كيف ستؤثر قرارات أوبك بلس على أسعار النفط في 2022؟

من المرجح -حسب الخبراء- أن يستقر سعر خام برنت بين 72 و81 دولارا للبرميل في الربع الأول من العام الجاري، فيما قد تصل الأسعار في منتصف الصيف إلى 90 دولارا

تحالف أوبك بلس قرر بعد اجتماعه الأول في 2022 الإبقاء على خطة زيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يوميا في فبراير/شباط (شترستوك)

يعتقد عدد من الخبراء أن القرار الذي اتخذته دول أوبك بلس (+OPEC) في 4 يناير/كانون الثاني الجاري يمهد لاستقرار أسعار خام برنت بين 72 و81 دولارا للبرميل.

في تقرير نشرته صحيفة إزفيستيا الروسية قالت الكاتبة يفغينيا بيرتسيفا إن تحالف أوبك بلس قرر بعد اجتماعه الأول في 2022 الإبقاء على خطة زيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يوميا في فبراير/شباط المقبل.

وتولى عدد من الخبراء من اللجنة الفنية التابعة لأوبك بلس تقييم الوضع الحالي لسوق النفط العالمي، والنظر في التوقعات المستقبلية، ولم يجدوا أي مبرر لتغيير خطة زيادة إنتاج النفط في فبراير/شباط.

وقد اتخذت دول أوبك بلس بعد جولة سريعة من المفاوضات على مستوى وزاري قرارا بزيادة حجم إنتاجها اليومي بمقدار 400 ألف برميل، وفق الكاتبة.

وجاء في البيان الختامي الذي نشرته أوبك بلس عقب الاجتماع الوزاري "نعيد التأكيد على خطة تغيير الإنتاج وآلية زيادة الإنتاج الشهرية المعتمدة في الاجتماع الـ19 لوزراء منظمة أوبك والدول غير الأعضاء فيها، وكذلك على قرار زيادة إجمالي الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا في فبراير/شباط 2022".

يرى فرولوف أن قرار دول أوبك بلس الإبقاء على خطط زيادة الإنتاج بالكمية المحددة مسبقا يعكس عدم رؤيتها أي تهديدات بناء على مستويات العرض الحالية رغم أن الولايات المتحدة حاولت في وقت سابق إثارة المخاوف من خلال إعلان نيتها الاعتماد على مخزونات النفط الإستراتيجية

وفي تقرير أوبك الصادر في ديسمبر/كانون الأول الماضي أشار الخبراء إلى أن المتحور أوميكرون لن يكون له تأثير كبير على سوق النفط العالمي وإذا حدث ذلك فإنه سيكون قصير المدى.

التأثير على الأسعار

يقول ألكسندر فرولوف نائب المدير العام لمعهد الطاقة في موسكو إن الوضع الراهن يبعث إشارات إيجابية إلى السوق، مضيفا أنه يمكن تفسير قرار الإبقاء على الخطط الموضوعة مسبقا بأنه انعكاس لعدم تسجيل تراجع كبير أو تباطؤ في الطلب على النفط رغم التطورات الراهنة، وأبرزها ظهور متحور جديد لفيروس كورونا.

وأشار فرولوف إلى أن انتعاش الطلب على النفط يسير بنفس الآليات السابقة وبنفس الحجم الذي شهده السوق في النصف الثاني من عام 2021، وهي مؤشرات مهمة للغاية، حسب تعبيره.

ويرى فرولوف أن قرار دول أوبك بلس الإبقاء على خطط زيادة الإنتاج بالكمية المحددة مسبقا يعكس عدم رؤيتها أي تهديدات بناء على مستويات العرض الحالية رغم أن الولايات المتحدة حاولت في وقت سابق إثارة المخاوف من خلال إعلان نيتها الاعتماد على مخزونات النفط الإستراتيجية.

ويعتقد عدد من الخبراء أنه لا يمكن في ظل الوضع الحالي التكهن بأسعار النفط خلال الفترة القادمة، خاصة مع تصاعد المخاوف من الموجة الجديدة من فيروس كورونا، والتي قد تفرض العودة إلى القيود وعمليات الإغلاق، وبالتالي انخفاض الطلب في أكبر الأسواق المستهلكة للنفط.

ويقول فرولوف إن أي تطورات تؤدي إلى نمو الطلب وتعافي الإنتاج وزيادة حجم المعروض في السوق سيكون لها تأثير مماثل على الأسعار، أما إذا استمر الوضع كما هو حاليا فإنه من غير المرجح أن تتغير الأسعار بشكل كبير.

ويرى أندريه لوبودا مدير العلاقات الخارجية في شركة "بيت ريفر" (BitRiver) أن الفاعلين في سوق النفط كانوا يتوقعون القرارات التي أفرزها اجتماع أوبك بلس، مؤكدا أنه في ظل تحسن الطلب على النفط فإن قرار أوبك بلس سيعود بالنفع على اقتصادات روسيا وكازاخستان وأذربيجان.

ومن المرجح -حسب الخبراء- أن يستقر سعر خام برنت بين 72 و81 دولارا للبرميل في الربع الأول من العام الجاري، فيما قد تصل الأسعار في منتصف الصيف إلى 90 دولارا.

بالمقابل، قد تؤثر تطورات الوضع الوبائي على سلوك المستثمرين، خاصة في ظل التوقعات بظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا، إضافة إلى المخاوف من أن تتخذ أوبك بلس قرارات غير متوقعة.

المصدر : الصحافة الروسية