عقب قرار موسكو قطع إمدادت الغاز على بولندا وبلغاريا ..دول الاتحاد الأوروبي تتجه لحظر النفط الروسي

كشفت صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية عن توصل الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي إلى اتفاق لحظر استيراد النفط الروسي، كرد أولي منها على إعلان موسكو إغلاق خط أنابيب الغاز المتجه نحو بولندا وبلغاريا.

وأشارت اليومية الإيطالية إلى اجتماع سفراء الدول الأعضاء السبت القادم لإجازة حزمة العقوبات السادسة على روسيا والمتضمنة حظر النفط الروسي.

وأوقفت روسيا إمدادات الغاز إلى بلغاريا وبولندا أمس الأربعاء لرفضهما الاستجابة لطلبها بسداد قيمة الغاز بالروبل، في خطوة تستهدف بشكل مباشر اقتصادات أوروبية.

ويأتي القرار -الذي ندد به زعماء أوروبيون ووصفوه بأنه "ابتزاز"- في وقت يتراجع فيه الاقتصاد الروسي تحت وطأة عقوبات دولية كاسحة.

اجتماع استثنائي أوروبي

في الأثناء، أعلنت وزيرة التحول البيئي الفرنسية باربرا بومبيلي الأربعاء أن الوزراء الأوروبيين المكلفين بشؤون الطاقة سيعقدون الاثنين اجتماعا استثنائيا، لبحث وضع الطاقة في الاتحاد الأوروبي بعد قرار روسيا قطع إمدادات الغاز عن بولندا وبلغاريا.

وقالت الوزيرة في تغريدة على تويتر "بعد توقف شحنات الغاز الروسي إلى بولندا وبلغاريا، يظل الأوروبيون موحدين ومتحدين".

وأضافت بومبيلي -التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي- أنها ستجمع نظراءها بعد ظهر الاثنين في جلسة استثنائية لمجلس الوزراء الأوروبي لشؤون الطاقة.

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فان دير لاين قالت في بيان أمس إن إعلان شركة غازبروم الروسية وقف إمدادات الغاز لبولندا وبلغاريا محاولة أخرى من روسيا لابتزاز أوروبا بالغاز.

وأضافت "نحن على استعداد لهذا السيناريو ونخطط لاستجابة منسقة"، داعية الأوروبيين إلى الوثوق بالاتحاد.

حظر النفط الروسي مسألة وقت

في الأثناء، قال ميخائيل بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني إن فرض حظر على إمدادات الطاقة الروسية ليس سوى مسألة وقت.

وفي تغريدة على تويتر قال بودولياك إن حظر النفط الروسي ليس مسألة أخلاقية بل هو مسألة حسابات أيضا، مؤكدا أن روسيا لم تعد شريكا موثوقا به في نظر العالم وبالتالي لا يستطيع العالم الاعتماد عليها، وفق قوله.

وأضاف بودولياك أن التحول لمصادر بديلة عن روسيا قد يكون مكلفا، لكن ليس إلى حد عدم القيام بأي شيء.

وأشار إلى أن موسكو ستواجه على المدى المتوسط عزلة اقتصادية وسياسية تامة وغير مسبوقة.

من جهتها، قالت مفوضة الطاقة في الاتحاد الأوروبي كادري سيمسون إن المفوضية الأوروبية تنصح دول الاتحاد بالتمسك بعملة اليورو أو الدولار في عقودها القائمة للغاز مع روسيا، وألا تدفع بالروبل لشراء الغاز.

بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تويتر إن رئيسة المفوضية الأوروبية أبلغته بالحزمة السادسة من العقوبات على موسكو، التي قال إنها يجب أن تتضمن حظرا على النفط الروسي.

كما أعرب زيلينسكي عن شكره للمفوضية الأوروبية لإلغائها جميع الرسوم على الصادرات الأوكرانية لمدة عام.

وتأمل ألمانيا، أكبر مشتر للطاقة الروسية، في وقف استيراد النفط الروسي في غضون أيام، لكن حرمان نفسها من الغاز الروسي يمثل تحديا أكبر بكثير.

وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك إن فرض حظر على الغاز الروسي أو وقفه سيدفع أكبر اقتصاد في أوروبا إلى الركود.

 الموقف الأميركي

قال البيت الأبيض الأربعاء إن روسيا تستخدم بشكل أساسي إمدادات الطاقة كسلاح بقطعها إمدادات الغاز إلى بولندا وبلغاريا.

وصرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحفيين "مما يؤسف له أن هذا الأمر كان متوقعا أن تستخدم موسكو إمدادات الطاقة كسلاح".

في حين قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن روسيا تظل موردا موثوقا للطاقة، ونفى تورط بلاده في عملية ابتزاز.

بولندا وبلغاريا تحصلان على الغاز من جيرانهما

وستحصل بولندا وبلغاريا حاليا على الغاز من جيرانهما الأوروبيين بعد أن قطع عملاق الطاقة الروسي غازبروم إمداداته، وفق ما أعلنت أورسولا فون دير لاين الأربعاء.

وأكدت رئيسة المفوضية في كلمة مقتضبة أمام الصحافة "سنعمل على أن يكون لقرار غازبروم أقل تأثير ممكن على المستهلكين الأوروبيين".

واعتبرت أن "الإجراء الذي اتخذته روسيا سيؤثر على روسيا نفسها. الكرملين يضر بالاقتصاد الروسي لأنهم يحرمون أنفسهم من مردود كبير".

وأشارت فون دير لاين إلى أن هذا "التوقف الأحادي الجانب" للتسليم "غير مبرر وغير مقبول". وأضافت "اليوم فشل الكرملين مرة أخرى في محاولته بث الانقسام بين الدول الأعضاء. عصر الوقود الأحفوري الروسي في أوروبا يقترب من نهايته".

المصدر : الجزيرة + وكالات