إقليم دارفور.. تاريخ عريق شوهته الحروب والصراعات

afp - 28 May 2005 during a visit of UN Secretary General Kofi Annan of the south Darfur town of Labado which was attacked by air in December 2004
تكثر في دارفور غابات الهشاب الذي يثمر الصمغ العربي (الفرنسية)

إقليم دارفور يقع في الجزء الغربي من السودان، ويمتد على نحو خُمس مساحة البلاد، ويقطنه ما يقارب 9.5 ملايين نسمة. ومن أبرز المكونات السكانية فيه قبائل الفور والمساليت والزغاوة والرزيقات.

وهو أحد الأقاليم الأكبر مساحة والأكثر كثافة سكانية في البلاد، ويمتاز بموارده الطبيعية الغنية، بما في ذلك الثروتان الحيوانية والمعدنية.

ورغم ما يزخر به الإقليم من إمكانات اقتصادية واجتماعية، فقد شهد منذ عام 2003 واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ المعاصر، مع تصاعد أعمال الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والانتهاكات الواسعة ضد المدنيين.

قرر مجلس الأمن الدولي عام 2005 إحالة ملف دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في الجرائم المرتكبة ومحاسبة المسؤولين عنها، في خطوة اعتُبرت سابقة بارزة في مسار العدالة الدولية.

الموقع والمناخ

يقع إقليم دارفور أقصى غرب السودان بين خطي عرض 10 و16 شمالا، وخطي طول 22 و27.30 شرقا، ويشترك في حدوده مع ليبيا شمالا، وتشاد غربا، وجمهورية أفريقيا الوسطى في الجنوب الغربي، كما يتاخمه من الجنوب بحر العرب وشمال غرب بحر الغزال، ومن الشرق كثبان كردفان، ومن الشمال الشرقي الإقليم الشمالي.

يتنوع مناخ إقليم دارفور تبعا لتضاريسه واتساع رقعته؛ فيسود المناخ شبه الصحراوي في الشمال، بينما تمتاز منطقة جبل مرة بمناخ معتدل يشبه مناخ البحر الأبيض المتوسط بفضل ارتفاعها الذي يصل إلى نحو عشرة آلاف قدم فوق سطح البحر، أما في الجنوب والجنوب الغربي فتغطي الأرض حشائش السافانا التي تشكّل بيئة زراعية ورعوية غنية.

المساحة والسكان

يعد إقليم دارفور من أكبر أقاليم السودان مساحةً، إذ يمتد على نحو 510888 كيلومترا مربعا، أي ما يعادل خُمس مساحة البلاد، فيما يبلغ عدد سكانه قرابة 9.5 ملايين نسمة، وفق تقرير لجنة التحقيق التابعة للاتحاد الأوروبي الصادر في أبريل/نيسان 2024.

يشكّل الريف موطنا لنحو 75% من سكان الإقليم، في حين يعتمد 15% على الرعي، ويقيم 10% في المدن، وتُعد قبائل الفور والمساليت والزغاوة والرزيقات من أبرز المكونات السكانية في الإقليم.

الجغرافيا

تغلب على دارفور تضاريس السهول الواسعة المتموّجة الممتدة على مساحات شاسعة، وتتوسطها مرتفعات جبل مرة البركانية، التي تُعد أعلى مناطق الإقليم وأكثرها خصوبة، إذ يصل ارتفاعه نحو 3088 مترا فوق سطح البحر.

إعلان

كما تنتشر في الإقليم سلاسل جبلية أخرى مثل جبل الميدوب وجبل أبو قران وجبل تقابو وجبل فشار وجبل أم كردوس وجبال الداجو.

وتضم منطقة دارفور أيضا شبكة من الموارد المائية الطبيعية تشمل نهر بحر العرب، وعددا من الروافد والوديان الموسمية، إضافة إلى بحيرة كندي وعيون المياه العذبة المنتشرة في مناطق مختلفة.

