العراق.. أرض الحضارات التي عانت قسوة الغزاة
العراق دولة عربية تقع جنوب غرب آسيا، كانت أرضه موطنا لحضارات كبرى كالسومريين والأكديين والبابليين والآشوريين، وبفضل الخط المسماري على الألواح الطينية في الألفية الرابعة قبل الميلاد صنف شعبه أول من ابتدع الكتابة.
وبحكم موقع العراق الجغرافي الإستراتيجي تعرضت أرضه لغزو القريب والبعيد وكانت مسرحا لصراعات بين القوى الكبرى.
كما عانى قسوة الغزاة، فقد أحرق المغول بغداد مرتين، واستخدمت الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها في غزو العراق عام 2003 أسلحة محرمة دوليا بزعم امتلاك نظام الرئيس الراحل صدام حسين أسلحة دمار شامل.
المعلومات الرئيسية
- الاسم الرسمي: جمهورية العراق
- الاسم المختصر: العراق
- العاصمة: بغداد
- اللغة: العربية (رسمية)
- النظام السياسي: جمهوري
- تاريخ الاستقلال/اليوم الوطني: الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 1932 (عن بريطانيا)
- العملة: الدينار العراقي
الجغرافيا
الموقع: يقع العراق جنوب غرب القارة الآسيوية، وتحده شمالا تركيا، وشرقا إيران، وجنوبا الكويت والسعودية، وغربا السعودية وسوريا والأردن.
المساحة: 438 ألفا و317 كيلومترا مربعا.
الموارد الطبيعية: النفط والغاز الطبيعي، إضافة إلى مجموعة من المعادن كالكبريت والحديد.
المناخ: صحراوي جاف في معظم البلاد.
السكان
التعداد: 43 مليونا و324 ألف نسمة (تقديرات حكومية لسنة 2023).
نسبة النمو: 2.19% (تقديرات أغسطس/آب 2024).
التوزيع العرقي: ما بين 75% و80% من العرب، وما بين 15% و20% أكراد، والبقية قوميات أخرى، أبرزها التركمان والآشوريون.
الديانة: تدين الأغلبية المطلقة من السكان بالإسلام (سنة وشيعة) مع وجود أقلية مسيحية.
الاقتصاد
وصل الناتج المحلي الإجمالي في العراق 254,42 مليار دولار في 2023، وهو ما يمثل تراجعا مقابل 261,37 مليار دولار في 2022، و206,37 مليارات دولار في 2021، بينما وصل في 2020 إلى 181,4 مليار دولار تحت تأثير تداعيات جائحة كورنا (كوفيد-19).
أما الناتج الفردي السنوي، فقد تراجع هو الآخر في 2023، ووصل إلى 5512,5 دولارا، مقابل 6441,9 دولارا في 2022 و4816,8 دولارا في 2021 و4250,70 دولارا في 2020، بينما سجل أعلى معدل في تاريخه عام 1990 بوصوله إلى 10 آلاف و216,6 دولارا، لكنه هبط بقوة تحت تأثير العقوبات الدولية.
وبلغت نسبة النمو -2,9% في 2023 مقابل 7% في 2022 و2,8% في 2021 و-15,7 في 2020، وكانت قد وصلت أعلى معدل لها، وهو 54.16% عام 2004، أما أدنى مستوى، فهو -56.40% ووصلت إليه عام 1991.
وفي 2023 وصلت نسبة التضخم 4,42%، ونسبة البطالة 15,5%، والدين الخارجي 15.9 مليار دولار، وفق المعطيات الحكومية.
أهم المنتجات: النفط والغاز، والحبوب والأرز والتمر والقطن والمواشي، والمنسوجات، ومواد البناء.
التاريخ
تكشف آثار الحضارة السومرية التي خلدها الخط المسماري على الألواح الطينية في الألفية الرابعة قبل الميلاد عن حضارة ضاربة الجذور بأرض العراق، التي أطلق عليها قديما اسم بلاد الرافدين وبلاد ما بين النهرين (دجلة والفرات).
وبينما يرجح بعض المؤرخين أن تكون الحضارة السومرية امتدادا لحضارات أخرى سبقتها، فإنها كانت متبوعة بحضارات أخرى لا تقل شأنا كالأكدية والبابلية والآشورية، التي امتدت سيطرتها إلى مناطق أوسع من إيران إلى مصر.
ولا تزال آثار بابل وبوابة عشتار وقلعة أربيل وملوية سامراء وغيرها من المواقع، فضلا عن المنحوتات والقطع الأثرية المعروضة في متاحف أوروبا، شاهدة على عظم الحضارات التي تعاقبت على هذه الأرض.
وينسب للعراق أنه موطن ابتداع الكتابة والعجلة ونظام المدينة وتدوين الحروب وأول مدونة قانونية (قانون حمورابي)، وأول إمبراطورية متعددة القوميات في العالم (الأكديون)، وأكبر إمبراطورية في العالم القديم حتى زمانها (الآشوريون).
ولم تسلم أرض العراق من الغزو، فقد احتلها الملك الفرسي كورش الإخميني فاتخذ بابل عاصمة له، ثم خضعت للحكم الروماني بعد حملات الإسكندر الأكبر الذي هزم الفرس، كما ظلت لاحقا ولعدة قرون مسرحا للصراع الساساني البيزنطي.
عهد الخلافة الإسلامية
خلال عهد الخليفة أبي بكر الصديق وقعت احتكاكات محدودة بين المسلمين والفرس، إلا أن معركة القادسية التي وقعت في عهد الخليفة عمر بن الخطاب عام 15 للهجرة مثلت بداية لحكم المسلمين أرض العراق.
