أرييل شارون
سياسي عسكري إسرائيلي، ارتبط اسمه بكل الحروب التي اندلعت بين العرب وإسرائيل بدءاً من عام 1948 حتى 1982. عرف بدمويته ومسؤوليته عن عدة مجازر بحق الفلسطينيين مثل قبية عام 1953، وصبرا وشاتيلا 1982، وجنين 2002 وسواها من المجازر، دخل في غيبوبة لمدة ثماني سنوات قبل وفاته.
المولد والنشأة
ولد أرييل صموئيل مردخاي شرايبر المعروف بأرييل شارون يوم 27 فبراير/شباط 1928 بقرية ميلان الفلسطينية -أصبحت فيما بعد مستوطنة كفر ملال- لأسرة من أصول بولندية عملت في مزارع الموشاف بفلسطين بعد أن فرت إليها خوفا من بطش النازيين.
الدراسة والتكوين
تلقى تعليمه الإعدادي والثانوي في تل أبيب، ودرس في الجامعة العبرية في القدس، ودرس التاريخ والاستشراق والزراعة والقانون في إسرائيل، ثم العلوم العسكرية في فرنسا وإنجلترا.
الوظائف والمسؤوليات
تولى منصب قائد في الجيش الإسرائيلي منذ تأسيسه عام 1948، وشارك في حرب 1948، وقاد فصيل في لواء ألكسندروني، وكان شخصية أساسية في تأسيس الوحدة 101، والعمليات الانتقامية.
ترأس شعبة التدريب بالجيش عام 1966، ورقي إلى جنرال عام 1967 وتولى قيادة القطاع الجنوبي، وعمل مستشارا أمنيا لرئيس الوزراء إسحاق رابين، وشغل بعدها منصب وزير الزراعة في الفترة 1977-1981.
عمل وزيرا للدفاع في حكومة مناحيم بيغن، وأشرف على حرب لبنان 1982، اختير بعدها وزيرا للصناعة والتجارة عام 1984.
تولى منصب وزير البنية التحتية والبناء والإسكان في حكومة ليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، حيث نفذ مخططات لتوسيع المستوطنات اليهودية بالأراضي الفلسطينية.
ومكنه توليه حقيبة الخارجية عام 1998 من رفع أسهمه أكثر في المشهد السياسي الإسرائيلي، وتولي رئاسة الحكومة عام 2001 لغاية 2006 حيث أصيب بجلطة ودخل في حالة غيبوبة أخرجته من المشهد السياسي وطرحته على سرير المرض لمدة ثماني سنوات.
المسار العسكري
التحق شارون في 14 من عمره بالحركة الصهيونية، وانخرط في عصابة الهاغاناه، وقاد إحدى فرق المشاة في حرب 1948 وهو في العشرين من العمر.
ترأس عام 1953 وحدة للعمليات الخاصة أطلق عليها اسم الوحدة 101، تخصصت في الغارات الليلية على مراكز المقاومة، وكان من أشهر عملياتها ما يعرف في التاريخ الفلسطيني المعاصر بمجزرة قبية التي قتل فيها 69 شخصا معظمهم من المدنيين وهدم فيها 41 منزلاً.
كان حاضرا في أزمة السويس 1956، وشارك في حرب 1967 وحرب الاستنزاف، غادر الجيش بعدها لكنه عاد إليه في حرب 1973 وكان له دور في عملية ثغرة الدفرسوار.
انتخب نائبا في البرلمان (الكنيست) عام 1973، وأسس عام 1977 حزب "سلام صهيون" الذي فاز بمقعدين، لكنه تركه وانضم إلى حزب الليكود، حيث تولى في حكومة مناحيم بيغن منصب وزير الزراعة والاستيطان، وظل يشغل هذا المنصب إلى أن انتقل إلى منصب وزير الدفاع عام 1982.
قاد عام 1982 عملية اجتياح لبنان لضرب المقاومة الفلسطينية وتعامل بعنف مع المقاومة الفلسطينية التي كانت تتخذ من بيروت الغربية مقراً لها، وأجبرها بعد حصار طويل على الخروج إلى تونس.
وأثناء الوجود الإسرائيلي في لبنان وقعت مجزرة صبرا وشاتيلا التي أودت بحياة حوالي ألفي لاجئ فلسطيني، وحمَّلت لجنة تحقيق إسرائيلية مستقلة شارون المسؤولية.
أوصت لجنة كاهان -أسستها الحكومة الإسرائيلية- عام 1983 بإقالة شارون (باعتباره وزير الدفاع أثناء حرب لبنان 1982) بعدما حملته المسؤولية عن مذبحة صبرا وشاتيلا لتجاهله احتمال وقوع أعمال عنف من قبل الكتائب ضد سكان مخيمات اللاجئين.
بعد تركه مؤسسة الجيش، تولى مناصبة سياسية عديدة. وقد سببت زيارته للحرم القدسي الشريف في سبتمبر/أيلول عام 2000 إطلاق شرارة انتفاضة الأقصى.
أطاح شارون في انتخابات عام 2001 بزعيم حزب العمل إيهود باراك، وتولى رئاسة حكومة ائتلافية بين ليكود والعمل، حيث واصل عدوانيته بإطلاق عمليات عسكرية لقمع انتفاضة الشعب الفلسطيني في أكثر من مكان وقتل وجرح آلاف الفلسطينيين، فضلا عن فرضه حصارا على الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات برام الله حتى وفاته عام 2004.
رغم معارضة كثيرين داخل حزبه، نفذ في سبتمبر/أيلول عام 2005 خطة الانسحاب من قطاع غزة، واستقال بعدها من حزب الليكود، وأسس مع آخرين حزب كاديما، ودعا لانتخابات برلمانية مبكرة في مارس/آذار 2006.
الوفاة
توفي أرييل شارون يوم 11 يناير/كانون الثاني 2014 عن عمر يناهز 85 عاما، بعد غيبوبة لمدة ثماني سنوات بسبب جلطة في الدماغ في يناير/كانون الثاني عام 2006.