وتتنوع تربة الإقليم بين الحصوية والرملية، وتغطيها نباتات موسمية وشجيرات شوكية متناثرة، بينما تتميز مرتفعات جبل مرة بأمطارها الغزيرة التي تُغذي الأودية وتُكسب المنطقة بيئة زراعية غنية، في مقابل شمالٍ قاحلٍ يميل إلى طبيعة الصحراء الليبية.

يتميز الإقليم بثروة طبيعية متنوعة، أبرزها الثروة الحيوانية التي تضم الإبل والأغنام والأبقار، والتي تشكّل ركيزة أساسية للاقتصاد المحلي. إلا أن هذه الثروة تعرضت لضربة قوية في أوائل سبعينيات القرن الـ20 جراء موجة جفاف واسعة، أسفرت عن نفوق أعداد كبيرة من الماشية وتراجع كبير في النشاط الرعوي.

وتغطي أجزاء من دارفور غابات الهشاب، التي تُعد مصدرا رئيسيا لإنتاج الصمغ العربي، إلى جانب حقول القطن والتبغ المنتشرة في الجنوب الغربي، حيث يُزرع أيضا القمح والذرة والدخن وعدد من المحاصيل الغذائية الأخرى. كما تشير الدراسات إلى وجود احتياطات من المعادن والبترول في بعض مناطق الإقليم.

وتُزرع في المرتفعات محاصيل الحبوب والأرز والفواكه، بينما تنتشر في الجنوب زراعة الذرة والسمسم والفول السوداني والخضروات، ويقتصر النشاط في الشمال على تربية الإبل والأغنام والماعز.

وتُعرف منطقة دارفور أيضا بصناعاتها التقليدية مثل الجلود ونقش الخشب وحياكة السجاد، فيما تُعد مدينتا نيالا والفاشر أبرز مراكزها الحضرية والإدارية.

شهد إقليم دارفور في ثمانينيات القرن الـ20 موجة قاسية من التصحر والجفاف والمجاعة أودت بحياة مئات الآلاف من السكان، وأدت إلى انهيار المنظومة الزراعية والرعوية وجفاف الوديان والمجاري الموسمية، ما عمّق هشاشة البنية البيئية والاقتصادية في المنطقة.

التسمية

اشتُق اسم دارفور من عبارة "دار الفور"، أي "أرض الفور"، وهي القبيلة التي حكمت سلطنة دارفور الإسلامية حتى مقتل السلطان علي دينار عام 1916، آخر سلاطين الإقليم.

ويضم الإقليم أكثر من 75 قبيلة ومجموعة قبلية تمزج بين أنماط الحياة الزراعية المستقرة والبدوية الرعوية.

أبرز قبائل دارفور

يتميّز إقليم دارفور بتنوعه العرقي والثقافي، إذ يضم مزيجا من الجماعات والقبائل من ضمنها الفور والزغاوة والنوبة والدجو والبيجا، ويعتمد معظم السكان على الزراعة وتربية الماشية مصدرا رئيسيا للعيش.

وتنقسم القبائل في الإقليم إلى مجموعتين رئيستين: القبائل المستقرة التي تعيش في المناطق الريفية وتمارس الزراعة، والقبائل الرحّل التي تتنقّل طلبا للماء والمرعى، وتشمل الأبالة والمحاميد ومهريه وبني حسين والرزيقات والمعالية.

وتتحدث القبائل المستقرة لغاتها المحلية إلى جانب اللغة العربية، بينما يُعد العرب الرحّل من أبرز المجموعات البدوية في الإقليم، وتُعد العربية لغتهم الأساسية ووسيلة التواصل الأوسع انتشارا في دارفور.

إعلان
  • قبيلة الفور

هي المكوّن الرئيس لسكان إقليم دارفور، يتحدث أفرادها لهجات متعدّدة ضمن القبيلة نفسها. وتتفرع إلى عدد من البطون والفروع، من أبرزها كنجارة والتموركا والمسبحات وتراكيت وغيرها.

ينتشر الفور في ولايتي جنوب دارفور وغرب دارفور، ويعتمد نشاطهم الاقتصادي على زراعة الذرة والحبوب إلى جانب تربية الأغنام والماشية وممارسة التجارة.

