حكومات وشركات عملاقة تتسابق لتمويل شركات ناشئة حول العالم

حكومات و شركات عملاقة تتسابق لتمويل شركات ناشئة حول العالم
حكومات وشركات عملاقة تتسابق لتمويل شركات ناشئة حول العالم (الجزيرة)

هناك مؤشرات متواترة على اتجاه متزايد من الشركات العملاقة وحكومات بضخ أموال في شركات واعدة مختلفة حول العالم.

أفادت وكالة "بلومبيرغ"  (Bloomberg) للأنباء اليوم إلى أن شركة التجارة الإلكترونية وخدمات الإنترنت الصينية العملاقة "علي بابا" (Ali Baba) قامت بعملية جمع تمويلات جديدة بأكثر من 300 مليون دولار لشركة تكنولوجيا القيادة الذاتية الناشئة "ديب روت" (Deep root).

كما شارك في التمويل الجديد شركات "جينيريشن كابيتال" (Generation Capital) و"فوصن آر. زد كابيتال" (Fosun R.Z Capital) و"جلوري فينشرز" (Glory Ventures) و"يونبي بارتنرز" (Yonbee Partners).

وأكدت الوكالة أن حصيلة جمع التمويلات الجديدة ستُستخدم في تمويل مشروعات الأبحاث والتطوير وتوسيع نطاق التعاون مع شركات السيارات وزيادة حجم أسطول السيارات المستخدم وفريق العمل في شركة "ديب روت" (DeepRoot).

وقال ماكسويل تشو -الرئيس التنفيذي لشركة "ديب روت"- إن العاملين في الشركة "متحمسون للغاية لإطلاق المزيد من سيارات الأجرة ذاتية القيادة في الشوارع وتوسيع شبكة خدماتها اللوجستية الحضرية.. نحن متحمسون لمستقبل المركبات ذاتية القيادة والأثر الاجتماعي الإيجابي الذي نحققه".

وتستهدف "ديب روت" -الموجودة في مدينة شينشن الصينية- زيادة حجم أسطولها من سيارات الأجرة ذاتية القيادة إلى أكثر من 150 سيارة بنهاية العام الجاري 2021. كما حصلت الشركة على ترخيص نقل الركاب بهذه السيارات من السلطات المعنية في ولاية كاليفورنيا الأميركية.

ووفق وكالة الأنباء الألمانية فقد أعلنت شركة "سوديكسو" (Sodexo) الفرنسية للخدمات الغذائية وإدارة المرافق عن استحواذها على حصة أغلبية في شركة "ويجيت غيفت" (widgetgift) الفرنسية الناشئة.

يذكر أن جيروم بروست أسس شركة ""ويجيت غيفت" عام 2014 كشركة خدمات رقمية كاملة تقدم التطبيقات والحلول الرقمية في مجالات إصدار التذاكر والخصومات والمحاسبة والإدارة والاتصالات، لصالح الشركات ومجالس الأعمال والمؤسسات العامة.

وتعتزم "سوديكسو" و"ويجيت غيفت" تقديم مجموعة أوسع وأكثر ابتكارا من الخدمات للشركات ومجالس الأعمال والمؤسسات العامة، في سوق يقدر عدد عملائها بنحو 50 ألف عميل مؤسسي و5 ملايين موظف بحسب بيان "سوديكسو".

وفي سياق مشابه، من المقرر أن يتم إدراج سهم شركة "ليليوم" (lilium) الألمانية للتاكسي الطائر الكهربائي في بورصة "ناسداك" (Nasdaq) الأميركية لشركات التكنولوجيا، وسيتم دمج الشركة مع "كويل" (Coil)، وهي كيان لأغراض خاصة مدرجة بالفعل في البورصة. وتقدِر الصفقة قيمة الشركة المندمجة بـ3.3 مليارات دولار.

وكان أولاف شولتس -مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني لمنصب المستشار والذي شغل منصب وزير المالية- قد كشف مؤخرا أنه تم التركيز في ألمانيا على 3 مجالات من ناحية التمويل، وذكر أنها الذكاء الاصطناعي والحاسوب الكمي وتمويل الشركات الناشئة، إذ قال مطلع سبتمبر/أيلول الجاري "خصصنا 5 مليارات يورو (5.93 مليارات دولار) للذكاء الاصطناعي، ونعمل على أن يكون للحاسوب الكمي أفق مستقبلي في ألمانيا، حيث تم توفير ملياري يورو (2.37 مليار دولار) لهذا الغرض حتى الآن".

أما في الولايات المتحدة فقد ذكرت مؤخرا عدة تقارير من مجموعة شركات أن جائحة فيروس كورونا قد أطلقت العنان لموجة عارمة من أنشطة ريادة الأعمال، ما كسر ركود الشركات الناشئة في عدة أماكن على رأسها في الولايات المتحدة.

ونقلت جريدة "نيويورك تايمز" (New York Times) الأميركية مطلع سبتمبر/أيلول الجاري أن الأميركيين قدموا طلبات لبدء 4.3 ملايين شركة خلال العام الماضي 2020، وفقا لبيانات مكتب الإحصاء، وهي زيادة قدرها 24% عن عام 2019، وهي أكبر زيادة منذ أن بدأت الحكومة في التسجيل قبل عقد ونصف العقد. ويبدو أن الطلبات في العام الجاري في طريقها لتكون أعلى من هذه الزيادة.

واعتبرت المجلة أن ذلك الارتفاع يعد تحولا مذهلا وغير متوقعا بعد انخفاض استمر 40 عاما في ريادة الأعمال في الولايات المتحدة. ففي عام 1980 كان 12% من أرباب العمل من الشركات الجديدة. وبحلول عام 2018 -وهو آخر عام تتوفر فيه البيانات- انخفضت هذه النسبة إلى 8%.

غير أن بعض الاقتصاديين يشكون في الأهمية طويلة المدى لازدهار الشركات الناشئة. حيث إن جزءا كبيرا من الشركات الجديدة هي عبارة عن ملكية فردية، والعديد منها في مجال التجزئة، وهو ما قد لا يعني شيئا أكثر من بيع المنتجات اليدوية عبر الإنترنت.

لكن آخرين يجادلون بأن الوباء قد تسبب في تغييرات دائمة في الاقتصاد العالمي، وخاصة الأميركي الذي يعد الأكبر في العالم، مثل تسريع التحول إلى البيع عبر الإنترنت، وفتح المجال للمزيد من العمل عن بعد.

المصدر : الجزيرة + وكالات