وإثر فتنة قتل الخليفة عثمان بن عفان، نقل الخليفة علي بن أبي طالب عاصمة الخلافة من المدينة المنورة إلى الكوفة، وبعد أن اتخذ الأمويون دمشق عاصمة لنحو 100 عام، أصبحت مدينة المنصور (بغداد) عاصمة الخلافة العباسية طيلة أكثر من 500 عام.
وكانت بغداد شاهدة على نهضة حضارية شاملة، بصفتها أحد أهم مراكز العلم والثقافة في العالم في ذلك التاريخ، وفيها تأسس بيت الحكمة الذي يصنف من قبل بعض المؤرخين أول جامعة في العالم.
ولا تزال اكتشافات محمد بن موسى الخوارزمي في الجبر، وجابر بن حيان في الكيمياء، والحسن بن الهيثم في البصريات، وغيرها شاهدة على علو شأن بغداد العلمي والحضاري.
من المغول إلى الإنجليز
في عام 1258 سقطت بغداد عاصمة الخلافة وأهم مدن العراق أمام جيوش المغول، الذين تشير المصادر التاريخية إلى قسوتهم تجاه الخصوم، فاستباحوا قتل البشر ودمروا المعالم وأحرقوا الكتب ورموها في النهر.
ثم تعرض العراق مطلع القرن الـ15 لغزو جديد من جيوش القائد المغولي تيمورلنك القادم من أدغال آسيا الوسطى، فأكثر القتل هو الآخر وأحرق مدينة بغداد.
ومنذ سقوط بغداد الأول، لم يكن العراق خاضعا لحكم سلطة واحدة، فكان أقرب إلى حكم القبائل التي تتنازع السيطرة، قبل أن يتمكن الصفويون في إيران من التوسع إليه ابتداء من مطلع القرن الـ16.
وخاض العثمانيون حروبا مع الصفويين وأعلن السلطان سليمان القانوني بغداد ولاية عثمانية عام 1534، لكن الصراع ظل قائما حتى خلال عهد الدول التي حكمت إيران بعد الصفويين ومنها الزندية والقاجارية.
ومع بدء الحرب العالمية الثانية، هاجمت القوات البريطانية البصرة عام 1914، ثم احتلت بغداد عام 1917، لتبدأ مرحلة الانتداب التي استمرت حتى استقلال العراق عام 1932.
المملكة وحكم البعث
بعد انتهاء الثورة العربية، وجد قائدها شريف مكة الحسين بن علي نفسه أمام واقع جديد، حيث احتلت فرنسا سوريا بموجب اتفاقية سايكس بيكو السرية، وطردت نجله فيصل الذي نُصّب ملكا عليها فاضطر للهروب إلى العراق.
ولأن وصول فيصل تزامن مع الامتعاض الشعبي ضد بريطانيا مقابل شعبيته المتنامية، فقد نصبته ملكا على العراق عام 1921 تحت الانتداب، ثم حصلت البلاد على الاستقلال في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 1932.
ولم تستمر المملكة العراقية الهاشمية لوقت طويل، فقد أسقط ضباط عسكريون النظام الملكي في انقلاب 14 يوليو/تموز 1958، وقُتل الملك فيصل الثاني ثالث ملوك البلاد وعدد من أفراد عائلته.
ودبت الخلافات مبكرا بين كبار قادة الجيش ذوي الانتماءات البعثية والناصرية واليسارية الذين أطاحوا بالنظام الملكي، فسجلت 4 انقلابات و4 محاولات انقلابية في الفترة بين 1958 و1968 .
وابتداء من انقلاب 1968، أحكم حزب البعث قبضته على العراق، فتولى أحمد حسن البكر رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس قيادة الثورة، وفي 1979 أزاحه نائبه صدام حسين الذي ظل يحكم البلاد حتى الإطاحة به في الغزو الأميركي عام 2003.
الغزو الأميركي
بعد الإطاحة بالنظام الملكي وتوجه الضباط العسكريين نحو التحالف مع الاتحاد السوفياتي بدأت العلاقات العراقية الأميركية تتوتر، ثم أصبحت أكثر توترا بسبب دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حروب 1967 و1973، ورغم الحديث عن دعم أميركي للعراق في حربه ضد إيران، فإن حرب الخليج عام 1991 وقصف صدام حسين تل أبيب مطلع التسعينيات أعاد التوتر من جديد وبقوة.
وعام 2003، قادت الولايات المتحدة حربا على العراق بحجة امتلاكه أسلحة الدمار الشامل، رغم نفي العراق ذلك الاتهام واعتراض مجلس الأمن الدولي، الذي أوصى بإيفاد مفتشين أمميين للتحقيق في هذه المزاعم.
وأطاح الجيش الأميركي بنظام صدام حسين، وحكمت عليه محكمة عراقية بالإعدام ونفذ الحكم يوم 30 ديسمبر/كانون الأول 2006، كما حُل حزب البعث العراقي، ونُصّب بول بريمر حاكما عسكريا للسلطة الائتلافية المؤقتة في العراق، وصدر دستور جديد للبلاد.
وأعقبت احتلال الولايات المتحدة وحلفائها للعراق موجة من الفوضى وانهيار أجهزة الدولة واندلاع حرب طائفية، وكان سجن أبو غريب شاهدا على الانتهاكات الحقوقية التي ارتكبتها جيوش الحلفاء، كما واجه الوجود العسكري مقاومة شرسة حتى الانسحاب عام 2011.
لكن الجيش الأميركي عاد من جديد بطلب من الحكومة العراقية عام 2014 للمشاركة في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر حينها على نحو ثلث مساحة البلاد.