دكار

داكار - عاصمة السنغال و تعتبر من أهم مدن غرب إفريقيا حيوية و من أقدمها. أصبحت المدينة عاصمة للبلاد بعد استقلالها عن فرنسا سنة 1960. الموسوعة
"تمثال الألفية الثالثة" يعتبر أحد أبرز معالم مدينة داكار (الجزيرة)

دكار عاصمة جمهورية السنغال، تعتبر من أهم مدن غرب أفريقيا سياسيا وأقدمها تاريخيا وأكثرها حيوية فنيا وثقافيا. أصبحت عاصمة للبلاد بعد استقلالها عن فرنسا سنة 1960.

الموقع
تقع مدينة دكار غربي السنغال على المحيط الأطلسي، وتبلغ مساحتها حوالي 550 كلم مربعا، وتتكون من 19 بلدية، حسب التقطيع الإداري للبلاد الذي اعتمدته السلطات سنة 1996.

يُقدر ارتفاع دكار عن مستوى سطح البحر بحوالي 14 مترا. وتحدها من الناحية الشرقية محافظة "تييس"، بينما يطوق المحيط الأطلسي باقي أطراف المدينة التي تنقسم من ناحية التضاريس إلى ثلاث مناطق متباينة من حيث الارتفاع، وهي: المنطقة الشمالية الغربية من المدينة (ارتفاعها نحو 60 مترا)، والوسطى (ارتفاعها أقل من 10 أمتار)، والمنطقة الجنوبية الشرقية (ارتفاعها بين 15 و60 مترا).

السكان
تجاوز تعداد سكان المدينة حوالي 2.9 مليون نسمة، وفق إحصاء رسمي أجري سنة 2013، وتأتي بلديات "بكين" و"كيديواي" و"ريفيسك" في صدارة بلديات العاصمة من حيث الكثافة البشرية.

ومع أن دكار تحولت منذ فترة طويلة إلى مدينة جامعة لكل المكونات العرقية الرئيسية في البلاد (الوُلوف، والسرير، والفولان)، فإن قومية "اللبو" القليلة عدديا تتميز بكونها أول قومية تسكن المنطقة ولها مناطق تجمع خاصة بها في المدينة.

ولا تزال هذه القومية تحافظ على نظامها الاجتماعي القديم من خلال وجود مسؤول أول للقومية يُعنى بتدبير شؤونها الداخلية وتسوية خلافاتها الاجتماعية. ويختار أعيانُ القومية هذا المسؤول الذي يمتلك سلطة شرفية ويُستدعى للأنشطة الرسمية في البلاد.

التاريخ
تأسست دكار على أيدي الفرنسيين سنة 1857، واعتمِدت سنة 1902 عاصمة لمنطقة أفريقيا الغربية التي كانت آنذاك تخضع للاحتلال الفرنسي، وجعلها الفرنسيون ميناءً رئيسيا لعموم المنطقة.

عرفت المدينة في عام 1914 تفشي وباء الطاعون الذي تسبب في وفاة العديد من سكانها وشلّ حركة اقتصادها.

وكان سكان المدينة يتمتعون بحقوق المواطنة الفرنسية بموجب قرار اتخذته الإدارة الاستعمارية عام 1916 يقضي بمنح سكان بلديات سنغالية -من بينها دكار- حق المواطنة، ثم أصبحت عاصمة للبلاد بعد استقلالها عن فرنسا سنة 1960.

الاقتصاد
تشكل قطاعات الإنتاج والبناء والخدمات والتجارة والنقل أهم القطاعات الحيوية التي يرتكز عليها اقتصاد دكار. وتوفر هذه القطاعات -بالإضافة إلى قطاع الصيد التقليدي- مئات الآلاف من فرص العمل للعاطلين بالمدينة.

يعتبر ميناء دكار الشريان الاقتصادي للبلد، إذ يتم فيه أكثر من 90% من التبادلات التجارية الخارجية. كما أنه يأتي في طليعة موانئ منطقة غرب أفريقيا من حيث الأهمية بعد ميناءيْ أبدجان (ساحل العاج) ولاغوس (نيجيريا).

يوفر الميناء خدمات بحرية لبعض الدول الأفريقية التي لا توجد فيها موانئ بسبب غياب المنافذ البحرية كدولتيْ مالي وبوركينا فاسو.

المعالم
توجد في دكار عدة معالم فنية وعلمية واكبت عمر وتطور المدينة بعد الاستقلال، ومن أهم هذه المعالم: "جامعة الشيخ أنتا جوب" التي يعود تأسيسها إلى عام 1957 وتعد أهم معلمة أكاديمية في المنطقة، إذ ساهمت في تكوين العديد من أطر القارة الناطقين باللغة الفرنسية، والذين أصبح لهم شأن مهم في بلدانهم.

ومن المعالم ساحة "المسلة" التي أنشئت سنة 1960، وهي مكان رئيسي لتنظيم الأنشطة الفنية والثقافية، كما تحولت في السنوات الأخيرة إلى مكان لتنظيم احتجاجات القوى السياسية ضد حكومات البلاد المتعاقبة.

تحتوي دكار أيضا على "تمثال بوابة الألفية الثالثة" الذي أنشئ سنة 2001 ويرمز إلى انفتاح القارة الأفريقية على هذه الألفية.

ومن معالم دكار كذلك "تمثال النهضة الأفريقية" الذي دُشن في 2010، ويعتبر من أبرز الأعمال الفنية على مستوى القارة الأفريقية. ويقع التمثال على قمة جبل مميل في دكار البالغ ارتفاعه 100م، وعلى مساحة تقدر بـ35 هكتارا.

المصدر : الجزيرة