  • قبيلة الرزيقات

تتمركز قبيلة الرزيقات في أقصى الجنوب الشرقي من ولايات دارفور، وتحدها شرقا قبائل حمر والبرتي، وغربا دار الهبانية، وشمالا البرقد، وجنوبا قبائل الدينكا بمنطقة بحر الغزال في جنوب السودان.

برز من أبناء الرزيقات عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية، من بينهم آدم موسى مادبو وزير الدفاع في حكومة الصادق المهدي عام 1965، إلى جانب شخصيات معروفة مثل مادبو علي عبد الحميد وموسى هلال ومحمد حمدان دقلو (حميدتي).

  • قبيلة المساليت

إحدى القبائل العريقة المستقرة غرب السودان وشرق تشاد، وبالتحديد في ولاية غرب دارفور. اشتهرت بمقاومتها للاستعمارين الفرنسي والبريطاني، وتعرضت أراضيها للانقسام عقب توقيع معاهدة عام 1920 بين فرنسا وبريطانيا، مما جعلها تستقر في المنطقة الحدودية الفاصلة بين السودان وتشاد.

  • قبيلة الزغاوة

هي من كبريات القبائل الأفريقية التي تمتد جذورها إلى القرن السابع الميلادي، وقد أسست مملكة قوية استمرت حتى نهاية القرن العاشر.

ينتشر الزغاوة في نطاق جغرافي واسع يشمل السودان وتشاد والنيجر وليبيا، ويتمركز وجودهم على طول الحدود السودانية التشادية، خاصة في إقليم دارفور غربي السودان وإقليم فزان في ليبيا.

يعتمدون على رعي الإبل والماشية إلى جانب الزراعة، كما يُعرفون بتنوعهم الثقافي وبدورهم البارز في الحياة السياسية والعسكرية بالمنطقة.

تقسيم الإقليم

شهد إقليم دارفور تغيّرات إدارية عدة عبر تاريخه الحديث، ففي 1994، جرى تقسيمه إلى ثلاث ولايات هي: شمال دارفور وعاصمتها الفاشر، التي تمثل المركز التاريخي والسياسي للإقليم، وجنوب دارفور وعاصمتها نيالا وهي المدينة التجارية والعمرانية الأبرز، وغرب دارفور وعاصمتها الجنينة.

لاحقا، وفي مايو/أيار 2011، أقر مجلس الوزراء السوداني مشروع قانون يقضي بإعادة هيكلة الإقليم إلى خمس ولايات بدلا من ثلاث، وذلك بإلغاء ولايتي جنوب وغرب دارفور القديمتين وتقسيمهما إلى أربع ولايات جديدة.

وأصبح الإقليم يضم شمال دارفور وعاصمتها الفاشر، جنوب دارفور وعاصمتها نيالا، غرب دارفور وعاصمتها الجنينة، شرق دارفور وعاصمتها الضعين، وسط دارفور وعاصمتها زالنجي.

التاريخ

  • العصور القديمة

في العصور ما قبل التاريخ، كان سكان شمال دارفور على صلة بالشعوب التي سكنت وادي النيل قبل العصر الفرعوني. ومنذ حوالي عام 2500 قبل الميلاد، يُرجح أن دارفور كانت جزءا من شبكة القوافل المصرية التي كانت تتاجر جنوبا انطلاقا من أسوان.

وكان الداجو أول الحكام التقليديين للإقليم، ويُعتقد أن لهم صلة بمصر القديمة. واستمرّ التبادل التجاري بين دارفور ومصر في المملكة الحديثة، كما شمل التجارة مع مدينتي نباتا ومروي في مملكة قوش، قبل أن يخلفهم حكم التنجر.

  • الفترة المسيحية

امتدت الفترة المسيحية في دارفور من نحو 900 م إلى 1200 م، وانتهت مع انتشار الإسلام شرقا من إمبراطورية كانم-برنو. وبحلول عام 1240م، سيطر ملك كانم على طريق تجاري يمتد شرقا إلى صاي، ومن المحتمل أن دارفور كانت في مرحلة ما إحدى مقاطعات كانم أو برنو.

