جمهورية أوغندا.. أحد أقدم مواطن الإنسان في أفريقيا

تصميم خاص خريطة أوغندا

جمهورية أوغندا دولة تقع في منطقة البحيرات الكبرى الأفريقية، تحدها جنوب السودان وكينيا وتنزانيا ورواندا والكونغو الديمقراطية. احتلتها بريطانيا أواخر القرن الـ19، وجعلت منها محمية ابتداء من عام 1894.

عقب استقلالها عام 1962 عرفت أوغندا نظام حكم غير محدد الملامح، بموجبه انتخب ملك إحدى الممالك الصغيرة داخل الدولة رئيسا فخريا، وهو ما أثار إشكالات جوهرية حول طبيعة العلاقة بين المملكة والحكومة المركزية.

وعلى مدى العقود التي تلت الاستقلال شهدت أوغندا موجات من الانقلابات والاضطرابات السياسية والاجتماعية، وأصبحت توصف بأنها "واحدة من أشد الدكتاتوريات الأفريقية قسوة"، خصوصا في ظل حكم الرؤساء ميلتون أوبوتي وعيدي أمين ثم يوري موسيفيني، الذي انتخب لست ولايات رئاسية متتالية.

المعلومات الأساسية

  • الاسم: جمهورية أوغندا.
  • الاسم المختصر: أوغندا.
  • العاصمة: كمبالا.
  • اللغة: الإنجليزية (رسمية)، وعدد من اللغات الأخرى أبرزها لوغندا والسواحلية واللغة العربية.
  • النظام السياسي: جمهوري.
  • تاريخ الاستقلال: 9 أكتوبر/تشرين الأول 1962 (عن المملكة المتحدة).
  • العملة: الشيلينغ.
KAMPALA, UGANDA - CIRCA SEPTEMBER 2016: View of the city of Kampala
مشهد عام للعاصمة الأوغندية كمبالا (شترستوك)

الجغرافيا

  • الموقع: تقع أوغندا في شرق أفريقيا، ويحدها من الشمال جنوب السودان ومن الشرق كينيا ومن الجنوب تنزانيا ورواندا ومن الغرب الكونغو الديمقراطية.
  • المساحة: نحو 241 ألف كيلومتر مربع.
  • الموارد الطبيعية: النحاس والذهب والحجر الجيري والملح والطاقة الكهرمائية والأراضي الزراعية.
  • المناخ: استوائي ممطر غالبا وشبه قاحل في الشمال، وتشهد البلاد سنويا موسمي جفاف يمتد الأول بين ديسمبر/كانون الأول وفبراير/شباط، والثاني بين يونيو/حزيران وأغسطس/آب.
إعلان

السكان

  • التعداد: 45.905.417 نسمة (حسب معطيات مكتب الإحصاء الأوغندي لعام 2024).
  • نسبة النمو: 2.9% (حسب معطيات مكتب الإحصاء الأوغندي لعام 2024).
  • التوزيع العرقي: 16.5% الباغندا، 9.6% البنياكولي، 8.8% الباسوغا، 7.1% الباكيغا، 7% الأتيسو، 6.3% اللانغي، 4.4% الآشولي، 4.9% باغيسو، 3.3% لوغبرا، 32.1% قوميات أخرى (تقديرات 2014).
  • الديانة: 39.3% رومان كاثوليك، 45.1% مسيحيون بروتستانت، 13.7% مسلمون، 1.6% ديانات أخرى، 0.2% غير محدد (تقديرات 2014).
Incredible nature and landscapes in Uganda, East Africa.
أوغندا تشتهر بثرواتها ومناظرها الطبيعية والسياحية (شترستوك)

الاقتصاد

بلغ الناتج المحلي الإجمالي لجمهورية أوغندا 55.59 مليار دولار في 2024، مقابل 47.44 مليار دولار في 2023، و42.77 مليار دولار في 2022.

بينما يُقدَّر نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بـ 2339 دولارا أميركيا نهاية عام 2024.

أما نسبة النمو فقد بلغت %5.3 في 2023، و4.6% في 2022، و3.5% في 2021، فيما بلغت أعلى مستوى لها %11.5 في 1995.

وبلغت نسبة البطالة 3.2% في 2024، و%2.9 في 2023، و%2.9 أيضا في 2022، ونسبة التضخم 3.48% في 2024، و5.35% في 2023، و7.19% في 2022.

الدين الخارجي:

وصل الدين الخارجي لأوغندا إلى 25.6 مليار دولار في يونيو/حزيران عام 2024، مقابل 23.7 مليار دولار في العام السابق، وفقا لبيانات وزارة المالية الأوغندية.

