تركيا والخليج.. 12 قمة في 12 شهرا

ANKARA, TURKEY - DECEMBER 19: Emir of Qatar Sheikh Tamim bin Hamad bin Khalifa Al Thani (L) and Turkish President Recep Tayyip Erdogan (R) shake hands after they signed political declaration about High-Level Strategic Cooperation Council between Turkey and Qatar during Al Thani's official visit at Presidential Palace in Ankara, Turkey on December 19, 2014.
تتوافق رؤى قطر وتركيا حيال العديد من قضايا وأزمات المنطقة (غيتي)

شهدت العلاقات بين دول الخليج وتركيا تطورا مهما، من أهم تجلياته عقد 12 قمة تركية خليجية جمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقادة دول الخليج، هي ست قمم مع قادة السعودية، وأربع مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وقمة مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ولقاء مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح في ظرف 12 شهرا.

وتوجت تلك القمم بتعاون اقتصادي وعسكري وثقافي متنام بين تركيا ودول الخليج، وهو ما تمت بلورته إستراتيجيا بتوقيع أنقرة والرياض يوم 14 أبريل/نيسان 2016 في مدينة إسطنبول على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي التركي.

وبالتوازي، واصلت الشراكة الإستراتيجية التركية القطرية طريقها في التقدم، وتوجت بدخول الاتفاق بين حكومتي تركيا وقطر بشأن الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحملة جوازات السفر العادية حيز التنفيذ منذ 28 مايو/أيار 2016، وتوقيع اتفاقية أمنية واتفاقية توأمة بين الدوحة وأنقرة.

كما قام الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة بزيارة رسمية إلى تركيا في أغسطس/آب الماضي هي الأولى من نوعها منذ ثماني سنوات، وتوجت الزيارة بخمس اتفاقيات تعاون، ووضعت أسس تعاون راسخ متنام بين البلدين.

وشهدت العلاقات أيضا مع الإمارات تطورات إيجابية بإعادة أبو ظبي سفيرها لتركيا في يونيو/حزيران 2016، وذلك بعد فتور في العلاقة بين البلدين.

كذلك حافظت العلاقات الكويتية التركية على وتيرتها المتنامية، وسط سعي متواصل لزيادة التعاون بين الجانبين.

واقتصاديا، فازت العديد من الشركات التركية بمشاريع تبلغ قيمتها مليارات الدولارات في دول الخليج، فيما ارتفعت وتيرة الاستثمارات الخليجية بتركيا، دون أن تتأثر بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد في منتصف يوليو/تموز 2016.

على المستوى السياسي، تدعم تركيا تحالف الشرعية في اليمن بقيادة السعودية وتتفق وجهات نظرها مع دول الخليج فيما يتعلق بإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية.

وفي الشأن السوري، تتطابق وجهات نظر أنقرة مع كل من الرياض والدوحة بشأن حتمية رحيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ودعم المعارضة السورية، والتأكيد على الحل السياسي للقضية، مع المحافظة على سيادة ووحدة التراب السوري، وحق الشعب السوري في الحرية والكرامة والعدالة.

وفيما يلي أبرز محطات تطور الشراكة بين تركيا ودول الخليج على مدار الـ12 شهرا الماضية:

تركيا والسعودية.. 6 قمم ومجلس إستراتيجي
التعاون المتنامي في العلاقات بين تركيا والسعودية بلغ ذروته خلال عام 2016 بتوقيع أنقرة والرياض يوم 14 أبريل/نيسان الماضي في مدينة إسطنبول على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي التركي، وذلك بحضور الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وجاء الاتفاق في أعقاب قمة جمعت الزعيمين من بين ست قمم جمعت بين أردوغان وقادة السعودية خلال 11 شهرا (ثلاث قمم مع الملك السعودي بمدينة أنطاليا التركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وبالرياض في 29 ديسمبر/كانون الأول 2015، وبإسطنبول في أبريل/نيسان 2016)، وقمتان مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف (نيويورك في 21 سبتمبر/أيلول 2016 وأنقرة في 30 سبتمبر/أيلول) وقمة مع الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي (في مدينة هانغتشو الصينية يوم 3 سبتمبر/أيلول 2016).

