رغم محاولات الإطاحة به.. النفط الملك الذي لم يمت

الاقتصاد العالمي لا يزال يعتمد إلى حد كبير على النفط بالرغم من بوادر الانتقال للطاقة النظيفة.

oil-barrel-drums
دول أوبك وحلفاؤها تتباطأ في الاتفاق على خفض الإنتاج (بيكسابي)

على الرغم من المحاولات المتكررة الرامية للإطاحة بقيمة النفط، يعد هذا الملك بعيدا كل البعد عن مرحلة الموت، فما يحدث اليوم يجعلنا نعتقد أن الاقتصاد العالمي لن يقدر على التخلي عن تبعيته للذهب الأسود.

وفي تقرير نشرته صحيفة "ليزيكو" (lesechos) الفرنسية، قال الكاتب، ألكسندر كوني، إن "العالم يود دفن هذا الملك وقلب الصفحة والتحدث عن شيء آخر"، في المقابل، لا تعد "الهجمات" التي يتعرض لها البترول حتى الآن ذات تأثير كبير عليه ولا تنقص من قيمته؛ حيث ما زال من الجلي أنه يعد الأقوى، وعلى الرغم من كل الاعتداءات للإطاحة به، لا يزال ملك النفط بعيدا عن مرحلة الموت.

من المثير للاهتمام أن أسعار النفط تعمل بشكل جيد على الرغم من جهود المفوضية الأوروبية التي تستعد لتقديم "اتفاقها الأخضر" الذي يطمح إلى تحقيق الحياد المناخي في القارة بحلول عام 2050، في وقت تحذر فيه مرة أخرى بتشديد اللهجة من الوقود الأحفوري.

من ناحية أخرى، كانت دول أوبك وحلفاؤها تتباطأ في الاتفاق على خفض الإنتاج، ويبدو أن سعر البرميل، لا يلامس ذلك الشريط الرمزي البالغ 100 دولار في الوقت الحالي، ويستقر بشكل مريح عند قيمة تناهز 75 دولارا.

اعتماد على النفط

من الجلي أن هناك بوادر للانتقال إلى الطاقة النظافة وقد بدأ العمل على ذلك بالفعل، ففي فرنسا على سبيل المثال، توضح المناقشات مع مصنعي السيارات رغبة الحكومة في التحول عن تصنيع السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق، في المقابل، من الواضح أيضا مدى نقص البدائل الموثوقة اليوم.

وتؤكد مطالب الصناعة وارتفاع عدد الوظائف المعرضة للخطر والاندثار والمطالبة بالمساعدة المالية، أن الاقتصاد لا يزال يعتمد -إلى حد كبير- على النفط ناهيك عن تأثير ارتفاع الأسعار مؤخرا على القدرة الشرائية، ففي فرنسا على سبيل المثال، لن يكون ارتفاع سعر البرميل خلال هذا العام مختلفا عن الأسعار السابقة، التي شهدت تضخما فيما مضى.

بالإضافة إلى ذلك، تعد الأسر الأكثر فقرا -تقليديا- الأكثر تضررا من ارتفاع الأسعار، الأمر الذي يهدد بإيقاظ مخاطر الاضطرابات الاجتماعية في البلدان المتقدمة كما حدث مع حركة السترات الصفراء.

أما الدول المنتجة للبترول، فلا يقل اعتمادها عليه عن الدول المستهلكة، لذلك لا ينبغي علينا سوى الاقتناع بأن انتعاش الأسعار سينقذ أولئك الأكثر هشاشة من مخلفات الوباء الذي يعد تأثيره كارثيا على الطلب.

المصدر : ليزيكو