  • حكم أسرة الكيرا وظهور الفور

حكمت أسرة الكيرا، وهي عشيرة من قبيلة الفور، دارفور من نحو 1640 حتى 1916. وأول ذكر تاريخي لاسم فور ورد عام 1664.

استخدم ملوك الكيرا مصطلح فور للإشارة إلى سكان المنطقة ذوي البشرة الداكنة الذين اعتنقوا الإسلام، وأصبحوا أعضاء الأسرة نفسها يُعرفون باسم الفور.

وفي تلك الفترة، دخل سكان دارفور في الإسلام، وخاض السلاطين حروبا متقطعة مع مملكة وداي وحاولوا إخضاع القبائل العربية شبه المستقلة في الإقليم.

إعلان
  • الحكم المصري والبريطاني

في سبعينيات القرن الـ19 أصبحت دارفور تحت الحكم المصري ومنحت صفة ولاية. وقُمعت ثورات عدة، وعُيّن رودولف كارل سلاتين حاكما في 1881. ورغم دفاعه عن الإقليم ضد قوات المهدي، اضطر للاستسلام في ديسمبر/كانون الأول 1883، وأصبحت دارفور بعد ذلك جزءا من الدولة التي أعلنتها الثورة المهدية.

بعد سقوط خليفة المهدي عبد الله عام 1898، اعترفت الحكومة الإنجليزية-المصرية بـ علي دينار سلطانا على دارفور في 1899.

وفي 1915 قاد علي دينار ثورة ضد البريطانيين، انتهت بمقتله في نوفمبر/تشرين الثاني 1916، وأصبحت دارفور ولاية سودانية، ثم قُسمت لاحقا إلى ثلاث ولايات.

الصراع العرقي والنزاع المسلح

تطورت التوترات العِرقية بين الرعاة العرب الرحّل والمزارعين المستقرين من قبائل الفور وغيرها في أواخر ثمانينيات القرن الـ20 إلى نزاع مسلح شامل. فبعد سنوات من الاحتكاكات والنزاعات القبلية، تصاعد الوضع عام 2003 عندما اندلعت الحرب بين الحكومة المركزية والحركات المسلحة التي اتهمت الخرطوم بتهميش الإقليم سياسيا واقتصاديا.

وأسهم قرار الحكومة عام 1994 بتقسيم دارفور إلى ولايات عدة بدلا من إقليم واحد في تعزيز النزعة التمردية. وردا على الهجمات التي شنّها المتمردون، شكّلت الحكومة ميليشيا الجنجويد التي نفّذت هجمات واسعة على القرى والمجتمعات الزراعية المستقرة.

وفي غضون عام واحد فقط، قُتل عشرات الآلاف من المدنيين، ونزح مئات الآلاف إلى تشاد أو إلى مخيمات داخل السودان.

التدخل الدولي ومجلس الأمن

في 2005 بدأت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا بشأن جرائم الحرب في دارفور، إلا أن الحكومة رفضت الاعتراف بسلطتها.

وفي 2006 حدث انشقاق في حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، ما أتاح فرصة للحكومة للتوصل إلى اتفاق سلام جزئي مع فصيل مناوي بعد مفاوضات في أبوجا.

لكن قائد الحركة الأصلي عبد الواحد نور وحركة العدل والمساواة بقيادة خليل إبراهيم رفضوا الاتفاق. رغم ذلك، ظل الضغط الدولي على الحكومة مستمرا بسبب اتهامات بارتكاب جرائم ضد المدنيين وعجز بعثة حفظ السلام الأفريقية عن حمايتهم.

في 2008، اضطرت الحكومة إلى قبول نشر بعثة حفظ سلام مشتركة بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة تحت اسم (يوناميد). وفي العام ذاته قدرت الأمم المتحدة عدد القتلى منذ اندلاع الحرب بحوالي 300 ألف قتيل و2.5 مليون نازح، بينما رفضت الحكومة هذه الأرقام.

