شركة المدفوعات الهولندية مولي تجمع 800 مليون دولار في جولة تمويل ضخمة

بدأت شركة مولي في الأصل كنشاط تجاري للرسائل النصية لكنها سرعان ما تحولت إلى المدفوعات (مولي.كوم)

ذكر تقرير لموقع "سي إن بي سي" (CNBC) أن شركة "مولي" (Mollie) غير المعروفة نسبيا قبل وباء كورونا تعدّ حاليا واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا المالية في أوروبا.

وقُدّرت قيمة الشركة التي تعالج المدفوعات عبر الإنترنت ومقرّها أمستردام بأكثر من مليار دولار في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد أكثر من عقد من تأسيس رجل الأعمال الهولندي أدريان مول لها في عام 2004.

وقد أعلنت شركة مولي أنها جمعت 800 مليون دولار في جولة تمويل ضخمة تقدّر قيمتها بنحو 6.5 مليارات دولار، وهذا يجعلها في المرتبة الثالثة بين شركات التكنولوجيا المالية في أوروبا بعد شركة "شيك آوت دوت كوم" (Checkout.com) المنافسة وفق ما ذكرته "سي إن بي سي".

وذكر مؤسس الشركة السيد مول أن الشركة بدأت في الأصل كنشاط تجاري للرسائل النصية، ولكنها سرعان ما تحولت إلى المدفوعات بعد محاولة دمج نظامها الخاص للعملاء لدفع فواتيرهم.

وأضاف مول لشبكة سي إن بي سي "دُهشت من سوء بنية البنوك التقليدية لنظام المدفوعات، فأنشأنا هذا النظام لتفادي الأنظمة المعقدة للبنوك. كان ذلك سببا لبداية عملنا في مجال الدفع".

وقال شين هباتش الذي تولى أخيرا منصب الرئيس التنفيذي للشركة، إن الشركة اختارت النمو الذاتي على مدى سنوات عدة قبل الحصول على تمويل خارجي أول مرة في عام 2019، وبعد عام جمعت مولي 100 مليون دولار في جولة بقيادة المستثمر التكنولوجي العملاق "تي في سي" (TVC).

وأضاف هاباتش أنه بعد تلك الصفقة سرعان ما غُمرت مولي بعروض من المستثمرين.

وقال لشبكة سي إن بي سي "نحاول بناء شركة بقيمة 100 مليار دولار، نحن نعلم أن هذا يستغرق وقتا طويلا".

وكانت أحدث جولة استثمارية لمولي بقيادة وحدة استثمار الأسهم في "بلاكستون" (Blackstone)، وكذلك استثمرت "إي كيو تي" (EQT)، و"جنرال آتلانتيك" (General Atlantic)، و"إتش إم آي كابيتال" (HMI Capital)، و"آلكيون كابيتال" (Alkeopn Capital).

واشتدت المنافسة في المدفوعات على مدار العقد الماضي، حيث يتنافس لاعبو التكنولوجيا المالية مثل "سترايب" (Stripe)، و"جاك دورسيس سكوير" (Jack Dorse’s Squair)، و"آديين" (Adyen) للحصول على حصة أكبر من السوق البالغة 2 تريليون دولار.

وعلى عكس منافسيها الأميركيين، تقول مولي إنها تركز بصورة أساسية على المعاملات مع الشركات الصغيرة في أوروبا.

وقال هاباتش "يأتي الكثير من اللاعبين الكبار في المدفوعات عبر الإنترنت من الولايات المتحدة، مثل باي بال (PayPal) وحتى فيزا (Visa) وماستركارد (Mastercard)"، وأضاف أن "كثيرا من المستثمرين لا يراهنون على أوروبا، ومولي هي إحدى الأصول الفريدة التي توفر الشفافية في التعامل".

وكانت شركة "سترايب" للمدفوعات -التي تم تقييمها أخيرا بقيمة 95 مليار دولار- قد خصصت مئات الملايين من الدولارات في وقت سابق من هذا العام للتوسع في أوروبا.

وقال مول إن خدمة شركته تعدّ محلية أكثر من خدمة سترايب ولا تستهدف عملاء المؤسسات، على عكس" آديين" و”شيك آوت دوت كوم”، مضيفا أن إعداد التجار الصغار يتطلب عمليات فحص "معقدة" لا يرغب بعض المنافسين في التركيز عليها.

رهان كبير على التكنولوجيا الأوروبية

وفي الأسبوع الماضي، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يأمل أن تنتج أوروبا ما لا يقل عن 10 شركات بقيمة 100 مليار يورو لكل منها بحلول عام 2030. وقد جمعت الشركات الناشئة الأوروبية 45.9 مليار يورو حتى الآن هذا العام، وفقا لبيانات"ديلروم" (Dealroom)، متجاوزة بالفعل إجمالي الاستثمار لعام 2020 بالكامل.

ووفقا لسي إن بي سي قال بول موريسي، رئيس الاستثمار الأوروبي في "بلاكستون غروث"، في بيان، إن "هذا الاستثمار يؤكد ثقة بلاكستون بأوروبا كمكان لازدهار الشركات ذات النمو المرتفع".

وتخطط مولي لاستخدام التمويل الجديد للتوسع دوليا، سواء داخل أوروبا في بلدان مثل بريطانيا، أو في مناطق أخرى مثل آسيا وأميركا اللاتينية، وتريد الشركة الناشئة أيضا زيادة عدد موظفيها من 480 موظفا إلى 780 في الأشهر الستة إلى التسعة المقبلة.

وذكرت مولي أنها عالجت أكثر من 10 مليارات يورو من المعاملات في عام 2020، وهي في طريقها للتعامل مع أكثر من 20 مليار يورو في حجم المدفوعات بحلول نهاية هذا العام.

وتضيف أن لديها 120 ألف تاجر نشط شهريا، وتشرك بين 400 إلى 500 عميل جديد يوميا. ويشمل عملاء الشركة تطبيق "ديلفروو" (Deliveroo) لإيصال الطعام في بريطانيا والعلامة التجارية لملابس اللياقة البدنية "غيم شارك" (Gymshark).

المصدر : مواقع إلكترونية