حلف وارسو
حلف عسكري أقامه المعسكر الشرقي -بقيادة الاتحاد السوفياتي- إبان الحرب الباردة، في مواجهة حلف شمال الأطلسي.
التأسيس
نشأ حلف وارسو رسميا في 14 مايو/أيار 1955 إثر مؤتمر ضم دول الكتلة الشرقية وانعقد في 11 من نفس الشهر بالعاصمة البولندية وارسو, وقد ساهم في ميلاد الحلف دخول جمهورية ألمانيا الاتحادية إلى منظمة حلف شمال الأطلسي في 9 مايو/أيار 1955, وهو ما رأى فيه الاتحاد السوفياتي آنذاك تهديدا جديا.
وتتكون المعاهدة من 11 بندا، وحررت بأربع لغات هي الروسية والبولندية والتشيكية والألمانية, وهي تنص على أنها مفتوحة لجميع الدول بغض النظر عن نظامها السياسي، على أن يلتحق أي عضو جديد بعد موافقة الدول الموقعة.
الأهداف
نصت اتفاقية وارسو على أن الدول المنضمة للحلف ستدافع عن أي دولة عضو تتعرض للهجوم من طرف قوة خارجية، وأنشأت لتحقيق ذلك جيشا تحت قيادة الماريشال السوفياتي إيفان كونيف.
وقّع على المعاهدة كل من الاتحاد السوفياتي (السابق) وألبانيا وبلغاريا ورومانيا والمجر وبولندا وتشيكوسلوفاكيا (سابقا).
وفي عام 1956 التحقت جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية سابقا) بالحلف, وحصلت جمهورية الصين الشعبية على حق حضور اجتماعات الحلف بصفة مراقب, ولم تنضم جمهورية يوغسلافيا الاتحادية (سابقا) إلى الحلف رغم نظامها الشيوعي بسبب تبني زعيمها جوزيف بروز تيتو مبدأ الحياد بعد اختلافه مع الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين في 1948.
قوبلت محاولات الخروج من معاهدة وارسو بمعارضة شديدة من الاتحاد السوفياتي الذي سيطر على الحلف وقاد عمليات تدخل عسكرية ضد كل من حاول التراجع عن المعسكر الشرقي.
ففي عام 1956 أدت الثورة المجرية إلى إجبار القيادة السياسية على التخطيط لمغادرة الحلف والتزام مبدأ الحياد في الحرب الباردة, لكن القوات السوفياتية دخلت في أكتوبر/تشرين الأول المجر وقضت على الانتفاضة خلال أسبوعين.
وفي عام 1968 غزا الجيش الأحمر تشيكوسلوفاكيا فيما كان يعرف بربيع براغ، حيث تدخل الجيش السوفياتي لوضع حد لحركة الإصلاح ذات التوجه الديمقراطي الليبرالي على يد زعيم الحزب الشيوعي التشيكوسلوفاكي ألكسندر دوبيك.
غير أن التدخلات السوفياتية لم تفلح في منع انسحاب ألبانيا من الحلف في 13 سبتمبر/أيلول 1968 بعد أن قاطعت اجتماعاته منذ عام 1962, وقد استفادت ألبانيا من العامل الجغرافي باعتبار عدم وجود حدود لها مع أي من أعضاء الحلف.
نهاية الحلف
انهار جدار برلين عام 1989، وتوحد شطرا ألمانيا لينضم الشطر الشرقي إلى حلف شمال الأطلسي ويكون بذلك أول عضو من حلف وارسو ينضم إلى الأطلسي.
وبانسحاب ألمانيا الشرقية أعلنت كل من تشيكوسلوفاكيا والمجر وبولندا انسحابهم من حلف وارسو، ثم تلتهم بلغاريا ليتم إنهاء المعاهدة رسميا في يوليو/تموز 1991.
وفي نهاية التسعينيات من القرن الماضي بدأ أعضاء الحلف السابقون ينضمون إلى الحلف الأطلسي فانضمت خلال عام 1999 كل من تشيكيا والمجر وبولندا، وفي 2004 انضمت استونيا وليتونيا وليتوانيا (جمهوريات سوفياتية سابقة) وبلغاريا ورومانيا وسلوفاكيا.