وفي مارس/آذار 2009، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني حينها عمر حسن البشير بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وأضافت لاحقا تهمة الإبادة الجماعية في 2010، ما شكل سابقة تاريخية باعتبارها المرة الأولى التي يُطلب فيها اعتقال رئيس دولة أثناء توليه المنصب.

التطورات العسكرية

مع نهاية 2009، فقدت حركات التمرد دعم الرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي، ما أثر على قدرتها على مواجهة الحكومة.

في 2010، عاد أركو مناوي للتمرد متهما الحكومة بالتنصل من الاتفاق، فيما بدأت محادثات مع حركة العدل والمساواة برعاية قطر دون نتائج حقيقية.

في 14 يوليو/تموز 2011، وقعت حركتا تحرير السودان والعدل والمساواة اتفاق سلام في الدوحة، وتم بموجبه تشكيل سلطة إقليمية في دارفور برئاسة التجاني سيسي، مع نص على إجراء استفتاء لتحديد الوضع الإداري للإقليم.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته، شكّلت حركات دارفور تحالفا مع الحركة الشعبية لتحرير السودان/قطاع الشمال، مما أدى إلى تصعيد عسكري. وفي ديسمبر/كانون الأول، تعرضت حركة العدل والمساواة لانتكاسة بعد مقتل زعيمها خليل إبراهيم بغارة جوية، وتولى شقيقه جبريل القيادة خلفا له.

مفاوضات ومحاولات وقف القتال

مع مطلع 2014، دعا البشير إلى حوار شامل برعاية الاتحاد الأفريقي بقيادة ثابو أمبيكي. وعقدت جولات تفاوضية عدة بين الحكومة والحركات المسلحة، لكنها لم تحقق تقدما كبيرا، حتى تشكيل تحالف "نداء السودان" في نهاية العام ذاته، ووقعته الحكومة منفردة على خريطة الطريق، فيما استمرت مجموعات متمردة منشقة عن الحركات الثلاث تحت اسم التحرير والعدالة بقيادة التجاني سيسي.

استمرت المفاوضات تحت مسارين: الأول بين الحكومة وحركتي مناوي وخليل إبراهيم في دارفور، والثاني بين الحكومة والحركة الشعبية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.

رفضت حركة نور المشاركة، وشنت معارك عنيفة في يناير/كانون الثاني 2016 بجبل مرة، ما تسبب في نزوح أكثر من 130 ألف شخص. وهدفت المفاوضات إلى وقف الأعمال العدائية وتسهيل الإغاثة، مع وضع أجندة حوار أوسع حول الحكم والإصلاح الاقتصادي.

إعلان

في أبريل/نسيان 2016، نظمت الحكومة استفتاء لتحديد الوضع الإداري لدارفور وفق اتفاق الدوحة، وسط دعوات من الحركات المسلحة لمقاطعته.

اختار الناخبون في استفتاء دارفور الإبقاء على النظام الإداري القائم المكوَّن من خمس ولايات بدلاً من توحيد الإقليم تحت حكومة واحدة، وهو الخيار الذي حظي بدعم الحكومة السودانية.

وبناءً على نتيجة الاستفتاء، انتهى عمل السلطة الإقليمية برئاسة التجاني سيسي، بينما تعهّدت الحكومة بمواصلة تنفيذ مشاريع الإعمار والتنمية المنصوص عليها في اتفاق الدوحة، والتي لم يستكمل تنفيذها.

في أغسطس/آب 2020، وُقّع اتفاق سلام شامل بين الحكومة الانتقالية السودانية التي تشكّلت عقب الإطاحة بعمر البشير عام 2019 وحركتي تحرير السودان والعدل والمساواة.

أكد الاتفاق التزام الحركتين بالمشاركة في مسار الانتقال الديمقراطي عبر الوسائل السلمية. ورغم ذلك، استمرت هجمات الميليشيات ضد المدنيين في ظل غياب تدخّل حكومي فعّال، خصوصا في ولاية غرب دارفور، التي شهدت منذ مطلع 2021 موجات عنف أودت بحياة المئات وأدت إلى نزوح عشرات الآلاف.

معالم

  • قصر دينار

بناه المهندس العثماني الحاج عبد الرازق بأمر من السلطان دينار، الذي تولى حكم المنطقة عام 1898.