وتوجت تلك القمم بزيادة التعاون بين الجانبين على مختلف الصعد، ولا سيما العسكرية، حيث شهد هذا العام فقط أربع مناورات عسكرية مشتركة بين الدولتين.

على الصعيد الاقتصادي، ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى ثمانية مليارات دولار سنويا، وسط جهود لزيادة التعاون بين الجانبين.

وبلغ عدد الشركات السعودية العاملة في تركيا ثمانمئة شركة، فيما بلغ عدد الشركات التركية العاملة في المملكة قرابة مئتي شركة، بحجم أعمال إجمالي يبلغ 17 مليار دولار، ورأسمال يتجاوز ستمئة مليون دولار.

تركيا وقطر.. شراكة مثالية وتوأمة سياسية
توجت الشراكة الإستراتيجية بين تركيا وقطر بدخول الاتفاق بين حكومتي البلدين بشأن الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحملة جوازات السفر العادية حيز التنفيذ منذ 28 مايو/أيار 2016.

وأعلن أردوغان في 2 ديسمبر/كانون الأول 2015 إلغاء تأشيرات الدخول المتبادلة بين تركيا وقطر، وذلك خلال اجتماع اللجنة الإستراتيجية العليا بين البلدين في الدوحة.

وفي أعقاب قمة الدوحة في ديسمبر/كانون الأول 2015 عقد الشيخ تميم وأردوغان على مدار العام 2016 ثلاث قمم، إحداها في 12 فبراير/شباط بقصر يلدز في إسطنبول، والثانية في 19 يونيو/حزيران بقصر هوبر في المدينة نفسها، والثالثة بنيويورك في 19 سبتمبر/أيلول.

وجرى خلال تلك القمم بحث تطوير العلاقات الثنائية، ومناقشة آخر مستجدات الوضع في سوريا والعراق واليمن وفلسطين.

تلك القمم صاحبها وأعقبها تعاون متنام على مختلف الصعد، حيث وقعت في 28 أبريل/نيسان 2016 اتفاقية بين الجانبين لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين، وتتعلق بتمركز القوات التركية في قطر.

وصادقت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي في 5 مارس/آذار 2015 على "اتفاق تعاون عسكري" بين تركيا وقطر يتيح تبادل خبرات التدريب العملياتي، وتطوير الصناعات العسكرية، مع إمكانية تبادل نشر قوات مشتركة بين البلدين إذا اقتضت الحاجة.

وفي 24 أغسطس/آب 2016 تم التوقيع على اتفاقية توأمة بين بلديتي الدوحة وأنقرة، وذلك في إطار تعزيز أواصر التعاون والإخاء بين دولة قطر والجمهورية التركية.

وجاءت اتفاقية التوأمة بعد يوم من توقيع تركيا وقطر عقد مشروع إنشاء خط الخور السريع (شمال شرق) بتكلفة تبلغ نحو مليارين وثمانين مليون دولار.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا وقطر مليارا وثلاثمئة مليون دولار عام 2015، مع توقعات بتصاعد حجم هذا التبادل في ظل التعاون المتنامي بين البلدين.

ويبلغ حجم استثمارات الشركات التركية العاملة في قطر نحو 11.6 مليار دولار، فيما تعد تركيا وجهة اقتصادية مهمة لدولة قطر، حيث تحتل الاستثمارات القطرية في تركيا المرتبة الثانية من حيث حجمها وتبلغ نحو عشرين مليار دولار، وتتركز تلك الاستثمارات في قطاعات الزراعة والسياحة والعقار والبنوك.

سياسيا، تشهد العلاقات التركية القطرية "تجانسا وتناغما" في رؤية القضايا الإقليمية، وهناك توافق في الرؤى حيال العديد من الأزمات والقضايا التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن، مثل ثورات الثورة السورية والأزمة في ليبيا، واليمن، والوضع بالعراق.

تركيا والبحرين.. 5 اتفاقيات ومنتدى اقتصادي
قام ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بزيارة تركيا خلال الفترة من 25 إلى 28 أغسطس/آب 2016 وهي الأولى من نوعها لزعيم عربي منذ الانقلاب الفاشل.