وأعلنت الحكومة الأوغندية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 عزمها خفض الاقتراض الخارجي بنسبة 98% للحد من ديون البلاد المتزايدة، إضافة إلى تخفيضات كبيرة في الإنفاق الحكومي للسنة المالية 2025-2026 بأكثر من 20%، وخفض الاقتراض المحلي بنسبة 54% لتخفيف ضغط الديون ومنع حدوث أزمة.

أهم المنتجات: السكر والشاي والقطن والمنسوجات والتبغ والبن والبطاطا.

التاريخ

يعتبر بعض المؤرخين وعلماء الآثار أوغندا واحدة من مناطق شرق أفريقيا التي تعد أقدم مواطن الوجود البشري على الأرض، رغم أنه لا آثار بها تضاهي ما اكتشف في إثيوبيا وتنزانيا وكينيا.

إعلان

وتشير الدراسات التاريخية إلى هجرات شهدتها المنطقة، يعود بعضها إلى مجموعات من صغار القامة قادمين من غرب القارة في حدود عام 1000 قبل الميلاد، إضافة إلى هجرة أخرى من سهول جنوب السودان.

ولاحقا تأسست عدة ممالك صغيرة في أوغندا، من بينها بوغندا وبونيورو وأنكولي، وبعد تهاوي قوة معظم هذه الممالك أصبحت مملكة بوغندا في الصدارة ابتداء من منتصف القرن التاسع عشر.

كما كانت المنطقة نقطة استقطاب للتجار العرب والآسيويين الذين أصبحوا يشكلون جزءا معتبرا من مكونات الشعب الأوغندي.

وفي عام 1872 أصبحت أراض واسعة في منطقة البحيرت الكبرى الأفريقية، ومن بينها معظم أراضي أوغندا الحالية، تابعة لمصر بعد حملات عسكرية بعثها الخديوي إسماعيل لتأمين منابع النيل، واستعان فيها بخبرات قادة فارين من الحرب الأهلية الأميركية، إضافة إلى عسكريين أوروبيين وغيرهم.

وأتبع الخديوي المنطقة التي تضم أوغندا لحكمدارية السودان، قبل أن يصدر قرارا في 19 فبراير/شباط 1974 بتسميتها مديرية خط الاستواء المصرية، وأصبحت تحت حكم ولاة مصريين.

الاستعمار البريطاني

في عام 1889 سيطر الجيش البريطاني على مديرية خط الاستواء المصرية، بعد أن كانت ترقب التمدد المصري الذي شجعته أملا في إنهاك إحدى أهم مكونات جيوش الإمبراطورية العثمانية في ذلك التاريخ.

فككت بريطانيا مديرية خط الاستواء إلى دويلات صغيرة، واصطحب جيشها أفواجا من المبشرين لنشر الديانة المسيحية، قبل أن تجعل من أرض أوغندا الحالية -التي أصبحت ساحة صراع بين البروتستانت والكاثوليك- محمية بريطانية عام 1894.

وضمن سياساته الداخلية اعترف الاستعمار البريطاني بمملكة بوغندا، ومنحها الحكم الذاتي مع امتيازات واسعة لا تحظى بمثلها باقي الممالك الصغيرة المجاورة، وهو ما تسبب في الاستياء وأشعل ثورة ضد البريطانيين في 1907.

إعلان

كما عمد الاستعمار البريطاني إلى تقريب سكان المناطق الجنوبية الذين شكلوا غالبية موظفي الدولة ونخبة المتعلمين والتجار في الحقبة الاستعمارية الأولى، ثم جند الشماليين في الجيش والشرطة الاستعمارية، مما ألقى بظلاله على التقسيمة السياسية والاجتماعية لاحقا في البلاد.

الاستقلال

في عقد الخمسينيات من القرن العشرين بدأت بريطانيا التحضير لانتخابات محلية في أوغندا تمهيدا للاستقلال، وتصدرت الساحة السياسية ثلاث قوى رئيسية هي: حزب المؤتمر الشعبي والحزب الديمقراطي والاتحاديون الموالون للملكية.

وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 1961 وُضع دستور توافقي، أعقبه إجراء انتخابات برلمانية في أبريل/نيسان 1962 تصدر فيها الاتحاديون، فأصبح ميلتون أوبوتي رئيسا للوزراء والكاباكا موتيسا الثاني -الذي حكم مملكة بوغندا- رئيسا فخريا لدولة أوغندا.