شُيّد القصر بين عامي 1911 و1912 على مساحة تقارب 3 آلاف متر مربع، ويُعد تحفة معمارية فريدة في زمانه، بُني من الطين والخشب بطابقين وجدران سميكة تتجاوز مترا.

يضم القصر غرف السلطان وغرف ضيوفه وزوجاته وحديقة واسعة، وتزين مدخله عبارات إسلامية وأسماء الخلفاء الراشدين منقوشة بالعاج وسن الفيل.

بعد سقوط السلطنة، استخدمه الإنجليز مقرا، ثم حُوِّل في عهد جعفر نميري عام 1977 إلى متحف لتوثيق تاريخ السلطنة وحضارات السودان القديمة.

يضم المتحف بعض الآثار منها مصحف مخطوط، وإبريق فضي وأسلحة السلطنة وبندقية عثمانية، وصورة أرشيفية لقافلة "المَحمل"، التي كان السلطان دينار يرسلها سنويا إلى مكة المكرمة محملة بكسوة الكعبة ومؤن الحجاج.

  • جبل مرة

أحد أبرز المعالم الطبيعية والتراثية في إقليم دارفور، وهو من أعلى القمم الجبلية في البلاد يتجاوز ارتفاعه 3 آلاف متر فوق سطح البحر.

يمتد على مئات الكيلومترات من بلدة كاس في ولاية جنوب دارفور جنوبا إلى ضواحي مدينة الفاشر شمالا، ويغطي مساحة تُقدر بـ12 ألفا و800 كيلومتر مربع.

ويتميز بتضاريسه البركانية وشلالاته وبحيراته، مما جعله موطنا لتنوع بيئي وثقافي غني، ومصدرا للحياة الزراعية والرعوية لسكانه، وهو من أهم الوجهات السياحية في السودان.

أعلام

  • جبريل إبراهيم

ينحدر من إقليم دارفور، وهو أستاذ جامعي وحاصل على دكتوراه في الاقتصاد من إحدى الجامعات اليابانية، وينتمي لقبيلة الزغاوة.

أسس مع أخيه "خليل إبراهيم" حركة العدل والمساواة السودانية، وهي حركة قادت تمردا ضد حكومة البشير، وكان يشغل منصب مسؤول العلاقات الخارجية بالحركة إلى أن تولى رئاستها في يناير/كانون الثاني 2012م عقب مقتل أخيه خليل.

وفي أعقاب توقيع اتفاقية سلام جوبا في أكتوبر/تشرين الأول 2020م عينه رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك وزيرا للمالية.

  • موسى هلال

زعيم قبيلة المحاميد في دارفور، برز أثناء حرب عام 2003 باعتباره من مؤسسي قوات الجنجويد التي دعمت الحكومة ضد المتمردين.

لاحقا تحول موسى هلال إلى معارض للحكومة بعد رفضه دمج قواته في قوات الدعم السريع التي يقودها منافسه حميدتي، وخاض مواجهات معها عام 2017 انتهت باعتقاله وسجنه أربع سنوات قبل الإفراج عنه بعفو رئاسي.

وفي أبريل/نيسان 2024، وبعد اندلاع الصراع المسلح، أعلن دعمه للجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع، واصفا إياها بأنها "مليشيا ومرتزقة".

  • مني أركو مناوي

سياسي وقائد عسكري سوداني ولد عام 1968 بقرية فوراوية شمال دارفور، ينتمي إلى قبيلة الزغاوة.

عمل معلما وتاجرا قبل أن ينخرط في العمل السياسي عام 2001 بانضمامه إلى حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، ثم تولى رئاسة الحركة – جناح مناوي بعد انشقاقه عام 2003.

شغل منصب كبير مساعدي الرئيس عمر البشير ورئيس السلطة الانتقالية لدارفور بعد اتفاق أبوجا (2006–2010)، وفي 2021 عُيّن حاكما لإقليم دارفور بموجب اتفاق جوبا للسلام.

المصدر: الجزيرة

إعلان