وعقد الملك البحريني خلال الزيارة محادثات رسمية مع أردوغان تم خلالها التوقيع على خمس اتفاقيات وبروتوكولات تعاون، كما شارك في افتتاح "جسر السلطان سليم" الذي يربط شطري مدينة إسطنبول الآسيوي والأوروبي، بحضور رسمي يتقدمه الرئيس التركي.

وتعد تركيا من أهم الوجهات السياحية المفضلة للمواطنين البحرينيين الذين ارتفعت أعدادهم من 491 سائحا عام 2000 إلى أكثر من 32 ألفا عام 2015.

ويصل حجم التبادل التجاري بين المنامة وأنقرة إلى نحو أربعمئة مليون دولار، وتتركز صادرات البحرين إلى تركيا في الصناعات التحويلية والألمنيوم الخام، فيما تتركز واردات المملكة من تركيا على المنتجات الاستهلاكية كالأغذية والمشروبات والسجائر والألبسة والمنسوجات والإكسسوارات وغيرها.

تركيا والكويت.. لقاء وتعاون متواصل
العلاقات بين تركيا والكويت واصلت سيرها في طريق التطور، ولا سيما بعد الزيارة التي قام بها أردوغان في 28 أبريل/نيسان 2015، وأجرى خلالها مباحثات مع أمير الكويت ركزت على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.

وعززت أهداف تلك القمة بلقاء أمير الكويت مع الرئيس التركي في مدينة إسطنبول في 14 أبريل/نيسان 2016، وذلك على هامش قمة التعاون الإسلامي.

ودفعا لأهداف قمة 2015 ولقاء 2016 زار وزير التنمية التركي لطفي ألوان الكويت في سبتمبر/أيلول 2016 وأوضح خلال الزيارة أن حجم التبادل التجاري السنوي بين تركيا والكويت بلغ سبعمئة مليون دولار، معربا عن تعزيز علاقات البلدين في هذا الخصوص.

وبين ألوان أثناء الزيارة أن استثمارات رجال الأعمال الكويتيين في تركيا بلغت قرابة ملياري دولار، وأن شركات المقاولات التركية قامت لغاية الآن بإنجاز أعمال في الكويت بلغت قيمتها 6.3 مليارات دولار.

ونجحت شركة "ليماك" التركية في الفوز بمناقصة إنشاء وإنجاز وتأثيث وصيانة مبنى الركاب الجديد في مطار الكويت الدولي نهاية فبراير/شباط 2016 بقيمة إجمالية تبلغ 4.33 مليارات دولار.

-الإمارات وتركيا.. عودة السفير ونمو الاستثمارات
شهدت العلاقات مع الإمارات أيضا تطورات إيجابية بإعادة أبو ظبي سفيرها لتركيا في يونيو/حزيران 2016، وذلك بعد فتور بالعلاقة بين البلدين.

وقدم السفير الإماراتي لدى أنقرة خليفة شاهين المرر في 14 يونيو/حزيران أوراق اعتماده للرئيس التركي.

وكانت العلاقات الدبلوماسية التركية الإماراتية شهدت فتورا على خلفية اختلاف في وجهات النظر بخصوص عدد من الملفات، أبرزها إطاحة الجيش المصري بمحمد مرسي أول رئيس منتخب ديمقراطيا في يوليو/تموز 2013.

اقتصاديا، أعلنت "إعمار العقارية" الإماراتية (الشركة شبه الحكومية المشيدة لبرج خليفة أعلى مبنى في العالم) صيف 2016 عن الافتتاح المبدئي لمتنزه في مدينة أنطاليا السياحية على مساحة تصل إلى 639 ألف متر مربع تبلغ قيمته مليار دولار بالتعاون مع مجموعة فنادق "ريكسوس" العالمية.

وتستثمر مجموعة أبراج كابيتال الإماراتية -التي تدير أصولا قيمتها تسعة مليارات دولار وتمتلك مكتبا في إسطنبول- نحو تسعمئة مليون دولار منذ عام 2007 في السوق التركية، وفقا لبيان سابق للمجموعة.

وافتتحت شركة موانئ دبي العالمية (حكومية) في مايو/أيار 2016 رسميا محطة "موانئ دبي العالمية- ياريمشا" التي تعد واحدة من أكبر المحطات البحرية في تركيا.

المصدر : الجزيرة + وكالة الأناضول