ناسا.. عين أميركا على الفضاء
اسمها الرسمي الإدارة الوطنية للملاحة الفضائية والفضاء، وتعرف باسم "ناسا"، وهي تابعة للحكومة الفيدرالية ومسؤولة عن البرنامج الفضائي للولايات المتحدة، وتعد الوكالة الرائدة عالميا في مجال الفضاء.
النشأة والتأسيس
أسست ناسا في 29 يوليو/تموز 1958، وكان من مؤسسيها الرئيس الأميركي دوايت آيزنهاور بعد ما سمي في الولايات المتحدة "بصدمة سبوتنيك" التي خلفها لدى الأميركيين إطلاق الاتحاد السوفياتي في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول 1957 أول مركبة فضائية باسم "سبوتنيك1".
وخلفت ناسا "اللجنة الاستشارية الوطنية لعلوم الطيران" التي تأسست عام 1915، وأنيط بها أن تكون وكالة مدنية لتطوير البحث العلمي السلمي، إضافة إلى الأبحاث المدنية والعسكرية الفضائية طويلة المدى.
وعندما بدأت العمل استوعبت ناسا إرث اللجنة التي تم حلها في ذلك التاريخ، وكانت ثمانية آلاف موظف، وميزانية سنوية بنحو مئة مليون دولار، وثلاثة مختبرات أبحاث رئيسية، ومرفقين صغيرين للاختبار.
كما أدخلت إليها عناصر من "وكالة الصواريخ البالستية" و"مختبر بحوث البحرية الأميركية"، مما أسهم بقوة في دخول ناسا سباق الفضاء مع الاتحاد السوفياتي آنذاك.
الهيكلة
يقع مركز قيادة ناسا في واشنطن دي سي، وتضم نحو 17 ألفا وخمسمئة عامل، بين علماء ومهندسين وتقنيين، كما تعتمد على خدمات شركات خاصة.
وتتوفر الوكالة على عدد من المنشآت المهمة في عدد من المراكز في عدة ولايات أميركية، أهمها مركز جون كيندي الفضائي بفلوريدا، ومركز ليندن جونسون الفضائي بتكساس، ومركز جورج مارشال للطيران الفضائي بآلاباما، ومركز كودارد للطيران الفضائي بميريلاند.
وقد تداول على منصب رئاسة إدارتها التنفيذية 12 شخصية، آخرهم اللواء تشارلز بولدن الذي رشحه الرئيس الأميركي باراك أوباما، واعتمده مجلس الشيوخ ليصبح المدير الـ12 لإدارة الفضاء والطيران الأميركية، وقد تولى مهامه في 17 يوليو/تموز 2009.
الميزانية
كانت ميزانية ناسا تشكل 1% من الميزانية الاتحادية للولايات المتحدة منذ بداية السبعينيات، لكنها صعدت إلى نحو 4.41% عام 1966 خلال مهمات برنامج أبولو، ثم انخفضت بشكل كبير بعد انتهاء ذلك البرنامج لتصل حاليا إلى نحو 0.48% من الميزانية الاتحادية.
وفي السنة المالية لعام 2015 تلقت ناسا نحو 18 مليار دولار من الكونغرس بزيادة 549 مليون دولار عن المتوقع، وبزيادة نحو 350 مليون دولار عن ميزانية عام 2014. وهي تملك حاليا عشرين مركز أبحاث ومختبرا موزعة في أنحاء الولايات المتحدة.
المهمة
منذ انطلاقها قادت ناسا معظم جهود استكشاف الفضاء، بما في ذلك مهمات هبوط المركبة أبولو على سطح القمر ومحطة الفضاء "سكاي لاب"، ولاحقا برنامج "نظام النقل الفضائي"، وحاليا تشترك ناسا في "محطة الفضاء الدولية"، كما تشرف على تطوير "مركبة أوريون متعددة الأغراض" و"نظام تشغيل الفضاء"، ومركبات الفضاء التجارية.
