سيستان وبلوشستان
سيستان وبلوشستان تقطنها أغلبية بلوشية سنية، وتعد ثانية المحافظات الإيرانية الكبرى من حيث المساحة الجغرافية. عاصمتها مدينة زاهدان، وتبعد 1600 كيلومتر عن العاصمة طهران.
الموقع
تقع محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران على الحدود مع كل من أفغانستان وباكستان.
تتكون من سبعة أقاليم تتوزع على جزأين، هما: سيستان في الشمال وبلوشستان في الجنوب, وهي تمتد على مساحة 178.431 كيلومترا مربعا.
وتعد سيستان وبلوشستان من أكثر المناطق الإيرانية جفافا بسبب قلة الأمطار، وتعرف بهبوب الرياح الموسمية الشديدة.
السكان
يبلغ عدد سكان المحافظة -ذات الطابع القبلي- حوالي 2.5 مليون نسمة (إحصائيات 2012).
وتعتبر عرقية البلوش كبرى عرقيات المحافظة، وتوجد على وجه الخصوص في المناطق الواقعة على الحدود مع أفغانستان وباكستان, وتتكلم هذه القبائل اللغة البلوشية، وهي مسلمة سُنية.
التاريخ
عُرفت سيستان قديما باسم "سجستان"، وتعاقبت على حكمها عدة دول وممالك تاريخية، أشهرها الفرس الساسانيون الذي بدأ حكمهم في إيران خلال القرن الثالث الميلادي.
وصلت الفتوحات الإسلامية إلى المنطقة سنة 23 هجرية (643م)، فأصبحت جزءا من الدولة الإسلامية.
وإلى سستان تنتمي سلالة الصفاريين الذين حكموا أجزاء واسعة من إيران وأفغانستان في العقود الأخيرة من القرن التاسع الميلادي.
انتزع السامانيون حكم المنطقة من الصفاريين مطلع القرن العاشر الميلادي، ثم انتزعه منهم الغزنويون فالبويهيون فالسلاجقة.
ثم حكمتها السلالات المغولية المتعاقبة، وصولا إلى اجتياحها خلال القرن السادس عشر من الصفويين، وانتهاء بالاستعمار البريطاني الذي فصل المنطقة عن أفغانستان وألحقها نهائيا بالأراضي الإيرانية، وهو ما أثار الكثير من النزاعات السياسية ذات الخلفية العرقية والطائفية.
وبحكم تركيبتها العرقية والمذهبية المعقدة وموقعها الجغرافي، تمثل المنطقة أهمية خاصة لدى النظام الإيراني، خاصة أن السنوات الأخيرة شهدت تنامي المطالبات بالانفصال في أجزاء بلوشتسان الثلاثة (في كل من إيران وباكستان وأفغانستان) لتأسيس الدولة البلوشية.
وقد تشكلت حركات وتنظيمات سياسية أبرزها تنظيم "جند الله" الذي ظهر عام 2002، وهو يتبنى العمل المسلح للمطالبة بحقوق البلوش, وقد استطاع التنظيم تنفيذ عمليات عسكرية استهدفت القوات العسكرية والأمنية الحكومية العاملة في المنطقة.
الاقتصاد
تشتهر سيستان وبلوشستان بتربية الماشية خاصة الأبقار والأغنام، إضافة إلى عدة منتجات زراعية، مثل القمح والذرة والحمضيات والفستق وصيد السمك في الجنوب.
وتعد هذه المنطقة اليوم من أفقر المناطق الإيرانية رغم محاولات السلطات إنشاء مشاريع تنموية كبرى, كما ظلت معبرا أساسيا لتجارة المخدرات القادمة من أفغانستان.
المعالم
تحتوي المحافظة على معالم تاريخية وأثرية بعضها يعود إلى حقب ما قبل الفتح الإسلامي، ومن أشهر معالمها الإسلامية جامع زاهدان الذي يعتبر تحفة هندسية على الطراز المعماري الإسلامي الهندي.