3 نصائح لشركات التكنولوجيا الناشئة لتخطي متاعب العمل عن بعد

إن الموظفين يحتاجون وقتا للاعتياد على العمل عن بعد، وينبغي للشركة تقديم الدعم لهم خلال تلك الفترة.

أصبح العمل عن بعد نهجًا معتمدًا من قبل العديد من شركات التكنولوجيا.
أصبح العمل عن بعد نهجا معتمدا في العديد من شركات التكنولوجيا. (غيتي)

خلال الأعوام الأخيرة، أصبح العمل عن بعد نهجا معتمدا في العديد من شركات التكنولوجيا، لكن ذلك لا يخلو من التحديات.

وقال الكاتب ستيف تابلين، في تقرير نشرته مجلة "فوربس" (Forbes) الأميركية، إن الموظفين يحتاجون وقتًا للاعتياد على العمل عن بعد، وينبغي للشركة تقديم الدعم لهم خلال تلك الفترة. وفي الحقيقة، إن التخلي عن المكاتب والعمل كليًا عن بعد قد يخلق العديد من العثرات، لكنه أيضًا يحمل معه العديد من الإمكانات الواعدة وسبل النجاح.

تعزيز الإنتاجية في بيئة العمل عن بعد

يسمح العمل من المنزل للموظفين بتخصيص المزيد من الوقت لعائلاتهم وحياتهم الشخصية، حيث يمكنهم استغلال الوقت الذي يضيّعونه في التنقل من وإلى مكان العمل في أداء مهام أخرى. وعلى هذا النحو، لا تزداد إنتاجية العمل فحسب بل تتحسن نوعية حياتهم أيضًا. مع ذلك، لا تزال العديد من شركات التكنولوجيا التي لا توفر خيار العمل عن بعد تحثّ موظفيها على العودة إلى المكتب الآن. فلماذا يحاول القطاع التغيّر رغم ارتفاع الإنتاجية؟

يعود جزء من ذلك إلى غياب الدعم للعمل عن بعد. كما أن الغالبية العظمى من العاملين في مجال التكنولوجيا يفضّلون العمل من المنزل بدلاً من أن يكونوا محبوسين في مكتب خارجي، لكن مكالمات "زووم" (Zoom) وملايين الرسائل النصية الجماعية، ورسائل البريد الإلكتروني يمكن أن تكون مرهقة ومملة، خاصةً إذا لم يكن المكتب المنزلي مجهزًا بشكل صحيح.

أكد الكاتب أن عوامل الضغط لا تمحو قدرة الشركات على الازدهار في بيئات العمل عن بعد، إذ يكمن العامل الأساسي لنجاحها من دون تأثّر الإنتاجية في تقديم الدعم المناسب للموظفين. وقد لا يرغب بعض الموظفين في العودة إلى العمل أبدا إذا طُلب منهم العودة إلى المكتب. لذلك بدلاً من العودة إلى القاعدة القديمة، لا بد من تسخير جهود تدعم القاعدة الجديدة لتسهيل الأمور على الشركة.

خلق بيئة عمل سليمة في المنزل

يعد تحديد المشكلات التي يواجهها موظفوك وإيجاد حلول لها جزءًا لا يتجزأ من القيادة. ويتعدى ذلك حدود الجوانب الفنية للوظيفة. فلتوفير الدعم الأمثل للموظفين عن بُعد، من الضروري أن تشارك في تجربتهم في المنزل، تماما كما كنت لتفعل في المساحة المكتبية.

وشدّد الكاتب على أهمية تكوين علاقات مع الموظفين في أثناء الاجتماعات والمؤتمرات الافتراضية، وجمع آرائهم حول تجربة العمل في المنزل لتطوير نظام دعم حقيقي. وبهذه الطريقة، سيتم اكتشاف القضايا التي قد لا يتم لفت انتباه الإدارة إليها في أي ظروف أخرى.

إن بيئات العمل عن بعد دون المستوى الأمثل تؤثر سلبًا على الإنتاجية والروح المعنوية لدى الموظفين. فعلى سبيل المثال، ذكر الكاتب أن إحدى موظفاته كانت محبطة بسبب مقاطعة عائلتها لسير عملها باستمرار. وفي غياب مساحة مكتبية منفصلة للاتصال بها، بدأ الخط الفاصل بين العائلة والعمل بالتلاشي، وشعرت أن المقاطعات مسّت بمظهرها الاحترافي في العمل، مما أثر سلبًا على إنتاجيتها. ولدعمها، قدّمت الشركة لها مكتبًا منزليًا مع معداته لتضعه داخل غرفة نومها.

بعد ذلك، أصبح بإمكانها إغلاق الباب ووضع حاجز بينها وبين مصادر الإلهاء في المنزل. وقد لاحظ أن هذه المشكلة لم تكن لتُحل في غياب التواصل الصريح بين الشركة وموظفيها، والاستعداد الحقيقي لحل أكبر المشاكل التي يواجهها الموظفون.

تبني أساليب للترويح عن النفس

قد يكون من الصعب تحقيق التوازن بين العمل والمنزل عندما تكون الحياة المهنية والشخصية في المساحة ذاتها. لذلك، من الضروري منح موظفيك الفرصة للابتعاد كليا عن ضغوط العمل قدر الإمكان، للحفاظ على معنويات عالية وما ينجم عنها من إنتاجية عالية.

إن توفير "فترات راحة" لموظفيك يعزز التوازن بين عملهم وحياتهم الشخصية. على هذا النحو، يعد وضع حدود واضحة فيما يتعلق بالوقت الذي يمكن فيه إجراء اتصالات العمل من دون التدخل في الوقت الشخصي أمرًا بالغ الأهمية.

يمكن مثلا تعيين فترات يُحظر فيها اجتماعات زووم أو المكالمات، لخلق حدود سليمة والسماح للموظفين بالانفصال عقليًا عن عبء العمل ولو لوهلة. علاوة على ذلك، تعد إضافة التمارين إلى جدول العمل أكثر من مجرد إلهاء مؤقت، فهي تعزز حياة صحية أكثر نفسيا وجسديا.

ونصح الكاتب بأن تحاول الشركات تحويل المهام الرتيبة إلى أنشطة تشجع على بناء روح الفريق. ويمكن تحسين سبل الاتصال والتنظيم من خلال أدوات الإنتاجية التعاونية، مثل تطبيق "سلاك"، بدلاً من مكالمات الفيديو التي تستغرق وقتًا طويلاً.

المصدر : الصحافة الأميركية