على الصعيد العلمي، تركز ناسا على فهم أفضل للأرض من خلال "نظام مراقبة الأرض"، والفيزياء الشمسية، واكتشاف النظام الشمسي بمهمات فضاء آلية متقدمة مثل المركبة "نيوهورايزونز"، إلى جانب مواضيع الفيزياء الفلكية مثل "الانفجار العظيم" من خلال سلسلة أقمار "غريت أوبزرفاتوريز"، وهي أربعة مناظير (تلسكوبات) قوية في الفضاء تهدف إلى دراسة منطقة معينة من الطيف الكهرومغناطيسي باستخدام تقنيات مختلفة كليا.
كما تراقب ناسا طبقة الأوزون وذوبان الغلاف الجليدي لقطبي الأرض، وتتعاون مع منظمات محلية ودولية عددية في مشاريع مثل "أقمار مراقبة غازات الدفيئة".
وحتى هذا التاريخ أطلقت ناسا ما مجموعه 166 مهمة مأهولة إلى الفضاء، وألف مهمة غير مأهولة.
التاريخ
نجحت ناسا بين أعوام 1958 و1968 في إطلاق الطائرة الصاروخية "إكس 15" وبرنامج "ميركوري"، وهو أول برنامج متخصص للقيام برحلات فضائية مأهولة بالبشر بين أعوام 1959 و1963، إضافة إلى إنجازها برنامج أبولو، الذي وضعت من خلاله مركبات فضائية على القمر، وإنزال 12 شخصا على سطحه بين أعوام 1969 و1972.
كما تمكنت من إطلاق محطة "سكاي لاب" الفضائية (1969-1975)، وكذلك تلسكوب الفضاء "هابل" عام 1990، إضافة إلى مكوك الفضاء الذي يدعى رسميا نظام النقل الفضائي، الذي قام بنحو 135عملية إقلاع.
وأطلقت أيضا مشروع "أبولو-سويوز" التجريبي (1965-1979)، إضافة إلى تنظيمها منذ عام 1958 رحلات غير مأهولة، بواسطة الإنسان الآلي، لاستكشاف الأرض والنظام الشمسي.
وأشرفت وكالة ناسا على العديد من الأبحاث العلمية الخاصة بالطب في الفضاء، وطبقة الأوزون وعلوم الأرض وتبخر الملح.
وأعلنت ناسا اكتشافها كوكبا خارج النظام الشمسي، قالت إنه يكاد يكون مماثلا لكوكب الأرض، وأطلقت عليه اسم "ابن عم الأرض".
وأسهمت ناسا مع وكالات فضاء تابعة لروسيا وأوروبا في إنشاء محطة الفضاء الدولية.
ومكنت أبحاث الوكالة في استكشاف الفضاء من التوصل إلى ابتكارات أثرت على الإنسانية حاليا، منها الأقمار الصناعية لقنوات التلفزيون، بعد إطلاقها قمر "تلستار" الذي اشتهر بنقل إشارة التلفزيون من محطة "إندوفر إيرث" في ولاية ماين إلى مركز "بليمور بودو" في فرنسا، كما أثرت تلك الأبحاث في مجالات الطاقة الشمسية والطب.
شخصيات عربية في ناسا
اشتغلت عدة كفاءات عربية في وكالة ناسا، أشهرها عالم الفضاء المصري الدكتور فاروق الباز، الذي عمل فيها أكثر من أربعين عاما، إضافة إلى طاقات أخرى كأسماء بوجبار، التي تعد أول عربية وأفريقية تشتغل في الوكالة، وسلوى رشدان، وكمال الودغيري من المغرب، ويوسف تومي كمال ونور الدين ميكيليشي من الجزائر.
تشمل اللائحة أيضا شارل العشي ومصطفى شاهين من لبنان، ولطفي مزيد عياد من فلسطين، ومحمد الأوسط العياري من تونس، وعصام حجي من مصر.