وأثارت رئاسة موتيسا الثاني استياء الممالك الأخرى داخل الدولة، إذ اعتبرتها استمرارا للمزايا التي منحتها بريطانيا لبوغندا على حساب المكانة السياسية لباقي الممالك.

ولأن الدستور التوافقي لم يجعل من أوغندا دولة موحدة ولا دولة اتحادية ولا جمهورية، فقد أصبحت العلاقة بين مملكة بوغندا والحكومة المركزية تثير إشكالات جوهرية، وهو ما قاد إلى انقلاب أوبوتي على الكاباكا عام 1966.

وتحت قصف القوات الحكومية لقصر الملك اضطر الكاباكا للفرار إلى بريطانيا، بينما ألغى أوبوتي الممالك الأربع وأعلن دولة الحزب الواحد، وسعى لتحويل أوغندا إلى دولة اشتراكية.

سنوات الاضطراب

في عقد السبعينيات والنصف الأول من الثمانينيات شهدت أوغندا موجات من الاضطراب وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي، وهو ما تسبب في سقوط مئات الآلاف من القتلى والإطاحة بعدة رؤساء.

ففي 25 يناير/كانون الثاني أطاح قائد الجيش عيدي أمين بنظام أوبوتي، وأقام "واحدة من أشد الديكتاتوريات الأفريقية قسوة"، ففضلا عن استهداف أنصار الرئيس السابق ارتُكبت مجازر عديدة، واختفت 86 شخصية بارزة بين سنتي 1972 و1973، وفق منظمات حقوقية، كما طُرد عشرات الآلاف من الأوغنديين ذوي الأصول الآسيوية.

إعلان

وفي 1979 قادت الجبهة الوطنية لتحرير أوغندا بدعم من الجيش التنزاني هجوما عسكريا على نظام الرئيس عيدي أمين، الذي حصل على دعم عسكري ليبي، لكنه انهزم واضطر للفرار إلى ليبيا ثم السعودية.

وبعد أشهر من الإطاحة بعيدي أمين، انتخب جودفري بينايسا رئيسا جديدا لأوغندا في يونيو/حزيران 1979، لكن الجيش عزله في مايو/أيار عام 1980، وأجريت انتخابات جديدة فاز فيها الرئيس السابق أوبيتي، الذي حظي بدعم من الجيش.

قاد أوبوتي عمليات انتقام واسعة ضد مناصري عيدي أمين، وتسببت سياسات الاضطهاد العرقي في عهده في موجات نزوح كبرى نحو السودان والكونغو الديمقراطية ورواندا، بينما كان جيشه يشهد انقساما داخليا قاد إلى الإطاحة به في يوليو/تموز 1985.

حكم موسيفيني

بالتزامن مع الانقسام الداخلي في جيش أوبوتي، كانت حركة المقاومة الوطنية بزعامة يوري موسيفيني تحقق تقدما نحو العاصمة كامبالا، وبعد ستة أشهر من الإطاحة بأوبوتي أصبحت الحركة تسيطر على كامبالا ونصبت موسيفيني رئيسا للبلاد في 29 يناير/كانون الثاني عام 1986.

رفع موسيفيني شعار المصالحة الوطنية، وأقر تعويضات للضحايا في عهد عيدي أمين، وأعلن عن دستور جديد، وأعاد الملكيات المحلية التي ألغيت منتصف الستينيات، كما وقع اتفاقا مع صندوق النقد الدولي لإنعاش الاستثمارات الاقتصادية وتشجيع التجارة.

لكنه سرعان ما بدأ في ارتكاب مجازر جديدة بحق معارضيه الذين جعل مواجهتهم مبررا لوضع قيود على أنشطة جميع الأحزاب السياسية.

وفي الانتخابات الرئاسية عام 1996 فاز بنسبة 75.5% من الأصوات، و69% من الأصوات في 2001، و59% في 2006، وهو ما تكرر بنسب متقاربة في انتخابات 2011 و2016.

وفي يناير/كانون الثاني 2018 ألغى موسيفيني الحد الأقصى لسن الترشح للرئاسة في بلاده البالغ 75 عاما، بغرض التمهيد لترشحه لولاية سادسة في انتخابات عام 2021، والتي أعلن فوزه فيها بنسبة 58.64% من أصوات الناخبين.

إعلان

وفي سبتمبر/أيلول 2024 أعلن قائد جيش أوغندا موهوزي كينيروجابا، وهو نجل الزعيم موسيفيني، تخليه عن الترشح للرئاسة في انتخابات عام 2026، وحث أنصاره على تأييد والده.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية

إعلان