عكا
من أقدم مدن فلسطين التاريخية، تقع على البحر الأبيض المتوسط على الرأس الشمالي من خليج حيفا غرب منطقة الجليل، وتبعد 179 كيلومترا شمال غرب مدينة القدس.
الموقع
تقع مدينة عكا في الطرف الشمالي من خليج عكا على البحر المتوسط، وتبعد 179 كيلومترا شمال غرب القدس.
السكان
كان أغلب سكان عكا قبل نكبة عام 1948 من العرب المسلمين، وكانت فيها طائفة يهودية صغيرة، ومع ارتفاع وتيرة الاستيطان اليهودي أصبح الفلسطينيون يشكلون 35% فقط من نسبة السكان، بحسب إحصائيات 2010.
الاقتصاد
تتمتع عكا بموقع اقتصادي وتجاري جيد بفضل مينائها الذي يعد من أهم وأقدم موانئ فلسطين التاريخية لصيد الأسماك، كما تتميز بموقعها الأثري، فهي تحتوي على العديد من الآثار والمعالم القديمة.
ويعمل سكان المدينة في مجالات متعددة مثل: الأعمال الحرة، وصيد الأسماك، والسياحة، والتجارة، والخدمات.
التاريخ
تعتبر عكا مدينة ساحلية غاية في القدم، فقد ورد ذكرها في التوراة، وخلال القرن الرابع للميلاد غزاها الإسكندر الأكبر، وشيد بطالمة مصر المدينة وأطلقوا عليها اسم بطولومايس في عهد بطليموس الثاني فيلادلفيوس.
وفي عام 1104 للميلاد تعرضت لغزو من قبل الفرنجة، وكانت تعد مرسى مهما في المنطقة. وفي عام 1291 للميلاد حرر سلطان مصر المملوكي الأشرف خليل المدينة من الصليبيين وطردهم منها، وهو ما عرف بفتح عكا.
وتوالت على المدينة في تاريخها الكثير من الحضارات والغزاة. وفي عام 16 للهجرة تمكن القائد المسلم شرحبيل بن حسنة من فتحها، وأنشأ فيها معاوية بن أبي سفيان عام 20 للهجرة دارا لصناعة السفن، وانطلقت من المدينة سفن حربية عربية إلى جزيرة قبرص.
وفي القرن الـ18 حكم المدينة الشيخ طاهر العمر الزيداني وأبناؤه، وهو الذي بنى أسوار عكا الشهيرة، وفي نهاية القرن التاسع عشر حكمها أحمد باشا الجزار.
وفي عام 1799 أفشلت أسوار مدينة عكا زحف القائد الفرنسي نابليون بونابرت وجيشه الفرنسي الذي وصل إليها بعدما احتل مصر وساحل يافا، ورغم حصاره لها مدة طويلة -أمطر خلالها المدينة بوابل من قذائف المدافع وزخات الرصاص- فإنه فشل في اقتحام أسوارها، وقال كلمته الشهيرة "تحطمت أحلامي على أسوارك يا عكا، سلاما لا لقاء بعده".
وفي عام 1918 خضعت المدينة للانتداب البريطاني، وفي هذه الفترة كان في المدينة سجن اشتهر إثر ثورة البراق، حيث قامت السلطات البريطانية بتنفيذ حكم الإعدام في ثلاثة من رجال المقاومة الفلسطينية هم: محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير، وكان ذلك يوم 17 يونيو/حزيران 1930.
معالم
تحوي المدينة الكثير من المعالم التاريخية، من أهمها: حدائق البهجة وتقع على بعد كيلومترين إلى الشمال من عكا، وفيها ضريح "بهاء الله" مؤسس الديانة البهائية.
وفيها سور الجزار، الذي أقيم على بعد 15 مترا من السور الداخلي، وفيه تسعة أبراج للمراقبة أبرزها: برج كريم وبرج السلطان وبرج الكومندار، وشملت هذه الأسوار مرابض ضخمة للمدفعية أثناء الحصار الفرنسي، حيث بلغ عدد المدافع نحو 250 مدفعا، وقد أثبتت هذه الأسوار مناعتها في صمودها أمام حصار نابليون للمدينة.
وفي المدينة مقام النبي صالح، ويقع في المقبرة الإسلامية جنوبي عكا، ويعتقد أن به ضريح النبي صالح عليه السلام، ويحوي أضرحة الشهداء الثلاثة: فؤاد حجازي ومحمد جمجوم وعطا الزير الذين أعدمهم الإنكليز، وضريح الشيخ غانم، وكان من العوَّامين الذين أقاموا اتصالا بين سكان عكا وصلاح الدين، ويقال إنه لقي مصرعه غرقا وعثر على جثته قرب ميناء عكا.