إضافة إلى إقدام اليهود المتشددين على حرق العديد من منازل العرب.
وكان دخول شاب فلسطيني بسيارته لزيارة خطيبته في أحد أحياء عكا الشرقية ذات الأغلبية اليهودية سببا في اشتعال المواجهات إذ اعتبرها المتشددون استفزازا لمشاعرهم الدينية.
حرب أكتوبر
يرتبط اسم "يوم الغفران" عند اليهود بحرب 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973، التي تمكّن الجيش المصري خلالها من عبور قناة السويس، حيث تزامنت الحرب مع هذا العيد اليهودي.
وبحسب وزارة الخارجية الإسرائيلية، فمنذ عام 1973 أُضفي على يوم الغفران جو من الحزن بسبب ذكريات الحرب.